الأنثى كالقصيدة تجبُّ ما قبلها
2008-04-23
الذاكرة :هي الهمس ؛وخاصة عندما يتلبسها شيطان الشعر ,كأنها العاطفة التي تحفر مجراها بالنفس, كسلحفاة لا يعنيها من أرنب الحاضر سيوله, فترتب تضاريس الشاعر بقصيدة زاهدة بمتاع الصنعة الشعرية . هي نبض يكاد يجف منبعه ولكنّها الدليل الوحيد لتكاثف الزفير على مرآة الورقة, فتستمر عملية الإنعاش ويؤجل إعلان الموت السريري بانتظار معجزة آلة الزمن, لتعيد تصحيح الماضي ( لو حدثت المعجزة التي ننتظرها معا سأخرج قصيدتي من الدرج القديم ......... لو حدثت المعجزة أعدكم, بأنني, لن أكتب قصيدة عن الملل بعد الآن.).
أنه أحمد في أندلوثيّته الضائعة منه, لخطأ في مصفوفة الزمن ,أفضى به لهذا العصر, بدلا من أن يكون أحد ندماء ابن زيدون في أندلسه ولادته التي أحبها ابن زيدون بهوى شرقي, وغيرة كالقانون العرفي لأوزان الخليل بن أحمد ,فما كان من ولادة إلا التصريح بحرية
صاعقة كخطيئة المعرفة, أبعدت ابن زيدون عن جنّة ولادة محمية ببيتين يتقلبان كسيفين من نار:
(والله أني أصلح للمعالي وأمشي مشية وأتيه تيها وأمكن عاشق من صحن خدّي وأعطي قبلتي من يشتهيها). كذلك أحمد الذي وسم دخولنا إلى السيرة الشعرية له بإعلان أنه من نسل من لم يأكل من شجرة المعرفة, لنفهم مشكلته أو الأصح مشكلة الشعر مع الجادة الثانية أو الهجرة الثانية إلى الحرية التي ضيعها ملوك الطوائف.
يقول أحمد:( مشكلتي مع الجادة الثانية من حي المهاجرين, امرأة من اسبانيا)أو لنقل ولادة أخرى,أندلس, حرية مأمولة.
أنّه ذاته البدوي الذي تناسى رمله, عندما مست يداه ماء الملح, في حين كانت الساعة الرملية لملوك الطوائف تسرب حبات رملها ,لتفاجئه بانتهاء الوقت . كيف له أن يشرح لامرأة من يسار كل ثنائيات اليمين؟ّ! كيف له وهو يعلم تمام العلم لعبة الشرق لعبة الخوف من تاريخ النزوح إلى الحقيقة!!. ماذا يفعل شاعر في مواجهة( كل الخرائط كانت تنتهي إلى سرير الكراهية فماذا أفعل بتلك الجغرافيا التي تصوبينها نحو جسدي)؟ ؛ لذلك جاءت البنية اللفظية خالعة كل البرود اليمانية والطيلسان بعيدة عن الصنعة تنحو منحى الغياب؛ لكأنها تكاد تشف ويتبخر حبرها عن ضجة الورق أو لأنّه نذر صوما طويلا فغدت البنية بصيرة مفتوحة على معناها الذي أثقل بالدلالات محاولا ألا يرتكب خطيئة سلفه ابن زيدون مع أندلوثيته!ولكنها القصيدة أندلوثيا الغواية الكبرى, فيقول في حاضره( أما أنت , فقد جئت لتتعلمي أحجية اللغة التي جعلت " المورسكيين" حلا وسطا لكل الأمكنة المناوئة للعشق) فترد القصيدة :ابكِ كالشعر حرية لم تصنها من الاستبداد!, فبماذا يجيب وهو يعلم أن مالا يؤنث لا يعول عليه وأن علائق الكون تقوم على عاشق ومعشوق كما يقول جده ابن عربي فلا يجد أمامه غير الشعر كفّارة وغفران بنص يرتدي خرقة الصوفي يصرخ لا شيء في نصي غير العشق والحرية المشتهاة .
(ميموسا- لوثيا لم يكن خطأ أن أحبك بهوى شرقي,
وأن أقترب منك بخطوات رجل اعتاد الهزيمة.. كنت سأخسرك على أية حال, فأنا لم أتعلم أن أساوم على غيرتي وأنت لم تتعلمي أن تساومي على حريتك...)
يتابع أحمد تفكيك لعبة الحاضر بمفك الماضي وخريطة الذاكرة للوقف على طلل أندلوثيته( ديمقراطية حرية تعبير ............... الدفاع عن الطبيعةمحاربة الفساد... حقا , هل أحتاج لكل ذلك كي أقول أحبك بكل حرية أقول لك أنني لست رجلا حرّا) وفي رسالته إلى هالة الفيصل يصدر حكمه الذي أرّقه عبر نصوصه أنها إرادة ارتكاب المعصية والخروج من كل هذا الماضي (كل الأشياء من حولنا عارية لماذا إذن, نخجل من أجسادنا ونحن نقول : لا ... لا لموتنا ) وبانتظار المعجزة التي تكلمنا عنها في بداية هذا النص نقول : إلى ديمة هذه المرة؟!.
أندلوثيّا , قصائد لأحمد تيناوي صادرة عن دار كنعان 2008
[email protected]
خاص ألف
08-أيار-2021
29-كانون الأول-2018 | |
02-حزيران-2018 | |
17-آذار-2018 | |
23-كانون الأول-2014 | |
04-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |