قصيدتان من مجموعة برلين الشعرية
خاص ألف
2010-11-23
صـورة لا تـمـَّحـي
ذات َ مـَسـاء ٍ فـي زَمـَن ٍ لـن ْ يـَعـود َ ولـَن ْ يـَتـَكـَرَّر َمـِثـْل َ الأشـْيـاء ِ الـْجـَمـيـلـَة ِ فـي حـَيـاتـِنـا ، قـالـَت ْ صـَديـقـَة ٌ قـَديـمـَة ٌ عـَرِفـت ْ كـَيـْف َ تـُفـَلـْسـِف ُ الـْحـُب َّ وكـان َ شـُعـور ٌ مـُبـاغـِت ُ لـَفـَّنـا :
أنـّا غـَريـبـان ِ فـي هـذِه ِ الـْمـَديـنـَة ِ الـْبـارِدَة ِ الـْمـُثـْلـَجة نـَبـْحـَث ُ فـي هـَوَس ِ الـْعـاشـِقـيـن َ الـْمـُتـَسـَوِّلـيـن َ عـَن ْ مـَحـارَة ٍ تـَمـْنـَحـُنـا فـرْصـَة َ أن ْ نـُمـْسـِك َ بـِقـَرْنـي ِّ الـزَّمـَن ِ الـْمـُنـْدَفـِع ِ، فـنـَسـْرِق ُ مـِن ْ فـَمـِه ِ لـَحـْظـَة َ اصـْطـِيـاد ِ الـدِّف ْ الإنـْسـانـي ِّ والـسـَّعـادة ِ الـْمـُمـْعـِِنـَة ِ فـي الـْفـَرار ْ !
قـالـَت ْ :
نـَحـْن ُ كـالـْقـِطـارات الآتـِيـَة ِ مـِن ْ مـَسـافـات ٍ بـَعـيـدَة ٍ ، تـَبـْحـَث ُ عـَن ْ مـَحـَطـّاتـِهـا ، تـَدخـُلـُهـا فـَتـَتـَزَوَّد ُ بـِالـْوقـود ِ لـِتـَفـْتـَرِق َ فـَتـَنـْطـَلـق ْ.
ذاك َ الـْمـَسـاء أشـْعـَلـَتـْنـي بـِتـوابـِلـِهـا الـَّتـي أعـادَت ْ إلـَي َّ عـَبـَق َ الـرَّوائـِح ِ الـْحـارِقـَة ِ لـِلـْجـُزُر ِ الـْوَحـْشـِيـَّة ِ الـَّتـي لـَم ْ تـَطـَأهـا قـَدَمـا إنـْسـان ْ !
افـْتـَرَقـْنـا ذلـك َ الـْمـَسـاء ،
وَقـَد ْ أبـْقـَت ْ فـي ذاكـِرَتـي صـورَة ً مـُمـَوَّهـَة ً لـِلـْقـِطـارات ِ الآتـِيـَة ِ مـِن ْ مـَسـافـات ِ بـعـيـدَة ٍ ، صـُوَرَة ً لا تـَمـَّحـي .
أتذكرك ...
أيتها المرأة الجميلة
فـي كـُل ِّ مـَرَّة ٍ تـَحـْمـِلـُنـي قـَدَمـاي َ الـْخـَقـيـفـَتـان ِ وَبـِكـُل ِّ رَشـاقـَة ِ الـْمـُهـور ِ الـْمـُجـَنـَّحـَة ِ إلـى الـشـّارِع ِ الـْقـَديـم ِ فـي حـَي ِّ لـيـشـْتـِنـبـيـرْغ حـَيـْث ُ كـُنـْت ِ تـَسـْكـُنـيـن َ فـي الـْمـَديـنـَة ِ الـْمـُثـْلـَجـَة ِ ، أمـلا ً فـي أن ْ أجـِدَك ِ هـُنـاك َ.
أتـَذكـَّرُك ِ جـَيـِّدا ً وكـَثـيرا ً يـا لـؤلـؤتـي الـسـَّوداء يـا مـَحـارَتـي الـْمـُغـْتـَسـِلـة َ ، مـُنـْذ ُ طـَلـْق ِ الـْولادَة ِ ، بـِمـاء ِ " الـشـوكـو " الـْحـار ِ
الْطـالـِع ِمـِن ْ بـَيـْن َ زَبـَد ِالـْخـُلـْجـان ِ الـْوَحـْشـِيـَّة !
أتـَذَكـَّرُك ِ أيـَّتـُهـا الـْمـَرْأة ُ الـْجـَمـيـلـَة ُ ،
أيـَّتـُهـا الـْخـَجـولـة ُ مـِثـْل َ طـِفـْلـَة ،
الـشـَّرِسـَة ُ مـِثـْل َ ذِئـْبـَة ِ الأسـاطـيـر ْ ،
أذْكـُر ُ كـيـْف َ كـانـَت ْ تـَتـَراقـَص ُ أضـْواء ُ الـشـُّمـوع ِ فـي عـَيـْنـيـْك ِ وَيـَتـَسـَلـَّل ُ إلـى دمـِك ِ الـصـَّخـَب ُ الـْمـُنـْبـَعـِث ُ مـِن ْ مـوسـيـقـى صـَيـّادي الـْغـابـات ِ الـزّاحـِفـيـن َ بـِخـُطـى ً راقـِصـَة ٍ ، إكـْبـارا ً لآلـِهـِة ٍ أو ْ بـَحـثـا ً عـَن ْ غـَنـيـمـة !
عـَبـَثـا ً أبـْحـَث ُ عـَنـْك ِ،
فـأنـا أعـْرِف ُ فـي مـُنـْحـَنـَيـات ِ ذاكـِرَتـي الـَّتـي لا تـَشـيـخ ُ أنـَّك ِ لـَسـْتِ هـُنـا ، فـَقـَد ْ دَفـَعـَتـْنـا دُروب ُ الـْحـَيـاة ِ الـشـّائـِكـَة ِ كـُلا ً فـي طـَريـق ْ! بـَحـْثـا ً عـَن ْ شـَمـْس ٍ فـي وَطـَن ٍ يـَسـْكـُنـُه ُ الـْلـَيـْل ُ وَهـُمـوم ُ الـْجـَرْي ِ الـْمـُضـْنـي بـَحـْثـا ً عـَن ْ كـِسـْرَة ِ خـُبـْز ٍ وَعـيـشـَة ٍ كـَريـمـَة .
عـُذْرا ً ، فـَلا زِلـْت ُ أجـيءُ أفـَتـِّش ُ ، فـي هـَوَس ِ الـْعـاشـِقـيـن َ ، بـَيـْن َ رُكـام ِ الـشـّارِع ِ الـْمـُعـْتـِم ِ الـْقـَديـم ِ عـِنـْد َ جـَبـَل ِ الـضـَوء ، أفـَتـِّش ُ عـَن ْ مـَحارَة ِ تـَفـوح ُ بـِعـَبـَق ِ تـَوابـِل ِ الـْجـُزُر ِ الـْوَحـْشـِيـَّة !
08-أيار-2021
13-شباط-2011 | |
06-شباط-2011 | |
26-كانون الثاني-2011 | |
23-كانون الثاني-2011 | |
09-كانون الثاني-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |