السلمية منارة الثقافة في سورية.. لماذا هذا الهجوم عليها
خاص ألف
2006-05-06
صراع على كرسي الإدارة في المركز الثقافي في سلمية بعد استقالة المدير
إذا كان الصراع على كرسي مديرية الثقافة يتحول إلى معركة ضارية فماذا يحدث حين يكون على كرسي وزارة الثقافة
كان من المفروض أن تأخذ هذه المادة شكل لقاء مع السيدة ندى عادلة معاونة مدير المركز الثقافي في سلمية والمكلفة بتسيير شؤون وإدارة المركز بعد استقالة المدير السابق فايز علوش في أول شهر نيسان الماضي، الذي أمضى عشر سنوات في مكانه.
لكن معلومات متضاربة وصلتني عكست جو الصراع الذي يعيشه الموظفون داخل المركز، إضافة لمعلومات أخرى تتناقلها أوساط المهتمين بالثقافة بالبلد وما أكثرهم، جعلتني أغير طريقة التعامل فتحولت المادة إلى تحقيق.
أتفق بداية مع السيدة ندى عادلة (خريجة فلسفة) بأن هموم المركز جزء من هموم أي دائرة خدمية، يضاف إليها هموم المثقفين من الكتاب والأدباء. ولكن السيدة عادلة تعلم بأن الأجواء النفسية التي حكمت وتحكم العلاقة بين الموظفين في المركز (30) موظفا وموظفة، ليست صحية إنما هي عكس ذلك تماماً عند البعض وهي نفسها لا تسلمّ على العديد من الموظفين لأسباب مختلفة، لا بل إن الثرثرات والتحالفات الظاهرة والغائبة معروفة لكل من يزور المركز، وأنا شخصياً أعرف الكثير من هذه الثرثرات. وسوف أقول معها أيضاً أن الإدارة السابقة قد تركت ما تركت من أعباء، ولكن قدومها الحالي لمهام الإدارة لن يفرح البعض من الموظفين لاسيما في ظل تحالفات جديدة بدأت بالظهور مبنية على الثرثرات.
وذلك منذ توليها تسيير شؤون الإدارة. وذلك المستخدم (ب – ع) الذي حاول الاستماع لي وأنا أتحدث إلى عدد من الموظفين هو دليل غير صحي ويعكس حالة العلاقات داخل المركز.
ولكن ما الذي جرى حول كرسي الإدارة في المركز الثقافي؟
مع بداية شهر نيسان الماضي قدّم مدير المركز السابق استقالته، لأسباب صحية وخاصة، وطلب إعفاءه من العمل كمدير للمركز الثقافي ووضع نفسه تحت تصرف التربية وهو مدرس لغة عربية وتاريخه التربوي جيد في مهنة التدريس. وأدار المركز لمدة عشر سنوات خلفاً للأستاذ عبد الكريم حيدر، حتى الآن الأمور طبيعية، لكن إشارات عديدة أكدت أن هذا المدير قد اضطر لتقديم استقالته حفاظاً على ماء وجهه ويوضح الأمر المدير السابق قائلا: "صار مدير الثقافة في حماة يتدخل بالشاردة والواردة وذلك بسبب التقارير التي أرسلتها ندى عادلة له، وأنا شخص لا أعمل عن طريق الإملاءات، ووصل به الأمر إلى حد التدخل بأسماء الشعراء المشاركين في مهرجان الشعر السنوي. وصار يريد إبراز أسماء وإغفال أخرى. أرادات وزارة الثقافة تفعيل عمل المديريات لكن النظام الداخلي لم يصدر حتى الآن لتوضيح آليات عملها وطبيعة علاقتها بالمراكز التابعة لها. وطبعاً قيمت وزارة الثقافة مركز سلمية بأنه من أوائل المراكز في سورية، وفي سنة سابقة نفذنا الخطة بنسبة 128.6% وذلك حسب تقرير الرقابة التفتيش، بصراحة أراد مدير الثقافة دفعي لتقديم الاستقالة وقام باستدعائي لمكتبه بطريقة غير لائقة وعامل المقسم شاهد على هذا الكلام، أمام هذه الظروف، رأيت تقديم الاستقالة لأحفظ ماء وجهي، وطبعاً كان قد أخر استلامي للموافقة على مهرجان الشعر.
وطبعاً أبدى المدير السابق انزعاجه من عدم تعاون رئيس البلدية.
بدوره السيد محمد عارف قسوم مدير الثقافة الجديد لم يفكر انه قام بمتابعة أوضاع المركز في سلمية.
عبر جولات عدة ونتيجة لهذه المتابعة استقال السيد المدير، يقول: "لقد عجز المدير السابق عن متابعة العمل، أمام المتابعة التي لاحقته بها، ولاحظنا وجود اهمال وفوضى، وعدم التزام بالدوام، وضعف بمستوى الأداء، وغياب لشيء اسمه خطة ثقافية وعدم استضافة أسماء مهمة. العمل في المركز شبه متوقف، ويبدو أن المدير فضل الاستقالة على المتابعة.
(لنا رجاء أن تكون متابعة مدير الثقافة لجميع المركز متساوية مع اهتمامه بمركز سلمية).
ويتابع مدير الثقافة: وقد وضعت السيد محافظ حماة بالوضع واليوم كنت عند السيد وزير الثقافة بغاية استصدار قرار تكليف للسيدة ندى عادلة (جرى الحديث مساء الأربعاء 3-5-2006) التي أثبتت خلال الأيام القليلة الماضية مقدرة على استقطاب الجمهور وتركت لمساتها على الأداء العام في المركز.
بدورنا نرجو أن يكون اختيار الإدارة نابعاً من الكفاءة الفعلية للشخص وإذا بقيت السيدة ندى في موقعها نتمنى أن تحيي العمل الأسروي في المركز، وأن لا تسحب خلافاتها مع بقية الموظفين إلى موقع الإدارة، لاسيما أن حديثاً عن أعداد كبيرة موجودة في المركز قد برز لديها ولدى السيد مدير الثقافة ونرجو أن لا يكون الأمر مقدمة لتنفيع أشخاص جدد في وظائف على حساب نقل أشخاص وموظفين (ونعد بالمتابعة لهذا الأمر).
طبعاً أتفق مع السيدة ندى بأن المسؤولية كبيرة والعبء ثقيل، وتتابع قائلة:
كنت بعيدة عن العمل الإداري، أحاول الآن قدر الإمكان الاستفادة من الأخطاء السابقة والاستماع إلى رأي الجمهور الذي لا يبخل علينا بالنقد لتحسين صورة العمل، وإعادة بناء المشهد الثقافي، أحاول تجنيد كافة الطاقات، وخلق جو من التعاون بين العاملين وإيجاد مناخ مناسب يرضي الجميع ويحقق الغايات المنشودة.
نأمل ذلك.
هبوط من اللغة إلى الأرض
هناك دائماً من يتحدث وتحدث عن عمل ثقافي ونشاط ثقافي وحين تقول له أفعل يقف حائراً. ليس لأنه لا يملك الإرادة بل لأنه لا يملك المال. هذا هو واقع الإدارات السابقة في المركز. فخلال "19" سنة أقامت 19 دورة لمهرجان الشعر السنوي دون أن تدفع قرشا واحداً لأي شاعر. ودون أن يصرف قرشا كنفقات سفر أو أقامة – لأي شاعر ضيف. وقد استغربت الشاعرة فادية غيبور عدم تخصيص مكافأة للشعراء المشاركين في المهرجان السنوي. رغم أن رقم الدورة هو "19" واستغربت واستنكرت عدم تخصيص مكان لاستقبال الضيوف والقيام بكل الواجب المعروف وشاركها هذا الاستغراب الشاعر عبد القادر الحصني الذي شارك وغيبور في مهرجان الشعر وحضر الكلام الشاعر أحمد خنسا والسيدة ندى عادلة.
والظاهر أن الإدارات السابقة لم تعلّم نفسها القيام بمبادرات لاستقدام والحصول على مصروف وميزانية لهذه الظاهرة الثقافية. ونأمل من أي إدارة جديدة أن تعرف أن الفعل الثقافي لا يبنى في الهواء فماذا لو جاء أدونيس ضيفاً شعرياً إلى سلمية لأحياء أمسية أدبية. هل سيتكفل أهل البلد مهمة الضيافة؟
السؤال برسم الإدارة الحالية والقادمة. وإذا كان بعض شعراء البلد يتسامحون في هذه المكافأة المطلوب وجودها كحق وبديهة، فماذا يقول الضيوف المشاركون؟ هل يعقل استضافة أسماء ثقافية دون تأمين مكان الإقامة أو المنامة إذا احتاج الأمر، ولماذا لا يتم فرز سيارات لخدمة الضيوف، والضيوف فقط.
نأمل أن يفهم السادة المسؤولون عن حياتنا أن الثقافة خندقنا الأخير، ولكي تنتج ثقافة عليك بصرف ما يلزم من مال وخدمات وأدوات فلقد انتهى زمن الزهد منذ وقت طويل.
ونذكر أي إدارة حالية أو قادمة أن التعاون مع الطاقات الموجودة داخل المركز وخارجه خير سبيل للنجاح.
أملاً بأن يعمل الجميع بروح الأسرة.
وكنت آمل أن يتم توديع المدير السابق عبر حفل وداع يضم جميع العاملين في المركز وذلك تكريساً لتقاليد المحبة وليتذكر الحاليون في الإدارات أنهم هم اللاحقون.
تفاصيل لا تخص وزارة الثقافة
وفي وقت ما تزال تحديات تطوير آليات العمل الثقافي داخل المراكز الثقافية مسألة ملحة وضرورية في زمن الإنترنت والفضائيات، وفي وقت ما زلنا نردد فيه أسئلة عصر النهضة التي انطلقت منذ مئة عام حول سرّ تقدم الغرب وتأخر العرب. وفي وقت ما زالت ثقافتنا العامة تحتاج إلى مئة رافعة لتنهض بها نحو بدهيات الثقافة. في هذا الوقت بالذات ما زالت أساليب مراقبة العمل الثقافي الحزبية والأمنية في مراكزنا الثقافية متخلفة في مضمونها وشكلها وهي رهينة أمزجة فردية لا يهمها الثقافة ولا أهمية نشرها.
فإذا كانت وزارة الثقافة قادرة على تعيين إدارات كفوءة، فلماذا تتدخل الشعب الحزبية والفروع لتعيين مديري المراكز. والحجة أن هذا الموقع يعين. وإذا آمنا جدلاً أن الموافقات الأولية التي يحصل عليها أي مدير ثقافي عن أي نشاط موجودة لماذا تصر أفرع الأمن على تصوير نصوص هذه النشاطات بعد إلقائها.
ألا يكفي حضور تلك العناصر لهذه النشاطات؟
يا أيها الناس. منذ سنوات آمنّا أن الكلمة لن تصنع ثورة، وتحديداً منذ صارت ثقافة الخوف والفساد معياراً لدخول الحياة والقبول بها. وإذا كنا قد هزمنا في حزيران عسكرياً فإن هزائمنا الأخرى متوالية، على الأقل اتركوا الأبواب والنوافذ مفتوحة ورزنامة الزمن تشير إلى "2006" أي القرن الواحد والعشرين.
أم أن الزمن لا يعنيكم يا أصحاب الكروش؟
إضافة من هيئة تحرير ألف
كلفت إقامة فرقة الأوركسترا العربية في مدينة حلب لإقامة حفلة واحدة نصف مليون ليرة سورية، والسؤال: على كم كاتب يمكن أن تصرف هذه النصف مليون ليرة، ولماذا نصرف نصف مليون على فرقة موسيقية يشرف عليها ابن الوزير ولا نفكر في ميزانيات مديريات الثقافة في المحافظات. لالا أحد ضد أن يصرف نصف مليار على فرقة موسيقية ولكن على أن صرف المليار على الثقافة بكل توجهاتها.
08-أيار-2021
18-نيسان-2011 | |
06-أيار-2006 | |
23-نيسان-2006 | |
08-نيسان-2006 | |
08-نيسان-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |