تعرفوا مين مات.. هدول كلن...
يعني ولاد رايحين عالمدرسة ... كتبوا مبارح وظائفهن وحكتلن امهم حكايات حلوة قبل النوم... راحت الحكايات والولاد وامهاتن واباءهم..
موظفين رايحين على شغلن وكرهانين رب الوظيفة... بس مضطرين كرمال يقبضوا راتبهم ليطعموا ولادهن.. الولاد هدول نفسهم اللي راحوا عالمدرسة...
أمهات ودعوا ولادن هني نفسهم الولاد اللي راحوا عالمدرسة ولفولهن سندويشات الجبنة والزعتر... وقالولن رح نعملك اكلات طيبة بس ترجعوا من المدرسة....
رجال عطوا ولادن نفسهن اللي راحوا عالمدرسة خرجية مشان يشتروا الشيبس والشوكولاتة وفوقها بوسة الصبح.... الأخيرة..
هدول كلن ماتوا.. وغيرن وغيرن...
يلعن رب هالحكي...
***
وبعد أعوام كثيرة.. سيكون الوقت أضيق من دروبنا.. ونكون نحن ما زلنا نكتب عن قلوبنا وأرواحنا وانهزاماتنا.. لكن هل سيكون هناك مكان يتسع لكل الكلام الذي سنقوله.. ؟ هل سيكون هناك مساحة بياض لنكتب عليها غواياتنا..؟
وهل سيكون الله.. قد اصبح عجوزاً.. مسكيناً يبحث عن سكينته فينا.. نحن النهائيين..!!؟؟
****
كل صباح.. تأكلني البلاد.. بكل نهمها.. فألوكني وألوكني.. في شوارعها.. أقتطع من قلبي حديقة لأولادها.. وفي المساء.. أصر.. على أن أتنبأ حباً صارخاً لأموت فيه.. على أكتاف مزهرية.. كي لا تتوقف روحي.. عن الطيران.
****
لم يبق لنا نحن المعطوبون.. سوى خطوات قليلة.. لنصل المقبرة... نحمل جثثنا على أكتافنا.. وننادي لله.. أن يترك الدرب سالكاً لأطفالنا الذين لم يولدوا بعد.. سيكون جميلاً أن نغني ونشرب القهوة نحن الأموت.. سيكون مدهشاً أن لا نتحمل مسؤوليات هناك.. ورائعاً سيكون الصمت.. حين يسكن الليل.. لنكتب شعراً يفيض جمالاً يعيش للأبد.. بدون كل فذلكاتكم المملة..
***
لم يعد للرؤيا دليل.. يا دليلي..
حتى لو تحدثت القهوة عن مشاريعها الصباحية.. فلا تصدق النكهات..
ولو كان النبيذ حسن الخلقة اكثر من ذلك.. لكان سرب الحمام.. ظل سراب..
لم يعد في فسحة البلاد.. أرصفة تتسع.. لصهيل القلوب المتوجعة..
فثمة وعكة لا تبرح صمت الماء في تمهله الذي يمضي خلفك..
دع خلل الابتسامات.. يحكّ أقدام الثقل ليعلو.. فكل النهايات.. قبور حفرت على عجل..

مختارات من الفيس بوك