أناملك ستهزم حوافرهم
خاص ألف
2011-09-02
الاعتداء على فناننا الكبير علي فرزات أضافت لجراحنا النازفة وألمنا اليومي ألما جديدا ,ومعه فُتحت الأبواب على تاريخ وحاضر ألم السوريين وآساهم ومصيبتهم , فبالإضافة لحالة السوريين الكارثية المفرطة بالألم والحزن والنكبة والاستباحة , تضيف حادثة الاعتداء على فناننا الجميل ألما خاصا يُذيقنا إياه ليس فقط صورة علي فرزات وهو مهشم الوجه محطم اليدين بل تساؤل بسيط يقول , كيف لهذه الكائنات الهمجية أن تحكمنا ؟ كيف لكائنات بدائية كهذه أن تحكم وطن وشعب لا يستطيع أي قارئ للتاريخ البشري ودارس للحضارة الإنسانية إلا أن يضعه في موضع الصدارة , وأنا هنا لست في وارد تقديم عرض للتاريخ الحضاري السوري , لكنني فقط أتسال كيف لمن كان أول من تجاوز المحسوس فأبدع الرمز وحلّق في التجريد ابتداء برسومه البدائية وأحرفه وأبجديته الأولى وصولا إلى الله ..... كيف لهكذا مبدع أن يُحكم من كائنات همجية لا تدرك ابعد من الفعل المحسوس البسيط , ومعارفها تتوقف عند الاستخدام الميكانيكي الغريزي لأعضائها الحركية من خلال القتل والرفس وهو الفعل المباشر الوحيد الذي تتقنه وتتفاخر به ..... كيف !!!!؟؟؟؟
إن الإجابة عن سؤال بهذا الحجم يتطلب كثير من البحث والدراسة و نأمل أن نساهم ولو بجزء بسيط في الإجابة عنه في مقال لاحق , لكننا هنا لربما استطعنا الإجابة عن سؤال من هم ؟ من هي هذه الكائنات الرافسة ومن أين أتت
من خلال البحث وجدنا أن هذه الكائنات الهمجية هي كائنات بدائية تشكل طفرة في سلم التطور الحيواني , أطلق عليها اسم " حيوانات حوافرية " مفردها حوفري وجمعها حوفريات وهي تختلف عن الحافريات المعروفة ب " ذوات الحوافر " بأن الحافر عند الحوفريات يمتد ليتعدى الأطراف شاملا كامل التكوين العضوي بما فيها القلب والدماغ , ومن خلال هذه المعلومة القيمة (( وهي أحدى المعلومات الواردة في بحث جديد لمعهد تشارلز داروين للأبحاث – ستجدون تفاصيل عنه في نهاية المقال )) استطعت فهم سلوك الحوفريات في حادثة الاعتداء على فناننا الكبير علي فرزت
فالحوفري يتوقف إدراكه عند حدود كتلته اللحمية الحوفرية ويعمم معرفته هذه على كل ما في الكون , فهو يدرك _ بدماغه الحوفري أو بطرفه الحوفري لا فرق _ أن قطع أطرافه سيمنعه من ممارسة نشاطه الوحيد المتمثل في الرفس ويعمم هذه المعلومة على كل ما في هذا العالم , فيقطع الشجرة ظن منه أنها سيمنعها من أن تتبرعم وتزهر وتثمر من جديد , ويظن أن تدمير دور العبادة سيوقف العبادة والتعبد وينهي الإيمان , يتوهم بأن حرق الكتب سيوقف القراءة بل ربما يلغي الكتابة والأبجديات , يقطع الوتر ليمنع الموسيقى , يقطع الكهرباء ليمنع الرؤية ويظن أن قطع الاتصالات سيلغي التواصل , ينتزع بوحشية حوفرية فظيعة الحنجرة الماسية لمنشد الثورة الشهيد إبراهيم قاشوش ظنا منه أنه بذلك سيوقف الغناء فتتحول أغاني القاشوش إلى تراتيل يومية تنشدها ملايين الحناجر , وها هو يحطم أصابع علي فرزات متوهما انه بفعلته هذه سيوقف سيل إبداعه العبقري ....
لا أظن أن العزيز علي فرزات قد اطلع على هذه الدراسة موضوع المقال لكن يبدو أنه أدركها بلا أبحاث وبلا داروين ... فقد فقال بعد حادثة الاعتداء عليه, انه يسامحهم فهم لا يدركون ماذا يفعلون ..... نعم يا علي إنهم لا يدركون , فمن أين لحوفري أن يدرك أن إبداعك ينتهي عند أطراف أصابعك ولا ينبع منها , كيف لهم أن يدركوا أنك ترسم بروحك الشفافة وبخيالك المذهل وبسخريتك الذكية لا بأصابعك فقط , لا , هم لا يدركوا أن كسر أصابعك لن يكسر إرادتك وشجاعتك بل سيزيدهما صلابة , وكل حوفرتهم الرفسية هذه لن تكون أكثر من مواد جديدة لمواضيع رسوماتك الساخرة
و أتسأل هنا عن سيدهم _ رائد المعلوماتية ومادح فريق حوفرته الالكترونية _ ألم يرى موقعك الالكتروني ,ألم يرى كيف أن موقعك موزع بين عشرات الأساليب والتقنيات والعناوين التي لا تبدأ ب " كاريكالام " ولا تنتهي ب " العصفورية " ... وهل لكل هذا علاقة بالأصابع !!!؟؟؟؟
ألم يسمعوا ب " ستيفن هوكينغ " أعظم علماء الفيزياء النظرية في هذا العصر وأشهرهم , هذا العبقري الذي يشغل علميا كرسي اسحق نيوتن في جامعة كامبردج , ويشغل ماديا كرسي متحرك لعجزه الكلي عن الحركة وعجزه حتى عن النطق , فهو يكتفي بحركة عينيه ليفسر لنا أسرار الكون ...... أعتذر من القراء على هذه الشطحة الخيالية , فمن أين للحوفريات بمعرفة هوكينغ هذا , وحدود معارفهم تقف عند أبو شملة .
سنلتقي قريبا أيها العزيز المفعم بالتسامح , سنلتقي لنرسم الفرح بخطوط الكرامة في لوحة الحرية الممتدة على كامل الوطن , فارمي بهذا القماش الملطخ بجريمتهم ,المطهر بدمك , وارسم لنا لوحة الغد الضاحك ...... فأناملك ستهزم حوافرهم يا علي .
-------------------------------------------------------------------------------------
ملحق :عرض توضيحي سريع للدراسة التي قدمها "معهد تشارلز داروين للأبحاث " حول الحوفريات :
قام معهد داروين للأبحاث بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك بإجراء بحث واسع و نادر معني بتحديد طبيعة الكائنات التي تعتدي على الشعب السوري ومن المنتظر نشر هذه الدراسة في العدد القادم من مجلة ناشيونال جيوغرافيك , وهذا أهم ما جاء فيه
الحالة الحوفرية : هي حالة غير طبيعية يمتد فيها الحافر ليشمل كامل التكوين العضوي للكائن و تعتبر طفرة من الطفرات النادرة الضارة ولم تكشف الدراسة عن الجينات المسؤولة عن هذا التحوّل خشية استخدامها وتطبيقها مخبريا على عناصر الجيوش المرتزقة في العالم , كما أنها تحفظت على أسماء علماء الهندسة الوراثية الذي توصلوا لعزل هذه الجينات لضمان سلامتهم .
وما يدفع للتفاؤل بكلام العلماء أن الكائنات الناتجة عن هذه الطفرات مهددة بالانقراض السريع لكونها مفرطة في الشذوذ والرفس , ولهذا فهي تسقط بفعل العملية التجديدية المستمرة للطبيعة المعنية بتحقيق التوازن الطبيعي المتناغم المنسجم , ويقول علماء الطبيعة والتطور أن هذه الكائنات ربما وجدت في الماضي السحيق وانقرضت, وإن عدم اكتشاف بقايا إحفورية لهذه الكائنات يرجح ظهورها فيما قبل العصر الطباشيري بفترة زمنية طويلة جدا
أصل الكائن : من خلال المقارنة بين مصفوفة جينات هذا الكائن ومصفوفة جينات " الحافريات " أكد العلماء بأن أصل هذا الكائن الهمجي يعود إلى " الحيوانات الحافرية_hoofed animals " ولخلل وراثي ما امتد الحافر ليشمل كامل البنية العضوية مشكلا هذا الكائن الغريب
وكالة ناسا : وقعنا على رسالة جوابية من وكالة ناسا لأبحاث الفضاء إلى معهد داروين للأبحاث حيث تضمنت رد الوكالة على تساؤلات المعهد ,وقد جاء الرد مختصرا ودقيقا ننقله لكم كما ورد حرفيا
" رغم تزايد احتمال وجود حياة خارج كوكب الأرض إلا أن كافة المعطيات المتوفرة تجزم بعدم أمكانية وجود هكذا كائنات في الفضاء الخارجي ... و رغم التعاون الدائم بين وكالتنا ومعهدكم إلا أننا نعتقد بوجود خطأ ما في توجيه رسالتكم إلينا , و نرجح أن يكون الخطأ ناتج عن تشابه اسمي بين اسم وكالتنا " ناسا " و اسم وكالة الأنباء " سانا " لكونها الناطق الرسمي باسم الكائنات الغريبة موضوع بحثكم "
متحف تاريخ الطبيعة : أكد رئيس قسم التطوير في إدارة متحف تاريخ الطبيعة في نيويورك بأنهم يقومون حاليا بإنشاء عدة قاعات متخصصة بهذه الكائنات بجوار قاعة الديناصورات الثانية , وان البداية كانت بقاعة الحوفريات الدبلوماسية نظرا لوجود نماذج من هذه الحوفريات بالقرب من مبنى المتحف , حيث سمع صوت حوفرتها في مبنى هيئة الأمم المتحدة القريب أثناء جلسة عقدت لبحث الوضع السوري
التصنيف اللغوي :
- في اللغة الانكليزية من المتوقع أن يضاف اسم هذا الكائن إلى قاموس اكسفورد الشامل في العام المقبل و سيتم اختياره من تسميتين مرشحتين لذلك “ مخلوق ما فوق حافري ultra hoof Creature " أو " fully hoof Creature مخلوق حافري بالكامل "
- في اللغة العربية ولتمييزه عن الحيوانات الحافرية مع الإبقاء على دلالة أصل النوع فقد وجد من المناسب تسميته "حوفري" للمفرد المذكر و"حوفرية" للمفرد المؤنث وتطبق قواعد اللغة في التثنية والجمع للمذكر السالم وللمؤنث السالم وتراعى في ذلك قواعد الإعراب, والفعل منها " حوّفر يحوّفر حوفرتا " ... إلا أن مجمع اللغة العربية تأخّر كعادته ولم يعتمد التسمية , وحسب ما أشيع فهو ينتظر بهذا الخصوص فتوى ثلاثية البعد " سياسية دينية لغوية " ولهذا لن تجدوا هذه التسمية في معجم لسان العرب , لكنكم ستجدونها حتما في موسوعة حوافر العرب "
روابط ذات صلة :
- هذا الرابط سيأخذكم في جولة في قاعة الديناصورات الثانية في متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك وهي القاعة التي يتم إنشاء قاعات الحوفريات بجوارها http://www.mnh.si.edu/panoramas/htmlVersion/04M.html
- رابط وكالة ناسا لأبحاث الفضاء , الموقع غني جدا إلا أنكم لن تجدوا الرسالة المشار إليها , كون الوكالة لا تنشر مراسلاتها في الموقع http://www.nasa.gov
- رابط معهد تشارلز داروين للأبحاث , وكثير من القراء المقيمين في المنطقة العربية سيحتاجون إلى بروكسي للولوج إلى هذا الموقع , فهو لكونه موقع علمي بحثي غريب عن قيمنا وعاداتنا ,ولكون التفكير فيه مباح , فقد صنف ضمن المواقع الإباحية وتم حجبه في كثير من البلدان لتعارضه مع قيمنا و أخلاقنا النبيلة (http://www.charlesdarwinresearch.org/)
______________ انتهى ________________________
عماد دلا
08-أيار-2021
08-شباط-2012 | |
02-أيلول-2011 | |
16-آب-2011 | |
18-حزيران-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |