قراءات النبوءة
2007-11-23
هل الله بحاجة فعلا الى انبياء من اجل ايصال المفهوم الذاتي للاله الى نحو العقل المعرفي الضئيل للانسان
عندما كتب احد الفلاسفة ان الاله مات من امد بعيد. لم يكن مخطأ، كما انه لم يكن مايعينة ان الاله مات موتا سريرا، انما المقصود ان الاله كفكرة اخلاقية اضحى جزءا من الماضي
التبست في نسق المغيبات الكونية والذاتية. كنت اناقش ذهني واحاول دائما ايجاد البعد الخفي للوجود. اين يمكن ان يكون الله. اين يمكن ان تكون المخلوقات التي تتحدث للانسان من خلف حجب المعرفة وهذه المخلوقات لم تكن الا الملائكة. في وعي الضرورة وانبثاق الذات الكلية، كنت اتساءل عن مرحلة الوعي الذي بلغته السماء، فكانت الحروب والحصار والتلاشي الاجتماعي يحفزني دائما الى طبيعة التكوين الالهي للانسان. كنت اتساءل ومع الابحار المعرفي في اكتشاف انساق التفكير. ان هل النبؤة كتعبير اتصالي موجودة فعلا. او، هل ان الرسالات السماوية هي حقيقة ام لا. لم اجد الاجوبة التي يمكن ان تفسر الظاهرة الدينية والظاهرة النبوئية. الا اني اخذت في وعي اخر، اشتقاقي، اتساءل هل الله بحاجة فعلا الى انبياء من اجل ايصال المفهوم الذاتي للاله الى نحو العقل المعرفي الضئيل للانسان. اكتشفت ضمن التساؤلات الكونية والالحاح الغريب للدماغ. ان النبؤة والانبياء بشكل اخص يقفون امام محول التاريخ وامام ابتداع للفكرة الاتصالية، لذا فانهم كفكرة تواصلية، غير حقيقية. هل يحتاج الله فعلا الى سبيل معين لايصال الرسائل الى البشر عبر محول الانسان. واذا كان كذلك فأن هذا يعني ان وسائل الايصال اعجز من ان يكون الله قادرا على تجاوزها. دائما كنت اتصور ان النبؤة لم تكن محورا خاصا بالله. انما هي عرضا اخلاقيا صارما من لدن شخصية كارزمية ابدا موجهة نحو تأسيس معرفي اكبر من الموجود الكلاني الحقيقي والمتمثل في اخلاقيات الوجود الواقعي. تصوري الذاتي والذي استطيع البوح به هنا. ان النبؤة هي تحصيل انساني صرف وان مسألة علاقتها بالله هي مجرد فكرة زائلة ومصمته من اجل اقناع الاخر،، اللاديني بدينية الاخلاق وازلية الحكم الالهي. كثيرا ما استوعب وانا اقرأ في تاريخية الله. ان الله الخالق ليس بحاجة فعلية لمبشر به. فالتجلي الالهي موجود في الذات الوضعية وفي الذات الانسانوية كتحصيل خوفي من المجهول وكتحصيل انثروبولوجي من التكوين العام للانسان. ان الانسان ككائن احادي النظرة بحاجة فعلية الى رسالة سماوية هي اول الاشياء المعبرة عن الفكرة، تعمل هذه في تبيان الاخلاق العامة وطرق تصريف العبادات الدالة نحو تأسيس بنية اجتماعية. وعليه فأن الحقيقة المجردة هي ضمن تفاعلعا الذاتي وضمن تفاعل العدمية وعدم الحاجة فعلا الى توسيط انساني ومصمت لنقل الاخلاق من طور العدمية والتوحش الى طور الانوار الدائمة. عندما كتب احد الفلاسفة ان الاله مات من امد بعيد. لم يكن مخطأ، كما انه لم يكن مايعينة ان الاله مات موتا سريرا، انما المقصود ان الاله كفكرة اخلاقية اضحى جزءا من الماضي وانا الانسان الاخلاقي الجديد قادر عبر الفلسفة على اتيان اخلاق جديدة بعد تفجر وعيه التام وعبر التحول عبر مئات السنين. هنا تتجانس الاجناس الفكرية وتتماهي في محصلة ثابتة جديدة. وهي ان الله كفكرة، موجودا كليا وان فكرة النبؤة هي فكرة غير صحيحة او انها فكرة مقيدة بالنصوص ولفترة زمنية محددة وان الاساس هو ان الله لم يبلغ رسالات محددة للانسانية من اجل وضع اخلاقي. انما كانت هذه الرسالات تعبير انساني صرف عن المتخيل الكوني ولم تقدم اكثر من الميثالوجيات القديمة، تصورا عن الالهة ومجلسها وعنم نشوء الكون وتواجد الانسان في الطبيعة مع الاسئلة المحيرة عن مكسالة وجوب تخليقه. السؤال الاخر والنمتعلق بالوجود وباالله ايضا. هو امسألة العبادات. وهل ان الله فعلا بحاجة الى العبادة التي اصر الانبياء كل دهورهم التخاطبية مع البشر على الاشارة لها. شخصيا لا اعتقد ان الله بحاجة الى العبادة التي كما يقول في القرآن انه ليس بحاجة لها فعلا كفكرة كونية لكنه في اماكن اخرى – في القرآن ايضا – يصر اصرارا رهيبا على ممارستها بداعي تقرب الانسان الى الله. ان الفكرة الخاصة بهذا النسق تدعونا الى التفكير مرة اخرى بحقيقة النبؤة وتوصلنا عملية التفكير الى ان العبادات ماهي الا ابتداع لانبياء وان الانسان قادر على تكوين صلاته بالمطلق ليس بالضرورة ضمن الشكل الخاص بالعبادة الموجود الان. يكفي ان تتذكر المثل الاخلاقية ويمكن ايضا ان تكون في المجتمع ثيمات اخلاقية خاصة من اجل التحرر من الديني مع مايمثله هذا الديني من شكل قديم لللافكار ومن سلطة عارمة لرجال الدين الذين حولوا افكارهم الى تاوبات غير قابلة للاختراق.
كاتب عراقي مقيم في كندا
[email protected]
منذ الطفولة القاسية التي عشتها في ضواحي وطرقات بغداد وعلى الضفاف الفسفورية لدجلة، وبين تكايا الاتصال البيني مع الله. كنت اتساءل بخوف من المجهول وبخوف من الوعي المزيف. ان اين الحقيقة. كان السؤال الذي يحيرني دائما هو البعديات المغادرة لما بين الاسطر. وبعد انبثاق الوعي المستتر والموجود اصلا في اللاوعي في انفلات الحاضر كانت الاسئلة المحيرة هي ذاتها وان
عن موقع كيكا
08-أيار-2021
26-أيلول-2020 | |
30-أيار-2020 | |
23-تشرين الثاني-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |