مبارك والعاهرة
خاص ألف
2011-02-05
رممت العاهرة جسدها بعد كل الممارسات التي قامت بها وقد بدت منهكة القوى واستعادت لياقتها، بانتظار موعدها القادم، وزبونها المنتظر، ومبارك ما يزال يقف على شباكه المفتوح على الشارع المصري المنتفض فلا يرى إلا صورته ولا يسمع إلا صوته، فيما يطلق شاب مصري نكتته المدوية (خلصني وارحل.. إيدي تعبت) .
يبدو مبارك اليوم وهو يتمسك بكرسي الرئاسة، كأبو الهول لا يحرك ساكنا،فيما يستعيد شعب مصر الثائر جسده المحنط ،ومعه يستعيد قضية جيل بأكمله ،جيل ولد على صخب ثورة 1919، عايش جمال عبد الناصر، دفن السادات ، دخل بعدها في كوما الكبت واللاوعي، وعاش طوال ثلاثين عاما وهو يستمع إلى قصة سائق التاكسي الذي وقع في غرام تلك العاهرة، ولم يعد يجد سوى التأوه والشكوى التي يعيدها ويكررها مع كل راكب يصعد سيارته ومع كل راكب ينزل .
اليوم هناك حقيقة تقول : أن العاهرة موجودة رغم أنها عاهرة وهذه حقيقة، لكن الأهم أنها تقوم بممارساتها الغرامية وتعود من لياليها الحمراء دون أن يتجرأ الكلب على النباح، تفوز في سباقات الجري، تقفز الحواجز، تتعثر، تقع، تثير السخط ، تخلق الأزمات، لكنها تعود في كل مرة لتقف على قدميها، لأن هناك من يقف إلى جانبها دوما ويساندها .
لعل مبارك يدرك بعد 25 كانون الثاني 2011 أنه طوال فترة حكمه كان يتعامل مع عاهرة اسمها اسرائيل، من خلفها كلبها الذي لا ينبح إلا لحراستها (أمريكا ) وقد باتت اليوم تعوي، فلا تعرف هل تتمسك بما تبقى من أيام معدودة لطفلها المدلل، أم تستبق اللحظة القادمة فتأتي بطفل آخر تربى على يديها، قبل أن تقول أم الدنيا كلمتها وتلفظ آخر فراعنتها .
كان حري بمبارك المترنح على حبال الثورة المصرية أن يستمع إلى كلمات محمد منير عندما يغني:
الشعب حبيبي وشرياني ..أهداني بطاقة شخصية
الأسم الكامل إنسان ..الشعب الطيب ولديّ
المهنة بناضل بنتعلم ..تلميذ في مدرسة شعبية
المدرسة فاتحة على الشارع..والشارع فاتح في قلبي
أنا قلبي مساكن شعبية
08-أيار-2021
09-تموز-2011 | |
05-شباط-2011 | |
28-كانون الأول-2010 | |
10-تشرين الأول-2010 | |
14-آب-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |