فيافي الصوت
خاص ألف
2011-08-01
إلى منشد الحرية الأسطورة أبراهيم قاشوش
.........
1-
وجه القاتل، يديه وزيه الملطخ
جزوا حنجرتك من الوريد إلى الوريد،
ليروا أعشاش العصافير وحقول الغناء
تحتمي في فيافيها، لكي يشربوا من
نافورةعشقها، من حفلات الزفاف ورقص البحار
تسكنها، لكي يضيعوا في متاهات حبها، و يقطعوا
العناقيد الوارفة في كرومها وزيتونها، عزفها
وتماهي موجاتها، لكي يخمدوا براكينها، سحر
ألوانها والمياه العذبة تجري وديعة في نغماتها،
إيقاعها، والغرين الحر الذي يلبس حلتها :
"سوريا بدها حرية"، نشيد العوالم
تلد، ستلد بالقرب من ضفافها، شواطئها، شوارع
الدنيا المحيرة بعذوبتها، رقصها تحت ضوء الفوانيس،
في أزقة حماه المتمايلة من رهافة خصرها، والشام
مذبوحة، مثلك
في وضح
النهار.
......
2-
توقفت، لنقل، حنجرة أو نافورة الغناء، العالق
بالحياة، بنا، بالأرض، بالنهار والناس، والنشيد
هل يتوقف النشيد، بروحة الخافقة في قلبي، في قلوبكم، في
المدينة، فوق فروع الأشجار، بزفة عرسها والمياه، مع
نسائم الصباح، في الليل المعتم، في أفواه الأطفال، الأمهات،
في قلوب الأحياء يواصلون درب الخلاص، في قلوب
من رحلوا هل يتوقف الغناء؟ قطعاً لا، تردد الجدران
والأرواح
صدى الصوت، ذبذبات الكون والأثير :
سوريا بدها حرية
سوريا بدها حرية
سوريا بدها حرية.
عطش النبات، عطش العراة بصدورهم
صار هو الحرية، صارت هي الحرية، حنجرة
قاشوش، في العالم كله، في غفوته المحسوبة، في
سباته العميق، فيما وراء الغيوم، في متاهات النفق،
تحت ضوء النجمة، في الفناء الشاسع، حين تتلامس الشفاه،
قاشوش أكثر من مسيح، تتبرعم لوزة قاشوش، منها
ستخضر، اليوم، غداً، في هذا النهار، في الصيف أرحام
النساء، أقوال الرجال، سواعد منْ يرسمون لليمون والزيتون
الظلال والألوان، منْ يموسقون رجفات الربابة والأحزان،
سلم القيثارة وتمايل الحروف، الدف المتمازج بصيحات الويل
والثبور، قاشوش نهر الحياة، بسمة الوجود، ثوب الحداد و
والأعياد، أسطورة الخالق وغرين الفرات، مستقبل الإنغام، ملحمة
القرن وما تحمله زوارق القرون، منقوش اسم قاشوش في لغة
الضاد، في معاجم اللغات، الشعوب، في مسارح الفقراء، مع
الفجر، في منارات الفجر والآذان، في أجراس الكنائس، أرغن
الأرض وحمل البطون، منقوش اسم قاشوش، منحوتةِ لوزة المغني
قاشوش، في الأكباد، في غدد البلاد، في قيظ الصحارى، وفي
قطب الشمال والجنوب يتلألأ عقيق قاشوش، كوكب خطف، مخطوف
في كآبةِ السماء، برق، خيط البرق في صومعة الصمت، اسم قاشوش،
معجزة الإنسان
دراما العشق والكلام،
ترادف اللحن والإنغام
صلاة وشمعة الإيمان
في الشوراع المزغردة، في المذابح المسفوحة
درعا،
اللاذقية،
حلب، حمص، حماه، المعرة وجسر الشخور،
ضفاف الزبداني، تراتيل تلكلخ ولهجة دير الزور
يعجز الكلام،
ينحني خاشعاً الكلام
يخلي الباحة، فضاء البوادي
للوزة قاشوش
ستكون عندي فرائض الصلاة
والصوم.
08-أيار-2021
22-أيلول-2018 | |
14-تشرين الأول-2015 | |
04-تشرين الثاني-2011 | |
10-تشرين الأول-2011 | |
01-آب-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |