من الخوف على تفجير الوضع إلى السعي نحو القتل والتهجير
خاص ألف
2012-03-30
القتل والتدمير والإبادة ونشر الدمار والخراب وتحويل البلد الى مجرد أنقاض هذا هو الشكل السياسي الذي يرى فيه النظام السوري الحل لمأزقه وأزماته .وبالتالي فان هذه الحرب الهمجية هي شكل من الممارسة السياسية التي يرى من خلالها النظام استمرار وجوده وهو غير قادر على تصور شكل سياسي آخر لحل مأزقه وأزمته إلا من خلال تفجير ما يسميه الحرب الاهلية والطائفية كشكل سياسي لممارسته الصراع السياسي الوجودي . فالطاغية لا يؤمن بالسلطة السياسية المتميزة عن شخصه كما لا يؤمن بالشعب إلا باعتباره ملكا له وفق تفكير الطغاة يحيي ويميت .كما يمكن أن يعلن الطوفان والفناء النهائي لتطهير الأرض مما يسميه مندسين والشياطين والضالين ...
إذن نحن أمام استثمار سياسي رهيب للاجتماعي التاريخي في طبيعة تكون المجتمع كتنوع وتعدد واختلاف في طوائفه ومذاهبه واثنياته ...فيضع كل ذلك على فوهة البركان معلنا إما القبول بالطاغية أو الحرب الاهلية . وفق هذا المنطق في ممارسة الحرب كامتداد لغياب السياسة هل يمكن أن نتصور امكانية وجود حل سياسي غير الإبادة والمجازر الجماعية . لهذا نرى أن الحل السياسي لانصهار المجتمع في مكوناته المختلفة والمتنوعة والمتعددة هو في حل التغيير أي نجاح الثورة بإسقاط النظام الشيء الذي يسمح بالحديث عن الحل السياسي الحقيقي المغيب في الممارسة السياسية للنظام وفي سقوطه سقوط للطائفية وللحرب الأهلية . لكن هل المحيط الاقليمي والدولي يناقض الممارسة السياسية للنظام كحرب أهلية بقناع سياسي طائفي . فالمحيط الاقليمي سواء المؤيد والمعارض لايملك تصورا متميزا غير طائفي والشيء نفسه بالنسبة للقوى الدولية . لكن الأمل هو في ثورة الشعب كتغيير للنظام السياسي في وجوده الطغياني السياسي أو في ممارسته السياسية كحرب أهلية أي أن الثورة تتناقض كليا مع تصورات الحل الهمجي التدميري للنظام أو مع الحلول المصلحية التي تقترحها القوى الدولية .
لم يعد مقبولا من أي إنسان حر أن يلزم الصمت تحت أية ذريعة كيف ما كانت مثل التذرع بالجنون الاسلاموي الكامن في طبيعة الثورة السورية ومضمونها السياسي الايديولوجي الديني . فما يحدث الآن من كارثة إنسانية في حق الشعب والتكالب المحلي والاقليمي والدولي من تخطيط سياسي على حساب إبادة جزء كبير من الشعب وتهجير ما تبقى منه. كل هذا ينبغي ان يدفع بالانسان الحر الى الوقوف بجانب الشعب السوري لأنه ببساطة يدافع عن الانسان أينما وجد .نحن الآن إزاء حالة من السورية ببعدها الانساني التي تجعل كل انسان سوريا ليس بالولادة ولكن بالقيم والمبادئ الانسانية. وهذا لايمنع من توجيه النقد الجريء للاسلاميين الذين لايكفون عن تعقيد الوضع بأخطائهم الغبية التي تشبه أسيادهم بدو الخليج.فالمحيط الاقليمي والدولي يسير في اتجاه خلق كارثة إنسانية بمفاهيم تضليلية تعكس حرصا كاذبا على مراعاة أحسن الحلول بتعابير خادعة تسميها العمل على عدم تفجير الوضع وحدوث حرب أهلية . فتركز على إحداث ممرات إنسانية آمنة في وقت تطرح موسكو خطة جهنمية في يد الطاغية للقضاء على الشعب وثورته باستخدام الأساليب الصهيونية وهي تهجير سكان المدن الثائرة وأريافها بمعنى القضاء على الحاضنة الشعبية للثورة. مما يسهل القضاء النهائي على الجيش الحر . ولتحقيق هذه الأهداف الخبيثة بتواطؤ مع الغرب تمارس موسكو تعبئة سياسية إعلامية بخطاب فيه الكثير من الهروب الى الأمام بحديثها عن الدولة السنية وذلك لتبرير أسلوب التهجير والإبادة التي يمارسها الطاغية وهي في ذلك تقوم بتجميد وابتزاز مواقف المؤيدين للشعب السوري . نعتقد أن كارثة انسانية يتم التخطيط لها من زوايا المصالح الاقليمية والدولية . فكل من شارك بشكل أو بأخر – حتى بالصمت - في هذه الجريمة والكارثة الانسانية يعتبر مجرم حرب لأنه لم يقدم يد المساعدة لإنسان هو في أمس الحاجة إليها بغض النظر عن لغته ودينيه وعرقه وانتمائه السياسي ...
إن المواقف القطعية والأحكام الحادة وفق منطق ( إما -أو ) لا تقل سلفية وأصولية عن قوى العصبيات الإسلامية .لذلك ينبغي ان نرقى في تفكيرنا بما يسمح باتساع الرؤية في احتضان كل المواقف والآراء ومحاولة عيش وممارسة التعدد والاختلاف في النظر والعمل خاصة في مثل هذه اللحظات الحرجة التي تختلط فيها الأصوات بحسن وسوء النية مما يفتح الباب واسعا لتبادل الاتهامات والخيانات .
08-أيار-2021
03-آذار-2017 | |
30-آذار-2012 | |
13-آذار-2012 | |
22-شباط-2012 | |
14-شباط-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |