أدونيس فضاءٌ لغبار الطَّلع
خاص ألف
2010-10-19
خيال واسع يستهل به أدونيس مجموعته الشعرية الصادرة حديثاً عن دار الصدى
/ فضاءٌ لغبار الطَّلع/ ذاك الخيال الذي يأخذنا اليه نتوه فيه تيه الشاعر في المعنى المعنى الغامض تقصُّداً من الشاعر كأنه يحاول استنهاض فكر الانسان من سباته ضياع يلتهم ادراك القارئ و حسَّه باستثناء ادراكه لجمال الغموض في شعره يستجوب ادونيس بادئ الامر شعراء العرب القدماء بطريقته مستطرقا الى حياة العرب القديمة مطلا باسئلته من احدى النوافذ على شرفة امرئ القيس مصاحباً اياه رحلته متهماً طرفة بن العبد باسئلته التي لا زالت تمد ساقها في التاريخ باحثة عن اجوبة في بحر الشعر محمولاً على ناقات تقلها الى بر الجواب
مما لا شك فيه ان أدونيس عانى الغربة غربتين غربة الزمان إذ يقول ان الزمان نفسه منعدمة قدرته على تحسس معاني كلماته اما غربة المكان فيحاول ان يبرهن غربته المكانية من خلال ابداء اعجابه بحيوات الدول التي زارها عن رفضه لحياته و نمطيتها فهو رجل وضع في غير مكانه ربما مكانه المناسب هو القبور المنعَّم الهانئ بصمت جنائزي
يتشبه أدونيس بامرئ القيس الكثير الترحال بين اقصى الارض و ادناها محاولا جس نبض الارض مرحبة الارض به طبيبا مداويا بشعره و كلماته
يتمرد شاعرنا عتى قافيات الشعر الخاصة بالخليل بن احمد الفراهيدي ضاربا اياها بعرض الحائط ناشرا ثقافة التمرد حتى ضد ثقافة آبائه
يخرج أدونيس عن القافية متمردا متهما ناقدا لعله يحدث تغييراً جذرياً بالوعي الحاضر للكتابة النقدية
واضعاً ثقله باحثاً عن اجوبة اثقلت صدره برؤية تنبؤية مستقبلية ليغدو العراف أدونيس المودي الى طريق الحداثة
من اجواء المجموعة
فمن قصيدته /العابر المقيم
/ أسئلة لامرئ القيس /
من قال : الشاعر لا يدخل السماء إلا محروساً بالجحيم ؟
سؤال لا يزال شعر طرفة بن العبد , يطرحه على أبجدية بحر العرب
الجهات هنا هي الجهات كلها طيور مهاجرة , أبراج بوارج , كيف لماذا أنّى أين ؟
إذا , هل تعانق الرمل أيها الماء , هل تعانق الماء أيها الرمل ؟
هل العابر هو وحده المقيم ؟ هل الأبدي هو وحده الفقير إلى الزائل ؟
الصحراء التي نامت فجأة في سرير العشب , تنهض وترقص .
في مناجم الشعر العربي
يجلس الليل والفجر صامتين
عندما يطيب لهما الكلام
يأخذهما الحديث عن القتل والهجرة والعرب
* * *
يمضي الليل أصعب أوقاته
في نزع الأغطية , عن سرير الفجر
يمضي الفجر أطيب أوقاته
في ترتيب فراش الليل
وفي اختيار الأغطية والوسائد
الكاتب – ادونيس
الناشر – دار الصدى
كتاب من القطع المتوسط يقع في 131 صفحة
08-أيار-2021
04-كانون الثاني-2015 | |
03-تشرين الأول-2011 | |
18-آذار-2011 | |
22-شباط-2011 | |
24-كانون الثاني-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |