العادي أن تحب فتاة كما الأمية
خاص ألف
2010-08-14
قال لها..أريد أن أعرف كيف ستخرجين إلى خشبة المسرح لترقصي وطولك لا يمكن أن ينافس طول البلحة ،ولما المنافسة فأنت بلحة.
هل أضحك أم أبكي ..
أضحك لأنه تعبير أعجبني وأنصفني وفي الوقت نفسه نال مني .
أم أبكي لأننا حين نرى مغنيا أو راقصا على المسرح، ننظر إليه بعيون ميتة جامدة .
الأكيد أنه قصد فيما قصد أن للرقص مقاييسه ،وأنني لا يمكن أن أكون من أصحاب المقاييس ،لكن راقصة بطول البلحة لو كانت في الغرب لكانت الرقم الأول في عالم الترفيه ،الأولى في نيل الاهتمام ،الجميع يطلب توقيعها ،الكل يحترمها .
أتخيل الآن أنهم وضعوا أمامنا القبيح والجميل وطلبوا منا النظر إليهما بعيوننا كشرقيين وعيونهم كغربيين ،كيف ستكون نظرتنا؟ ونحن بين خيارين القبيح بمأساته والجميل بما فيه من أمل ؟
حتما : لن نرى ذلك الأحدب البدين الذي دخل اختبار الغناء وليس لديه فرصة واحدة من مليون لينجح ..
لن نرى تلك الفتاة التي كانت بمقاييس الجمال قنبلة جنسية تفتح الشهية
لن نرى سوزان بويل المغنية التي ألهبت جمهور المسرح و أعضاء اللجنة سخرية وضحكا قبل أن تفجر قنبلة صوتها ..
لكننا يمكن أن نرى النتائج في الروايات ..يمكننا أن نقرأ أن الجهور أحب ذلك البدين كما لم يحب نجما من قبل ...
يمكننا أن نقرأ أن واحدا من بين الآلاف كان يخرج ليطلب توقيعا من تلك الشقراء الفاتنة التي إن رأيتها ،رؤيتها تغنيك عن الفن لتقول سحقا للفن أمام هذا الجمال ،ومع ذلك أدركت أن لا فائدة من جمالها أمام ذلك البدين.
يمكننا أن نرى أن أعضاء اللجنة أسبلوا أيديهم ، رسموا إشارة الصليب وقفوا احتراما ، في العين دمعة وفي القلب غصة وعبارة تقول: سامحينا سوزان، لقد نال منا ضعفنا للحظات فلم ننظر إليك إلا ككتلة .
هو الفرق بيننا : الغرب أدرك قبل أن ينظر ..فعمل ولو لمرة واحدة على أن يكون النجم قبيحا مستندا إلى فكرة مفادها : عندما نحب إنسانا قبيحا فنحن أصبحنا أصحاب قلوب عطوفة نسيت للحظة الرأفة والشفقة فشفيت أمام رؤية القبح مجددا .
ونحن كشرقيين اكتفينا بالنظر، لنثبت مجددا أننا أناس عاديين وأننا عندما نفضل الجمال على القبح فهو لأننا نريد أن نضيف رأسا جديدا إلى القطيع ليزيد القطيع رأسا وليضاف إلى العاهات عاهة .
هي باختصار صناعة الترفيه التي لن نفهمها ما دام الترفيه في عرفنا قائم على مغنية نسخت إلى مليون مغنية أخرى ،ولم يخرج أحد إلينا ليقول أنه ألتقط الفكرة ،التكنيك ،الذكاء اللعين الذي عمل عليه الغرب .
العادي أن تحب فتاة جميلة تشتهيها كما الأمية والغير عادي أن تحب القبيح الذي يشعرك بالغثيان .
على فكرة : أنا أقصر من البلحة بقليل
×××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
09-تموز-2011 | |
05-شباط-2011 | |
28-كانون الأول-2010 | |
10-تشرين الأول-2010 | |
14-آب-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |