شكسبير ..أين أنت لتكتب تراجيديتنا ؟ أين أنت لتكتب ملايين الروايات من عطيل.. عد إلينا ..ستكون أول كاتب يتخطى عتبة غينس في جمع الثروة من الأدب والرواية ..أدب ماتت أسماء كاتبيه وهي تحلم برغيف الخبز ... كتاب تركوا لزوجاتهم راتبا تقاعديا دفعهن إلى طلب دفنهن أحياء قبل أن يطاردهن حلم خبز الشعير ..
عدْ وستجد أمامك أناسٌ إذا ما قارنتهم بـ عطيلكَ ..خرج عطيل من طيات الورق ساجداً شاكراً نعمته الزائدة...بشرٌ عاكسهم الوقتُ : فوصلَ أحدهم سابقا له وآخر وصل متأخراً ..ماذا نفعل بهذا الوقت اللعين ؟
وقتٌ.. لم تقوَ عليه لسعاتُ عقارب الساعة مجتمعةً..
وقتٌ ..أقسمتْ الأرقامُ بقداستها أن تجعل منه دائرةً ..كل نقطةٍ فيها تصلح لتكون بدايةً أو نهاية ..
وقتٌ.. حاول العشاق تنظيمه على دقات قلوبهم فأهدوه ربطة عنق ..
وقتٌ ..وعدتهُ الشمس أن لا تشرق عليه كي لا يصيح الديك ، ليغفو في سكون وهدوء الليل ..
وقتٌ .. وعدهُ الليل أن يجعل من وردة ليلة القدر التي تفتحت وقد نامت عيون الخلق حارساً له..
وقتٌ ..التهمهُ زوربا كما لم يلتهم الكرز يوما ..علهُ يشبع منه فيلفظه كما يلفظ المرء أنفاسه الأخيرة ..
ما الذي حدث ؟
أشرقت الشمس وصاح الديك وأفلتت ربطة العنق عقارب الساعة وبدأت الرقص..ذبُلتْ وردةُ ليلة القدر .. لفظ زوربا ما في جوفه من الكرز ..عاد الوقت ليدق في رؤوس هؤلاء البشر مذكرا إياهم بخطيئة وجودهم.. وأن الوقت لا يمكن أن يكون دائرة .. فالوقت هو الصفر ..هو الاستمرارية..لا وجود من دون وجوده.. منه يبدأ كل شيء.. وفيه ينتهي وهو أساس الخلق ..
على بعد خطوات كانت (....) وقد غيرت اسمها إلى (راحيل) قررت التمرد ..فهي ما تزال صغيرة وتحتاج الوقت لتحول راحيل (الاسم) إلى راحيل (الرواية) يوما ما ..وقفتْ أمام الساعة ..نظرتْ إلى الأرقام الراقصة.. خطفتْ الرقم 2 ..
أتعلم أيها الوقت اللعين إلى ماذا يرمز الرقم 2 ؟
إلى الإنسان المتواجد في مخيلة الإله بالقوة ..
تحطّم الوقت أمام قدمي راحيل ..انكسر الزمن خجولاً ..كيف لا ..وراحيل التي أحبت الرقم 2..أحبتهُ من أجل ذلك الوحيد الأوحد الذي يقطن الذاكرة ينبش قبور موتاها ..
اهْجُرْ الذاكرة يا (....) ذاكرتكَ ليست أرضَ الميعاد .. لقد كلفتنا أرض الميعاد وما تزال إلى الآن تكلفنا الكثير الكثير ..
××××××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف