أنا الدِّينُ والدِّينُ أنا
2012-04-06
لم أسمع أعجبَ ولا أدهشَ ولا أجسرَ ولا «أزْوَرَ» (من الزُّوْر)، ولا «أبْهَتَ» (من البُهتان) ولا «أحْيلَ» (من التحايل) ولا «أدْلَس» (من التدليس) ولا «أكمد» (من الكمد أو من الكوميديا) من مداخلة السيد أنور البلكيمى، مع الإعلامييْن معتز الدمرداش ووائل الإبراشى! علّ الأكاديميين يدرّسونها فى كليات علم النفس، واللسانيات وعلوم مخارج الحروف، كمادة غنيّة للتأثير على المستمع، ودغدغة مشاعره حينًا، وإرهابه حينًا، حتى يصبح فى يد المُتكلم طيّعًا ليّنًا يقول: السمعُ والطاعة! وعلى تجّار الدين حفظُ تلك المُداخلة عن ظهر قلب؛ حال احتياجهم إليها حين يُساءلون أمام الرأى العام وأمام القانون. على أنها، من أسف، لن تُفيدهم حين يُساءلون أمام الله، الذى حرَّم الظلمَ على نفسه.
سُئل: «هل تقدّمتَ ببلاغ ضد سما المصري؟» فأكد صاحبُ الأنف الجميل المُجمَّل تقدمَه ببلاغ للنائب العام، وزودّنا برقمه وتاريخه. ثم اِستُوضِح عن السبب، فقال: «السبب هو الادعاء «الكاذب» (Look who is talking!) بأننى تزوجتُ الراقصة سرًّا. وهذا يؤثر دون شك على كيان إسلامىّ. لأننى قبل أن أكون عضوَ مجلس شعب، فأنا داعيةٌ إسلامىّ، وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية».
ولستُ أدرى ماذا يُشين داعيةً من الزواج، على سُنّة الله ورسوله؟! إنما ما يُشينُ الداعيةَ الإسلاميّ، ويُشينُ أىَّ إنسان، هو الكذبُ والتدليس واختلاق جريمة وهمية، لتغطية جراحة تجميل «حلال»، والافتراء على أبرياء كاد يُزجُّ بهم فى ظلام السجون، وترويع الناس، والهتاف بعد كل هذا: «اللهم أحسِنْ خاتمتى!» ثم يردف «الداعيةُ أنور» بكل ثقة وسؤدد وتهديد ووعيد: كان لابد اتخاذ إجراء قانونيّ ضد «سما» (قالها برقّة)، وضد أىّ حدّ (قالها بغلظة مع تشديد حرف الدال فى كلمة: حدّ، لترويع مَن تُسوّل له نفسُه، بأن ينتقدَ الرجلَ ذا الحصانة الربّانية)، ضدَّ أى حدّ يُسىء «لأنور»، لأن من يُسىء لأنور إنما يسىء للدين» (مع إشباع حرف «الياء»، وتشديد «النون» فى مفردة: «الدين»)، ثم راح يؤكد أن (مفيش زواج!). وختم كعادته بدغدغة القلوب، بقوله: «إلى الله المُشتكى، وحسبُنا الله هو نعم الوكيل فى كل من يُسىء لأنور، أى يسىء للدين». كأنما أنور يساوى الدين! ونربأُ بالدين أن تمثله أنت!
ويطيبُ لى أن أوضح لمن حسِبَ نفسَه «الدينَ» بعض البديهيات، لربما غابت عنه.
١- «أنور» ليس الدين، ولا زيد ولا عبيد.
٢- ليس بمقدور أحد أن يُسىء للدين، بل كلُّ نفس بما كسبت رهينة.
٣- الدينُ رسالةٌ من الله للبشر لا يمسسها الخطأ، أما رجالُ الدين (بفرض أنه منهم) فبشرٌ يصيبون ويخطئون.
٤- الداعية لا يكذبُ؛ لأن الكذبَ حرامٌ.
٥- الزواجُ حلالٌ، والتجميلُ حلالٌ إن لضرورة. الحرامُ هو الافتراء على أبرياء.
٦- التستّرُ وراء الدين لارتكاب الإثم أفدحُ عند الله والناس من الإثم البواح، أعنى العاصى الذى يُعلن عصيانه. لأن الأول يجمعُ المعصيةَ بالنفاق، أما الثانى فمُعترفٌ بإثمه، فيتجنبه الناس. لهذا قال المتصوّفُ «فضيل بن عياض»: «آكلُ الدنيا بطبل ومزمار أحبُّ إلىَّ من آكلها بدين».
٧- التلويح بكارت الدين فى وجوه الناس لإرهابهم، حيلةٌ قروَسَطية بالية، استخدمها الإكليروس المسيحىّ فى أوروبا زماااان! ونجت أوروبا من ظلامها بعد إسقاط الدولة الإثنية، التى لن تدخلها مصرُ بإذن الله.
وأخيرًا تقمّصُك «الدينَ»، ذكّرنى بقصيدة الحلاج فى الحلول الصوفىّ: «أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا/ نحن روحانِ حللنا بدَنَـا/ فـإذا أبصرتَنـى أبصرتـَه/ وإذا أبصرتـَه أبصرتـنـا». مع الفارق الهائل فى القياس
عن المصري اليوم
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2017 | |
20-تموز-2014 | |
28-حزيران-2014 | |
18-حزيران-2014 | |
11-حزيران-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |