متمهلا ً أخطو
على حجر السوق القديم
حيث الباعة أعياهم النهار ُ
والهُتاف ُ والمشترون
يسارعون إلى إغلاق بسطاتهم
فيما تنفتح بوابات الذكرى تباعا ً
" كانوا هنا "
وهنا عند باب ٍ تعوّدت ُ أطرقه
فيما مضى
تقف وجوه لست أعرفها
وملامح الزريعة ِ
تغيّرت أيضا ً
في الأصص
وأحنُّ إلى أهل ٍ كانوا هنا
*****
ثم وحدي وأبواب الحوانيت العتيقة
وقد رُتجت
لكنها تنمّ عمّا خلفها
تتسرب من خشبها المتشقق
روائح بهارات ٍ
وفاكهة ٍ مجففةٍ
وخضار طازج
والأقمشة
قد أغلقت على هتافات الباعة
وأقاصيص النهار
الوجوه التي مرّت هنا
وهيَ شتّى
تحمل سماتَ عوالمٍ شتّى
تفرّقت إلى حيث تنتمي
وأنا الذي جئت ُ متأخرا ً
أستسقط صدفةً
وأحمل ابتسامة المهزومِ
بحزن ضالٍ ضئيلٍ
تطالعني الجدران
والسوق – بعد الإنفضاض -
ساحة معركة شهدت انكساري
" أما كانوا هنا مذّ برهةٍ ؟ "
واستجابوا لنداءات خفية
وتفرّقوا ؟
متمهلا ً
أستوعب ذهولي
- وكأني توقعت وضعا ً غير هذا –
أستجدي صدفة وعدت ُ بها
كما يُمنّي الجندي نفسه بالنصر
في معركة هو يعرف
سلفا ً أنه غير المنتصر فيها
اسامه ملحم