قصة / وأنت البدوي
خاص ألف
2010-08-13
هنا "إبليس " يقف أمامك، يمدّ يده إليك، فتمدّ يدُك إليه أيضاً، يدعوك لمصاحبته، تستجيب لدعوته، بفرحٍ، وبلا تردّد ..
في الطريق، يحاول " إبليس " أن يختبرَ صبرَك، يضعك أمام خيارين:
إمّا أن تواصل معه السير حتّى إدراك المبتغى، أو التراجع، إلى الخلف، لتبقى أسير حيرتك وخيباتك.
تختار مواصلة السير، وعدم التراجع.
داخلك يسأل إلى أين ؟
فتجيب:
إلى حيث موطن " إبليس "
* * *
في الجهة المعاكسة، تصادفكما المرأة المومس، يقدّمك" "إبليس " لها، وأنت البدويّ المنحدر من سلالة التيه، لن ترضى بك، حتّى تنجرف إليها وتغيّر شكلك الأوّل، وأنت تطلع من نبع ٍخالص، ستدخلك إلى جنّتها الفاتنة، مدينة الإغراء، وستصبح أكثر تمدّنا. تتملّص من جلدك، من ترسبات الخيبة وضروب التيه، لتتفرّد بشكل آخر خاص جدا، وتغوص في المطلق الذي يشرّع دروبه لك ..
لم تعد ذلك البدوي الذي يوحي شكله بالتوحش والضياع، فأنت الآن قامة منتصبة بين مقامات الشرف والعز، ووجه طافح بالحياة، بالخلود ،، ستقابل خصمك الذي يتحوّل إلى أعز الأوفياء إليك، سترافقه وتترك " إبليس " الذي فتح لك أبواب المدينة الخالدة، ستتركه ليباشر عملاً آخرَ، أكثر فائدة ،وليكون وسيطاً بين الأنام يؤدي مهامه، حتّى يسقط الجميع، ويسقط العالم في قبضته.
لا يهم، ليسقط الكلّ، ولتبقَ أنت وصاحبك مستمتعين بالحياة، ومستأنسين بها.
وأنتما تخوضان مغامرات ضد الخصم، يكتب لكما المجد ..
لكن، القدر يأخذك إلى منتهاه الغيبي، ستلقى حذفك المؤكد، وسيبكيك صاحبك سبعة أيام وسبع ليال .
تتآكل جسدك الدود، يرفض دفنك، ويمارس طقوسه الخاصة .
بعد رحلة تقودك إلى ملكوت الغياب، تستفيق على وقع أقدام جارتك التي تهزّ سقفَ بيتك الهش، لحظتها لا تجد أحدا، لا إبليس " ولا صاحبك، إلاّ الجارة التي قد تغريك في عالمها الخاص.
وأنت تزاوج وجهها بوجه تلك المومس، ستدرك أنّك لا زلت ذلك البدوي البليد، المنحدر من سلالة التيه- مواطن الخيبة - ، وأنّك لن تكون غير أنت.
××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر ــ ألف
08-أيار-2021
21-نيسان-2014 | |
28-تشرين الأول-2013 | |
13-تشرين الأول-2013 | |
09-شباط-2013 | |
17-تموز-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |