صمتت وزارة الثقافة ودار الأوبرا.. فجاء الرد من وراء البحار!!
2007-08-18
رد فرانز وولفكامب ـ مدير music in me على مقالة قاسيون التي كتبها جهاد أسعد محمد في 14 تموز 2007 في عدد جريدة قاسيون (عضو الحزب الشيوعي السوري)
يقدم السيد جهاد أسعد محمد إدعاءان ضد music in me ومشروع التعاون التقني مع دار الأسد وهما:
ـ تم المشروع بسرية تامة.
ـ المشروع هو عبارة عن "تطبيع مع العدو الصهيوني".
ولكن هذا الإدعاء خاطئ بشكل واضح
الشاهد: "تتساءل الأوساط الثقافية والموسيقية فيما بينها منذ عدة أشهر (همساً) عن موضوع مثير للريبة يجري العمل عليه بشكل شبه سري من إدارة دار الأوبرا، بعيداً عن كل مظاهر الشفافية التي ما فتئت القيادة السياسية للبلاد تدعو إليها في كل مناسبة،وبعيداً عن الإعلام .. هذا الموضوع يتعلق
بمشروع موسيقي بريء في مظهره وسطحه، تطبيعي مع العدو الصهيوني في أساليبه وجوهره وغاياته القريبة والبعيدة!!."
للمشروع ثلاثة أهداف:
تأهيل الفريقين التقني والإداري في دار الأسد بالمهارات الأساسية.
تمكين دار الأسد من إقلاع أول إنتاج أوبرالي.
إيجاد بنية قانونية ومالية جديدة وفعالة.
وعلى المدى البعيد، نأمل أن المشروع سيساهم في:
تأسيس دار الأسد كأساس وطني رئيسي لموهوبي سورية الشباب من الموسيقيين والمغنين والراقصين والعازفين والمؤلفين الموسيقيين.
تطوير دار الأسد كمسرح ذو أداء اعتباري لأهم الفنانين الموهوبين في المنطقة والدوليين.
تعزيز التعريف الدولي بسوريا وإسهام السوريين المتميز للموسيقى والفنون.
توسيع السياحة الثقافية في سورية.
إن تدخل music in me كان استجابة لطلب من دار الأسد للمساعدة. وقد تم تطوير أهداف وخطة العمل بالشراكة اعتماداً على احتياجات وموافقة دار الأسد بما يتناسب مع اهتمامات دار الأسد.
منذ بدء المشروع، وأيضاً ضمن الفترات الفاصلة خلال التفعيل، كانت الحكومة السورية على اطلاع دائم بتأسيس وتطوير هذا المشروع وذلك من قبل الدكتور نبيل اللو وممثلي music in me وعلى وجه الخصوص استفاد المشروع من الدعم والاهتمام الكريمين من سعادة السيدة أسماء الأسد ووزيري الثقافة الحالي والسابق، وهذا أمر معروف في وثيقة المشروع وعلى الموقع الالكتروني لـ music in me
وكما أشار السيد جهاد محمد بنفسه فإن الموقع الالكتروني متوفر للعامة، ولكن ما لم يذكره هو تضمن الموقع لإشارات عديدة لمشروع music in me مع دار الأسد خصوصاً في رسالة music in me الإخبارية بتاريخ شباط 2007 وكذلك الأعداد السابقة.
علاوة على ذلك، في 2006، أنتج التلفزيون السوري بدعم من وزير الثقافة وعرض للجمهور السوري ثلاثة برامج حول مشاريع music in me في سورية والتي كان أحدها التعاون التقني مع دار الأسد.
حتى الآن رعت music in me 11 عضواً من فريقي دار الأسد التقني والإداري من خلال إيفاد داخلي احترافي إلى الأوبرا الشعبية في فيينا ـ النمسا. ويستطيع كل منهم الشهادة بأنه لم يصل ولا لمرة واحدة أن أثار وضعهم أسئلة سياسية ناهيك عن أي وجود لوضع أحدهم أو دار الأسد في إطار الشبهة.
وذلك يتناول أيضاً المشروعين الآخرين الذي ترعاهما music in me : صفوف تأهيلية في المعهد العالي للموسيقى المرتب بطلب من مدير المعهد أثيل حمدان، وكذلك مشروع مركز نمرين لتعليم الموسيقى للأطفال بإدارة منظمة الأونروا في مخيم اللاجئين باليرموك (ويوجد شريط فيديو على موقع music in me الالكتروني حيث يستطيع المشاهد رؤية وسماع الفلسطينيين أنفسهم يتكلمون عن المغزى من المشروع لأطفالهم ومستقبل الثقافة الفلسطينية.)
كل واحد من هذه المشاريع، وكذلك مشاريع music in me الأخرى، هو مشروع مستقل. وكل واحد منها يساهم أيضاً في مجمل أهداف music in me التي استشهد بها جهاد محمد بشكل صحيح من موقع music in me الالكتروني.
الشاهد: " طبعاً، التعريف بالمشروع يمتلئ بهذه المسحة (الإنسانية)، ويتحدث بلغة حميمة شفيفة عن الإخاء الإنساني عموماً والشرق أوسطي خصوصاً، ويضع الجميع ظالماً ومظلوماً، مستوطناً ولاجئاً، قاتلاً وقتيلاً، مجرماً ناهباً ومشرداً محروماً في كفة واحدة، ويكيل المدائح في كل مناسبة للمبادرات الإسرائيلية السباقة للسلام."
تعتمد music in me مثلها مثل معظم موسيقيي ومحبي الموسيقى في العالم في الماضي وفي الحاضر، أن الموسيقى كونها غير ذات حواجز حدودية، هي وسيلة تواصل لا تقدر بثمن بين الناس والثقافات. وهي أيضاً تعتقد أن التواصل والتفاهم المتبادلين اللذان تولدهما هما عنصران حيويان لحل الصراع.
وفي قوانينه التي ستنشر قريباً تصرح music in me قيمها الأساسية كالتزام بـ "الكونية وعدم تجزئة حقوق كل البشر ولثقافة حوار واحترام متبادل بين كل الشعوب والثقافات."
بالتعريف، يعني احترام حقوق الإنسان، معارضة قتل الأبرياء والجريمة والسرقة الإجرامية والتشرد والحرمان. لا يوجد ولا في أي مكان على موقعنا الالكتروني ما يؤيد ادعاء جهاد أسعد محمد بأن music in me تتضمن "المقتول وقاتل الأبرياء/الضحايا."
بالتأكيد، سيوافق السيد محمد أن السلام في الشرق الأوسط ـ سلام عادل يحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي ـ سيكون قريباً سعياً مرغوباً به وأنه الموضوع الرئيسي لزماننا. إن ممثلي music in me ليسوا سياسيين ولا يعملون في الحلقات السياسية. هم يؤمنون إن كان سيحقق السلام، بإنهاء الاضطهاد وقتل الأبرياء وعدم الاستقرار، يجب أن يكون لدى الناس الثقة والقدرة على التواصل فيما بينهم على أساس الاحترام والتفاهم المتبادلين.
تبني مشاريع music in me الثقة بالذات ومقدرات المشاركين. كيف يتم إذن توظيف هذا للمشاركين أنفسهم ليقرروا.
خاتمة:
تفشل المقالة في تمثيل music in me أو مشروع التعاون التقني مع دار الأسد إن كان ذلك بشكل موضوع أم بشكل شمولي أم بشكل صادق، لم يتم مقابلة أو استشارة لا الدكتور نبيل اللو ولا أي ممثل لـ music in me خلال البحث في المقالة، ولم يتم كذلك التحقق من الحقائق الأمر الذي يمثل غياب أخلاق الصحافة المسؤولة. تستطيع music in me أن تتساءل عن هدف جهاد أسعد محمد الذي دفعه لكتابة المقال وأيضاً جريدة قاسيون من عرض التعاون بين music in me ودار الأسد بهذه الطريقة المضللة.
فرانز وولفكامب ـ مدير music in me
26 تموز 2007
تعليق وتعقيب..
صمتت وزارة الثقافة ودار الأوبرا.. فجاء الرد من وراء البحار!!
جهاد أسعد محمد
لم يفاجئنا، وقد اتضح الفرز والاصطفاف في بلدنا، أن نكون هدفاً دائماً لنيران أرباب الفساد وتماسيح المال، ومن لف لفهم داخل جهاز الدولة وخارجه. لم نستغرب تهديداً من تلك الجهة أو رشوة من أخرى، ولم ترعبنا أو توهن عزيمتنا الدعاوى القضائية المرفوعة ضدنا، وضد منبرنا، من هذا المتنفذ الفاسد أو من ذاك المتطفل الناهب..
نحن الذين قررنا الوقوف إلى جانب كرامة وسلامة وطننا، وحرية مواطننا، كنا نعلم مسبقاً أن معركتنا الداخلية ضد قوى الفساد ومراكزها الكبرى، بارتباطاتها الخارجية، هي معركة كسر عظم، وهي طويلة وصعبة، ولا تنفصل، كلياً أو جزئياً، عن المعركة الوطنية العظمى، المتعددة الجوانب والجبهات، ضد المشاريع الإمبريالية الأمريكية – الصهيونية وتحالفاتهما الدولية والإقليمية، التي تستهدف بلدنا سورية، وكل قوى المقاومة والممانعة في المنطقة.
لكن، والحق يقال، كان من غير المتوقع بالنسبة لنا، على الأقل من حيث التوقيت والآلية وطبيعة الموضوع، التدخل السافر والمباشر لجهة أجنبية على خط المواجهة الداخلي، والمؤلم هو الكيفية التي تم بها هذا التدخل؟ فالوسيط هو جهة رسمية محلية، كنا نفترض أنها واعية لطبيعة المعركة، وتتخندق إلى جانبنا، أو بأقل تقدير، لن تقبل أن تكون سيفاً مسلطاً على رقابنا.
ودخولاً في لجة الموضوع، نقول: إننا - في قاسيون – وبعد أن قمنا بنشر تحقيق «دار الأسد للثقافة والفنون.. استمرار الكارثة» في العدد (314)- تاريخ 14/7/2007، الذي تضمن مجموعة من المعلومات والأسئلة حول مشروع music in me المشبوه، وتضمن أيضاً كشف جملة من الحقائق الدامغة حول المخالفات الإدارية والمالية التي ارتكبتها وترتكبها إدارة دار الأوبرا، كنا ننتظر أن يأتينا رد أو توضيح من هذه الإدارة أو من وزارة الثقافة حول ما أثير، لكن الجهتين، الأم والبنت، التزمتا الصمت الرسمي تماماً، وكأن الموضوع لا يعني أياً منهما، ولم يردنا على لسان المسؤولين فيهما سوى بعض الأقاويل، لنتفاجأ بعدها بمدير مشروع music in me أو (الموسيقى في الشرق الأوسط)، السيد (فرانز وولفكامب)، يقحم نفسه بشكل وقح في قضية سوريةٍ بحتة، ويتقمص دور ومسؤولية وصلاحية كلتا الجهتين الصامتتين، فيرسل لنا رداً على شكل تعليق، موضوعاً في ظرف مغلق مكتوب عليه: «السيد جهاد أسعد محمد.. يُسلّم ويُفتح باليد»!!..
الرد جاء مكتوباً باللغة الإنكليزية، مرفقاً بنسخة مترجمة للعربية، يعلّق فيه السيد «وولفكامب» على نقاط محددة وردت في (المقالة)، ويركز بشكل أساس على نقطتين استُهل بهما التحقيق، وهما: سرية مشروع music in me، وكونه عبارة عن تطبيع مع العدو الصهيوني، كما تطرق إلى غايات المشروع وأهدافه، وأكد جازماً أن «تدخل music in me كان استجابة لطلب من دار الأسد للمساعدة»، وادعى أن «الحكومة السورية على اطلاع دائم بتأسيس وتطوير هذا المشروع، وذلك من قبل الدكتور نبيل اللو وممثلي music in me و...»..
ثم يشرع السيد وولفكامب في شرح فوائد مشروعه والتأكيد على دور الموسيقا الهام حيث «أن التواصل والتفاهم المتبادلين اللذين تولدهما، هما عنصران حيويان لحل الصراع».. لا يلبث بعدها أن يتكلم عن (مسلّمة) السلام: «بالتأكيد، سيوافق السيد (محمد) أن السلام في الشرق الأوسط، سلام عادل يحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي ـ سيكون قريباً سعياً مرغوباً به وأنه الموضوع الرئيسي لزماننا»..
ويختم السيد وولفكامب تعليقه بالتأكيد على (فشل) المقالة، متسائلاً عن «هدف جهاد أسعد محمد الذي دفعه لكتابة المقال، وأيضاً جريدة قاسيون من عرض التعاون بين music in me ودار الأسد بهذه الطريقة المضللة»!!..
الخطير في الأمر، أنه وبعد أيام قليلة من وصول الرد إلينا، وبينما كنا نحاول التأكد من الهوية الحقيقية لمرسليه، تلقينا مفاجأة أخرى، فقد اكتشفنا أن هذا الرد كاملاً منشور على موقع «شرفات» التابع لوزارة الثقافة، وهذا يؤكد بكل أسف، أنها تتبنى أو توافق على ما جاء فيه!!
لذلك، وتعقيباً على كل ما سبق نقول:
- نؤكد أن تدخل إدارة مشروع music in meفي قضية ناشئة بين صحيفة سورية ومؤسسة رسمية سورية، هو خرق خطير وكبير، وهو تدخل وقح وسافر بالشؤون الداخلية السورية، وهنا ندعو أصحاب العلاقة لممارسة صلاحياتهم في هذا الإطار وإيقاف كل أشكال الاعتداء على السيادة الوطنية.
- إن أي رد، أو تعقيب، أو تعليق، يود القائمون على مشروع music in me توجيهه إلى صحيفة قاسيون، يجب أن يتم عبر الحكومة السورية ومؤسساتها المعنية حصراً..
- إن زج اسم السيدة أسماء الأسد والحكومة السورية في تعليق السيد «وولفكامب»، نعده تطاولاً فجاً على المقامات الوطنية السورية بغية تلميع الشروع وشرعنته، وهو مناورة مكشوفة وساذجة للضغط النفسي على الصحيفة، لقيامها بفضح أهداف المشروع وغاياته المشبوهة، والحقيقة أننا كنا سنتجنب التطرق إلى هذه النقطة الحساسة، لولا أن وزارة الثقافة أوردت الفقرة المتعلقة بذلك كاملة في (شرفاتها)، وهذا أمر يجب أن تحاسَب عليه!!
- إن مفهومنا للسلام، نحن - السوريين - من يحدده، ولا نحتاج من يحاضر علينا فيه، ونذكر في هذا الإطار أنه ما يزال جزء عزيز من أرضنا محتلاً، ويستوطنه الصهاينة الذين يسرقون ماءه وخيراته، ويضيقون على أهله، ويعتقلون أبناءه، ويشردون أهله منذ أكثر من أربعين عاماً، ويلوحون بالتهديدات العسكرية على عموم المنطقة صباح مساء، وفي جميع الأحوال، ومهما كان مآل الأمور، سيبقى الكيان الصهيوني العنصري جسماً غريباً في المنطقة، ونحن كقوى وطنية وكجماهير شعبية وكمثقفين، نرفض كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان المؤقت والزائل..
- إن اكتفاء إدارة دار الأسد للثقافة والفنون بالصمت والارتباك حيال ما كتبناه، وعدم جرأتها على تقديم أي توضيح، وهي عرّاب المشروع، كما يؤكد التعليق، هو دليل إدانة لها ولإدارة المشروع، التي من الواضح أنها أخذت على عاتقها الرد تجنيباً للمتعاملين معها الحرج والخزي..
- يعترف الرد للمرة الأولى حسب معرفتنا، بأن المقصود بـ (me) هو اختصار لـ (east middle)، أي الشرق الأوسط، بعد أن ظل الأمر ملتبساً لفترة طويلة، والسؤال: ترى هل هو مجرد تشابه أسماء بينه وبين المشروعين الأمريكيين لهذا الشرق الأوسط: (الكبير)، ومن ثم: (الجديد)؟؟
- هناك عدة تساؤلات يطرحها تعليق «وولفكامب» تتعلق بالحكومة، وأهمها: هل أطلع د.اللو وزيري الثقافة، الحالي والسابق، على تفاصيل المشروع وإطاره وفلسفته قبل توقيع البروتوكولات والإقلاع بمراحله؟ وما رأي الوزارة الصريح في أهداف المشروع وغاياته بعد أن جرى فضحها؟ وهل لديهم، على سبيل المثال، رغبة واستعداد حقيقيين فعلاً لاحتضان عازفين، عرباً كانوا أو أجانب، بينهم (إسرائيليون)، على خشبة الدار كما يطمح أصحاب المشروع؟ وإذا كانت وزارة الثقافة موافقة على هذا المشروع بكل ما فيه، فهل يكون ذلك بمثابة ضوء أخضر لإقامة مشاريع تطبيعية مشابهة مع العدو الصهيوني، في جميع محاور النشاط الثقافي السوري (مسرح ـ سينما ـ أدب، ..إلخ)؟؟
- أما بالنسبة للهدف والدافع، اللذين ختم السيد وولفكامب تعليقه بالسؤال عنهما، فنقول له: هذا ليس من شأنك، ونعدك بأننا سنتصدى لكل محاولات التطبيع التي تقوم بها أنت وأمثالك، ولن ينفعك بعد الآن، لا المناورات، ولا الاختباء خلف ظلك، ولا لغة الاستعلاء التي تعلمتها من غربك الإمبريالي...
- ملاحظة أخيرة: نأسف من جميع القراء والمهتمين لتأخرنا بالرد، وذلك بسبب انشغالنا بمواضيع أخرى، لا تقل أهمية..
08-أيار-2021
08-أيار-2012 | |
07-نيسان-2012 | |
02-نيسان-2012 | |
31-آذار-2012 | |
25-آذار-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |