التقمص جواب مفترض لسؤال, ماذا بعد الموت؟
خاص ألف
2011-02-23
إن سؤال الحياة ما بعد الموت, خلقَ للبشرية افتراضات فكرية من الأجوبة عنه ومن ضمنها جواب التقمص أو تناسخ الأرواح وهذا الجواب قديم قدم البشرية ويبدو أنه خالدٌ مادامت هناك, صرخة الوليد وانتهاء أنفاس المحتضر موجودة أمام أعيننا.
"شواهد" البرنامج الذي عُرف بتقديمه للقضايا التي تطرح الكثير من علامات الاستفهام , أحضر شواهده ودلائله وجاب في إشكالية التقمص عبر ناس عاشوها وتكلموا عن تجربتهم فيها وآراء أخصائيين ما بين علماء نفس رافضين أو موافقين تكلموا عن فرضيات عديدة تحاول تفسير هذه الظاهرة ,فمنهم من قال إن لحظة الموت وخاصة الاستثنائية كالقتل أو الغرق تطلق شحنات نفسية عالية وهذه الشحنات تبحث عن عقول طرية لم تتقوقع بعد كعقول الأطفال وتنغرس فيها ,فيبدأ الطفل بالتكلم عن حياته السابقة وقال آخرون إن الوعي البشري الجمعي لا ينتهي بل يشكل بحراً لاواعياً تلجأ له النفوس المتعبة لتستحضر أقنعة تحاول من خلالها تخفيف قلقها ومنهم من رفض قضية التقمص جملة وتفصيلاً لغياب الدليل العلمي المخبري عليها .
وفي المقلب الآخر نجد د. مارك ملاط, منوم مغناطيسي, ونختار من التجارب التي عُرضت تجربة المخرج شادي حنا الذي استطاع عن طريق التنويم المغناطيسي على يد د. ملاط أن يكتشف حيواته السابقة وفي سؤال المقدمة نيكول تنوري إذ ما كان لا يزال يخاف من الموت؟ ,فأجابها بلا!؟ والسبب يعود لقناعته بصحة حيواته السابقة والتي عن طريق معرفتها أصبح أقدر فهماً لصعوبات الحياة وسؤال ما بعد الموت.
والرأي الديني في هذا الموضوع بين الرفض والموافقة إذ يعتمد على قناعات الفئات الدينية ليس إلا !؟.
والمتقمص لا يتنكر لحياته السابقة ,فأحدى الحالات يعود المتقمص لعائلته السابقة يتعرف عليها وتتعرف عليه من دلائل أقل ما يقال عنها إنها خاصة وتنشأ من جديد علاقة عائلية وطيدة بين الأب وأولاده الذين يكبرونه قليلاً ولكن إحساسهم وحاجتهم إليه كأب مازالت موجودة وهو يجد في شخصيته السابقة أنها شخصيته المركزية ويحتفظ بصورته من حياته السابقة في جيبه.
هل حياة واحدة تكفي!؟ وكم من الحيوات نحتاج!؟ , وهل على كل شخص أن يبحث عن حياته السابقة أم إن الأمر فقط يخص تلك الحالات الاستثنائية التي تتذكر حيواتها السابقة بشكل غير مفتعل!؟.
لاريب إن العقل البشري مكتشف صعب المراس وهو لم يزل منذ وعي الإنسان وجوده يقدم له الأجوبة عن مجهولات الكون الذي نعيش به وخصوصا الإنسان الجرم الصغير الذي أنطوى به العالم الأكبر .
في جدارية محمود درويش تكلم عن البياض , البياض الذي يجلل كل شيء وجبران تكلم عن الحب الذي عبر الدهور ليلتقي الحبيبان تحت أعمدة بعلبك بعد أن تفرقا في حياتهما السابقة كذلك ميخائيل نعيمة وغيرهم الكثير من الهند لليونان عبر الحضارات التي عرفتها البشرية ظل سؤال التقمص مرافقاً لسؤال ماذا بعد الموت ؟ وبدوري أسأل ماذا عن الحياة ؟.
البرنامج جيد من حيث الإعداد ورغم محاولته الولوج في عالم الوثائقي العلمي وابتعاده عن الاشتغال الميديوي إلا أنه ظلّ رهين تقمصات الميديا العربية التي لم تعِ بعد إن الدرس الميديوي يساهم بشكل فعال في المعرفة للمشاهد, فلماذا البقاء على الشط رغم أن بحر الإشكالات يغري في السباحة أم لأمر ما جدع قصير أنفه.
يبث على mbc مساء السبت.
باسم سليمان
خاص الف
08-أيار-2021
29-كانون الأول-2018 | |
02-حزيران-2018 | |
17-آذار-2018 | |
23-كانون الأول-2014 | |
04-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |