تنبـــؤ: قصة قصيرة
خاص ألف
2010-10-17
الى روح أخي "عبد الكريم" الذي تنبّأ موته.
تنبّأ موته القريب، واستحضر الجسد في غيابه المنتظر..
سأموت على رصيف الغربة، وأنتهي..
قال في هذيانه، وهو يتلو أسماء الله الحسنى، ويقسم،، فتصده أمّه، أو تدعوه إلى الصمت والكفّ عن الثرثرة واللغو..
والله، أنا ميّت، ميّت، ميـ..
يختفي عن الأنظار، يجترّ خطاه الضائعة في سرعة معتادة، كأنّه يخشى ملامسة المكان الضائع فيه، وهو يبحث عن وطن هو مستقرّه الخالد، هو وطنه البديل..هو يعي أنّ الزمن معه يختصر، بل لا زمن له، غير الآتي، لكنّه لا يعي حقيقة من حوله، الوجوه التي استنزفت دمه قطرة، قطرة،، وأحلّتـه، والتي ما رحمت جسده المنطفيء، في غربة المكان ووحشته.
إنّه ميّت، ميّت، ميّـ ..
تصل برقيّة عاجلة إلى أهله تؤكّد تنبّـأه الذي طالما صرح به، في حيرة وصدمة الخبر الطاريء، تضيع الأسئلة التي لا تجد لها ردّا صريحا وواضحا..
كيف، متى، أين ؟!
يعدّ النعش، يحفر المكان الذي سيحتضن جسده، يقام المأتم الذي لا يحضره أحد..
إنّه ميّت، ميّت، ميّـ ..
ينتشر الخبر بين أفراد مدينته الرماديّة..
الله أكبر، الله أكبر..
تتعالى الأصوات، وتهدأ على حيرة أكبر،،
كيف، متى، أين ؟!
كلّ شيء يسير إلى حذفه، وهو ميّت، ميّت، ميّـ.
08-أيار-2021
21-نيسان-2014 | |
28-تشرين الأول-2013 | |
13-تشرين الأول-2013 | |
09-شباط-2013 | |
17-تموز-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |