Alef Logo
يوميات
              

بانتظار اجتماع الجامعة العربية، مهمات صعبة فهل هي مستحيلة؟

خولة دنيا

2011-11-16

على الرغم من الارتياح العام الذي قابل الثائرون السوريون به قرارات الجامعة العربية الأخيرة، وما قابله من هستيريا النظام وأعوانه، فإن هذا وضعنا أمام استحقاقات يومية وساعاتية بسبب ضرورة التوصل لاتفاق بين أطراف المعارضة أساساً، كي تتقدم في 16 الشهر ككتلة متفقة تغير غباشة مارأيناه على شاشات التلفزة من تفرق، وتخوين، ومواقف متناقضة، ومتذبذبة،.. وأكثر من ذلك تهجمات غير مبررة واعتداءات "سودت" وجهنا أمام الجميع.. وخصوصاً أمام شماتة النظام ومؤيديه الذين استغلوها على أكمل وجه...
فهل هناك إمكانية لتحقيق هذا التوافق خلال ثلاثة أيام، وقد عجزوا عن تحقيقه خلال أكثر من ثمانية أشهر؟
تبدو الصورة لا تدعوا للتفاؤل، وخصوصاً مع التصريحات التي سمعناها. ولكن من جهة أخرى لا خيار أمامهم للأسف.
فالمعارضة التي تم التعاطي معها ككتلتين اساسيتين هما: هيئة التنسيق للتغيير الوطني الديمقراطي ممثلة عن الداخل "كما ترغب أن تكون"، والمجلس الوطني ممثلاً عن المعارضة الخارجية والحراك وكثير من التكتلات والمستقلين. لم تكن هاتين الكتلتين كافيتين في التعبير عن مجمل المعارضة السورية فبقيت أطراف أخرى ومستقلون آخرون خارج هاتين الكتلتين، بالإضافة إلى أطراف في الحراك كذلك لم يتم تمثيلهم في المعارضة كمايجب..
من المهم أن نتعامل مع المعارضة السورية بخصوصيتها الراهنة: تعددها، تشعبها، تنوعها، اختلافاتها، اتفاقاتها.. ما فات منها، وما ولد اليوم... التعاطي معها هكذا يجعلنا أكثر مرونة في تعاملنا معها، واستيعاب ما يصدر عنها مما لا يعجبنا ربما.
التحدي الحقيقي في الساعات القليلة القادمة يتمثل في العمل على تقريب المعارضة من بعضها، بتنازلات من طرف، ورفع سقف من طرف آخر، وقد نكون لاحظنا بعضاً من هذا ولو بشكل بسيط في الخطابات المقدمة خلال اليومين السابقين.
المجلس الوطني الأكثر حظاً في القبول، وهذا واضح، وقد أعلن الكثر في الداخل تأييدهم له، وكذلك بعض الأطراف الخارجية، ولكنه مازال بحاجة للعمل على ضم الأطراف الأخرى، وهو اليوم أمام تحدي كبير في الشكل الذي سيتم تقديمه به للسوريين أولاً وخاصة السوريون الذين بدأوا يتلمسون أفول النظام.. وهم بحاجة لما يطمئنهم حول المرحلة القادمة ويعطيهم الثقة بأن مستقبلهم بخير.
هذا الاستحقاق قد يمكن تمثليه بـ:
- العمل بأسرع وقت ممكن على إنجاز الرؤية الخاصة بالمجلس للمرحلة القادمة، وهي التي ستعطي طمأنة حول شكل الدولة القادمة، وكذلك المرحلة الانتقالية.
- العمل على تقديم رؤية للمرحلة الحالية، ورفض التدخل الخارجي العسكري، وتأمين ما يلزم لتقصير هذه المرحلة بحيث لا تنجر البلاد للأسوأ.
- العمل على توسيع المجلس باتجاه استيعاب أطياف المعارضة الأخرى في الداخل والخارج، بعيداً عن المحاصصة، وباتجاه تحقيق ائتلاف حقيقي معبر عن مكونات الشعب السوري وطموحاته.
- العمل على طمأنة جميع السوريين باتجاه زيادة الثقة بالقادم، وهنا لا نقصد طمأنة الأقليات فحسب، باعتبار أنها متمسكة بالنظام بسبب خصوصيتها، وإنما طمأنة جميع السوريين الخائفين من مجاهيل ماقد يحصل من طائفية او صراع سيدفع ثمنه جميع السوريين، فكما أن الأقليات بحاجة لطمأنة، كذلك الأكثرية بحاجة لهذه الطمأنة وخاصة أن من يقدم الثمن اليوم بشكل كبير هم من الأكثرية...
من جهة أخرى نرى أن التخبط الذي عانت منه هيئة التنسيق وسبب لها خسارات كبيرة على مستوى الشارع والحراك، يجب أن لا يعني إقصائها من المعادلة القادمة، فبالنهاية المرحلة القادمة ستكون مرحلة العمل المدني والسياسي وهي مرحلة يفترض ان تستوعب الجميع، ويجب أن لا يغيب عن بالنا أن هيئة التنسيق وإن كانت اليوم غير معبرة عن الحراك الحقيقي في الشارع، إلا أن خطابها يلاقي صداه في أوساط أخرى صامتة ربما، أو خائفة.. وهي ستتصدر المشهد حالما تزول أسباب الخوف والصمت..
من هنا يجب التمسك بالهيئة وإن كانت بحاجة اليوم قبل الغد إلى مراجعة حقيقية لطروحاتها وطرق تعبيرها، والأهم كيفية تقديم نفسها للناس... والاقتناع حقيقة أنها غير ممثلة للحراك، ولكن كما أسلفت معبرة عن حراك مستقبلي لا يظهر اليوم. وينتظر الرحرحة للظهور..
من المهام الملقاة على عاتقها اليوم، إيجاد صلة الوصل مع المجلس بأسرع وقت ممكن، لتحقيق أقصى قدر ممكن من التنسيق والتعاون، إذا لم يتحقق الاندماج الذي كنا نحلم به..
تبقى فئات أخرى من المعارضة قد لا تكون بنفس الأهمية، ولكن لها وزن ما في الشارع، بغض النظر عن حجمه، ويجب استيعابهم قدر الامكان..
وبانتظار الجامعة العربية غداً.. تبدو الجامعة الأبعد عن تحقيق طموحاتنا وهي ترسل إشارات ملتبسة في موقفها من النظام، تمثلت على الأقل بقرار إرسال وفد لمعاينة الأوضاع على الأرض، ولكن ما زلنا نعول عليها وقد قررت أخيراً أن تقوم بجزء من دورها الذي قامت عليه، ونامت عليه حتى جاءت الثورات العربية لتوقظه من رقاده.

عن مثقفون أحرار لسورية حرة.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

القتل على مايبدو سهل.... فهل التعايش مع القاتل سهل كذلك؟

14-أيلول-2012

المثقفون والارتداد إلى الطوائف....

06-أيلول-2012

جميلون حتى في موتهم...

27-آب-2012

في انتظار العيد.... وقفة

19-آب-2012

بابا عمرو.... يا عمري واللوز يا عينيَّ

03-آذار-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow