الوميض الأزرق / الحلم الذي لا نزال نعيشه:
خاص ألف
2011-10-16
يروى في المأثور :( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا)، سنفترض هذه المقولة كحقيقةٍ مُعاشة لا كمجازٍ ربما يكون المراد من الأثر، فإن كانت الحياة عبارة عن حلم طويل، وما ينطوي ضمنها هو عبارة عن أحلام أقصر، بعضها خاضعٌ للعين الثالثة وهي الإنسان في حالة الحلم البيولوجية فيرى نفسه عبر كاميرا (العين الثالثة) ليرى نفسه فيها مشاركاً في الحلم ومنتجا له؛ بمعنى الاتصال والانفصال معاً، ولعلها الحالة الوحيدة التي بإمكان المرء أن يرى فيها ذاته ضمن الأحداث وبعين ثالثة محايدة وغير محايدة بآن، وهذه الحالة هي عدا التخيل.
وباقي حالات اليقظة ما بين الحلم الطويل /الحياة، والحلم القصير (البيولوجي) هو عبارة عن أحلام يقظة.
إن كان العلماء قد كشفوا أن مدة أطول حلم لا يتجاوز ثواني على أكبر تقدير، فماذا سيعني هذا الكشف بالنسبة لنظرتنا للحياة، فهل هي أيضا عبارة عن ثوان قد لجأنا شعوريا إلى تمديدها فتكون هي الأخرى عبارة عن ثوان في توقيت عالم آخر أو قوة أخرى والذي يسيطر على هذا المسرح، فنكون إزائها منقادين لنسبية الزمن.
(الحياة هي عبارة عن حلم الله)، لا أعرف أين وردتني هذه العبارة أو من أين سمعتها بغض النظر عن مصدر المقولة إلا أنها تعبّر عن شيء جميل، سندخل إلى عمق هذه الصورة ولمقاربتها نورد أثراً آخر يقول فيه (إن الله قد خلق ابن آدم على صورته)، فإن كان الله قد خلق ابن آدم على صورته فلما لا يكون الإنسان/ابن آدم ذاته ظلّه وحلمهُ في هذا المسرح الكبير ولما لا تكون هذه السلسلة التالية:
نحن حلم الله/ الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا/الإنسان يقضي نصف حياته نائماً/ النصف الآخر من حياته يقضيها وهو في أحلام اليقظة.
هكذا نكون إزاء مرايا متقابلة متداخلة تنقل كل منها صورة الأخرى فتتداخل الأحلام، ومن هذه النظرة ندخل عمق الأدب هذا الحلم الأكبر الذي يضم ربما السلسلة برمتها وإنّه (أي الأدب) يُكتب مجازاً بأيدينا.
وإن لم يكن مجازا فبإمكاننا أن نقول أن الأدب أو التخيل بكافة جوانبه ومناحيه هو ما يحرّك الحياة.
الكتابة حلم:
أن تفكر بموضوع ما في الكتابة فهذا يعني أنك تحلم، وأن تكتب فيعني أنك قد استيقظت من أحد الأحلام وهو ما يحمل الرقم 2" " في السلسلة المفترضة تلك أي (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا) فالكتابة هي لحظة التقاط صورة تكون تأطيراً للحظاتٍ ما، ضمن لحظات كثيرة، ما يعني أيضا القبض على لحظات من تلك التي نحلم بها.
أفكار حول الأحلام:
يغدو الإنسان منقسماً إلى قسمين في حالة الحلم فيكون راصداً للأحداث من جهة ومحركاً لها من جهة أخرى وهذا ما يفسر انتهاء الحلم فور موت الحالم أو تعرضه لأي ضغط لن يكون في صالحه، ولذلك لا تستطيع الشخصيات الأخرى والمشاركة في الحلم تتمته لوحدها، فيؤدي سقوط الحالم إلى إنهاء الحلم.
في كتابه(كتاب الأحلام ) يروي لنا الكاتب المصري محسن بكر (والذي قضى حلمه منتحراً ليستيقظ من كابوسه الحياتي)، تسعاً وتسعين حلماً، هي خليط كتابي جميل لا يمكن أن تؤطره ضمن أي إطار أو تقسيم كتابي على عكس ما فعله صديقه مصطفى بيومي والذي غير عنوان الكتاب إضافة إلى أنه كتب على جدار الكتاب (رواية) مع أنها ليست سوى أحلام كما نعتها محسن بكر، وبتقسيمه لتلك الأحلام يكون قد أشار إلى الفكرة الجميلة وهي أننا عبارة عن حلمٍ لله، لا بل إنه يفترض أنّ الكتابة هي تقييد لتلك الأحلام.
ولن ننسى حين كنا أطفالاً كيف صُدمنا حين علمنا أنّ والد (كاكيرو) في المسلسل الكارتوني (الوميض الأزرق) وعلى امتداد المسلسل كلّه كان يحلم.
تلك صدمتنا حين كنا صغاراً، في الكتابة لن نُصدم لأي شيء لأننا نقيد لحظات ذلك الحلم الطويل.
08-أيار-2021
07-نيسان-2018 | |
17-تشرين الأول-2015 | |
24-أيار-2014 | |
20-نيسان-2014 | |
23-حزيران-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |