المصالحـــــــــة
2011-05-13
تم توقيع المصالحة بين حركتي فتح وحماس، أميركا انزعجت، وإسرائيل غضبت وهددت والفرحة سادت لدى كل عربي، فالقضية الفلسطينية،
منذ بدايتها وحتى اللحظة هي الجرح النازف في جسد الوطن العربي، ولعل المواطن البسيط، الخارج تفكيره عن دائرة البرتوكولات السياسية، قد يخطر في ذهنه أن شقيقين في أسرة وبيت واحد، قد قررا المصالحة بعد خلاف وقع بينهما، فهل يحتاج هذان الشقيقان إلى توقيع أوراق مصالحة تضم بنوداً ومواثيق تحمل توقيع الطرفين.
بل إن الأمر كله لا يتعدى تصفية القلوب وتبويس الشوارب، وكل واحد يقول للآخر: حقك على رأسي من فوق، يلعن أبو الشيطان.
التساؤل الآخر لهذا المواطن الطيب الذي لا علاقة له بالسياسة ولا الإيديولوجيا والتنظير هو: أن هذين الشقيقين، أي فتح وحماس، وهما مع قضية واحدة، وهمّ واحد، ووعد واحد..
كيف يمكن لهما بالأصل أن يحصل بينهما أي خلاف يؤدي إلى القطيعة التي لا يستفيد منها سوى إسرائيل ومن معها؟!.
أوليس الشيطان هو المنتصر والرابح الوحيد من أي خلاف يحصل بين جماعات الأديان أو الطوائف أو المذاهب، وجميعهم يؤمنون بأن الله وحده هو المبتغى والمآل، وإن تعددت إليه المسالك والدروب.
قد تكون غبطتي بالمصالحة الفلسطينية قادت تفكيري إلى حالة من الفانتازيا، والكرة الأرضية تمتلئ بالبشر المتخاصمين، والمعروف أن الاختلاف بين البشر هو الأمر الطبيعي المشروع، أما الخلاف فهو الذي يصنع ما يشهده العالم من حروب وأزمات، فماذا لو تمت المصالحة بين الجميع؟ فيتصالح الرأي والرأي الآخر، ويتصالح المواطن والمسؤول، وتتصالح دول الشمال مع دول الجنوب، والشرق مع الغرب، وتتصالح الأنظمة مع الشعوب، واليسار مع اليمين والتقليدي مع الحداثوي، والناس اللي فوق مع الناس اللي تحت.
ماذا لو يتصالح الإنسان مع شقيقه الإنسان في كل مكان، ولعل هذا قد يكون مشروطاً بانتفاء المصالح الشخصية والفردية والتعصب والتزمت والتعالي، وأيضاً انتفاء الظلم والشرور والأنانية.
ترى أوليست المصالحة الأولى هي أن يتصالح كل إنسان مع نفسه لتحقيق المصالحة الإنسانية في أرجاء المعمورة.. لعل هذا كما ذكرت بداية بأنها ليست سوى أفكار فانتازيا، أو مجرد حلم جميل.
جريدة الثورة
08-أيار-2021
29-شباط-2020 | |
01-شباط-2020 | |
14-كانون الأول-2019 | |
27-نيسان-2019 | |
23-آذار-2019 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |