بنش
خاص ألف
2011-11-04
1-
لكنكِ أنتِ وديعة الحياة بين زرقة السماء وكثبان الرمل، فاتنةً عند بحيرة أحلام، في صباح العالم، مهما تزاحمت فوق السطوح سحب القتلِ.
بنت الإنسان الأول عارياً أمام نجوم الصيف، خلجات القلب، تسكع الطيور الملونة، العشب النازف والوجوه المغسولةِ بيد الخالق؛ ترفعين مرساة الرحلة نحو مدن عشق مزقتها مخالب البهيمة الأعظم، تَمهرُ ملحمتك روحها في آفاق الغد قبل خطها بالأحمر القاني من فوق جدران وقبب الأرض.
غداً سَينشدُ ثانيةً الغيثٌ أشعاره في حقولك المرمدةِ، يعود إلى طلعتك منشور الضوء الذي أغوى الأفلاك القديمة بالتضرع أمام باحته الكونية، ستصهل الخيول وترفع سنابكها رقصاً قرب ضجة النواعير، وريقات الزيتون الملفحةِ اليوم بسواد المغرب ستهض وتخضر في ثياب الصبية، ستفتح أناملك الرقيقةِ طلاسم الغدرِ، تتزين أبواب مدارسك ومنحوتات حبك بحناء الشجر، فيافي اللعب.
غداً سيقول العيد أسراره الكبرى، إيقاع دبكته لكي تتداخل أسنان المشط بجدائل النسوةِ، سيكف فيضان الدمعِ عن أغراق المعرةِ، أرياف الشام، ستنزعين شوكة الآلامِ عن خاصرةِ دير الزور، ستضحك عالياً تلبيسة وتمد ذراعها الوردي لجسر الشغور، لحمص المقاومةِ؛ أنتِ ستنصبين فجراً، من فوق زبد البحار ورماد الذاكرةِ، أرجوحتك الأزلية، ستأتيك الشعوب طائعةً كما يطلع الربيع الواعدِ في حقول السبخةِ.
بنش
مسمار جرحك سيكون جسراً للقادمين ظهراً، أضلعك أقواس قزح للعابرين ليل الذئاب، براري الذلِ، صومعة الخوف نحو تفتح الوردةِ، فضاء التنفس، أقانيم الخلوة، قيثارة الرمال والكتابة.
2-
يموج الغضب بين جوانحي، بنش أنا لا أنحني متطلعاً والفزع يقطع جبهتي في جرحك الغائر؛ سعيتُ صبحاً للتغني بثقل إعجازك، نزفك، بحة صوتكِ وراياتك المرفرفةِ؛ سعيتُ لجس نبضك، أزرار جسمكِ العاري والمسدلِ تحت وابل الحقد، الرصاص، يشخب الدم من منخريك، من فمك، من أركان معمورتك، منازل عشقك....
يتلاطم الغيض في رواق حزني، أيخرس العالم المعتوهِ أمام مصابك؟ أينسلُ كالسارق من بين شقوق أرضك، أيترك سطراً فارغاً حتى تخرس الأقلام عن رسم آثاركِ، ظلالك، وما فاض من محيطات دمك؟
بنش
خذيني لك، تعويذةٍ أو مُنشداً أعمى أمام ضريحكِ، هبيني كأبنائك لحماً سائغاً لفم الوحشِ، لسيد الغابةِ، علفاً لرجال قنصه، لشبيحته، فأنا منك تعلمت في عمري المتأخر كيف ينطق أبن آدم بمعجزةِ موته، في عز الظهيرة والجوارح بأنيابها المسننةِ تقطعُ ما ظل يخفق حتى اللحظة في أحشائه، منكِ تعلمت ناصع القول، شهية ما لم يجرأ بنطقه حكماء الدنيا والآخرة :
الموت ولا
المذلةِ.
08-أيار-2021
22-أيلول-2018 | |
14-تشرين الأول-2015 | |
04-تشرين الثاني-2011 | |
10-تشرين الأول-2011 | |
01-آب-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |