ملحمة الربيع العربي / مراكب الرمال ـ مركب سورية
خاص ألف
2012-06-24
يا ويلي..يا ويلي
هذه الحرائق
"بيها ريحت أهلنا"
رائحة لحم أيّامهم
أعمدة سقوفهمالخشبيّة
سواتر الحمير والخراف
حبال غسيل لا ترتاح
ثياب عوز لا تفارق الشمس
حيرة خبز يلوب
في بطون فارغة
انكسار فرح طفل فقير
صبيحة العيد
(يا ويلي
إذا صففْتُ حكايا الناس
كحجرالأدراج على بعضها
ستصبح السماء قريبة من يدي)
حرائق تمشي في البلاد
حوذيّها
لميعرف الغناء في الصّغر
فأضرم النيران في القافلة
من هشيم الفرات دخانها
من مسيله الأزرق الصافي
من حسرةأضلاع حمص
تباعدت عنوة عن أقفاصها
من بيت مكسور الخاطر في"البيّاضة"
إلى جدران تنهض للمرّة الألف
لكي لا تسقط على أصحابها السقوف
من جسد إلى جسد
من مدينة إلى فلاة
تمشي نيرانهم
وتقذف عقارب الفولاذ
سمومها في جراح العائلة
من مطلع صرخة الولادة الأولى
إلى غبار طلع أزهار وبراعم
من أجنّة في الأرحام
من فطام الطفولة القسري
إلىانعقادالحليب في صدور الأمّهات
وتقطّع أنفاس الرضّع الأخيرة
بفعل قذيفة أو رصاصة
من فجوج حوران
إلى سهول النزيف الكرديّ في الشمال
من المتوسط
إلى سويداء القلب
تمشي الحرائق
وتتجمّر على إثرها أرواح
في محارق لا تحصى
ينكسر حلم يافع على الأهداب
ويسقط أمل رضيع منّي
أتشبّث بصرخة طفل في شارع
وبملاحم حمص نشوانة
لا تمنح فرصة للقصيدة
لتلملم لحمها الحيّ عن الأحجار
كلّ فراشة روح
وكلّ لمعة برق
وحمص لا تتعب من عدّجنازاتها
كم مرّة يُقتل الشهيد
كم مرّة يُشيّع المشيعون في الوداع.
00
أسأل أمّي
أين مهدي الخرقيّ
أرجوحة الهواء إلى النوم
مرور الأغاني إلى أحلامي
كيف أغفو على هدهدة القتلى؟
قولي كيف أغفو؟
أما من حجر رحيم؟
أو تراب صديق
أما من حكاية رخيّة أهبها رأسي؟
أقف على أشلاء حمص
فتنغزني الجغرافية
أقول حماة
فتذرف إدلب الشهداء
أقول درعا
فتهتزّ أضلاعي من النشيج
لي قلب وحيد
وسورية أوسع من دمعة إله
لي قلب
ودمشق أوجع من قذيفة
لي روح ذات أجنحة
كان الفرات سماءها الوحيدة
كل غيمة بيت
وكلّ ظلّ جدار
و"الدير"عريشة أقمارساهرة
نشوانة بالدبكة والأغاني
يتعالى الشهداء ويتكاثرون
بين رمشة وأخرى
تركض القصيدة خلفهم ولا تلحق
وتخرّعلى أقدامها المراثي
من الشمال إلى الجنوب إلى الجحيم
آلاف الديكة تنادي الصباح:
هلُمّ أيها المستحيل
أمسكناك من قرنيك
ولا فكاك لك
لأجلكَ
جثى العاصي على أقدام مغنّيه
وانتحب على حنجرته المجزوزةالنشيد.
00
حرائق حرائق
ويدي لا تطال الغيوم
لو كان لي لعصرتُ السراب
أوجئتكِ بالغيث من سحب في الأقاصي
وسفحتُ كلّ مائي لو استطعتُ
لكنّ آبار شوقي عميقة
وحبالها مقطوعة دلائي
بحّ قلبي من الصياح عليكِ
وأورقتْ عيناي لوعة
خجل أنا يا أمّ الشهداء
والله خجل طفلك الشائب
على كلّ مفازة صرخ باسمكِ:
شاميا شامة الشامات
يا عالية الجبين
يا رفيف روحي
طائرك تعب من التحليق
سراب خادع عشّه
وبمنقاره الكليل
يزقّ فراخك
حنطة أحلامه الخضراء
دمهقوّال:
سلاماً عليك يا هواي
سلاماً على المشمش في أطواره
على البامياء وخبز التنور
على العرق يتعنْقدُ على الجباه
على بخار ثريد العدس
بركن دافئ يحلم الصغير
وينتظر أن تأتي معجزة
بالمازوت والكهرباء
ويقرفص من البرد
كما تفعلالحياة
سلاماً على الخبز
تدور صورته
في أعين الصبيّ الدامعة
من عين إلى عين
تنتقل حالات الدم
من السيولة إلى الجفاف
سلاماً على الدم في كلّ أحواله
سلاماً على العطور أسيرة
في جنوحرائحة الحرائق
على ترابك الأسمر الحاني
على مركبك يتهادى
من شارع
إلى ساحةدار امرأة عجوز
تنظر إلى الشهداء
من نافذة مواربة في قلبها
من نظرة جسورة في أعين الأيتام
من ساحة إلى حارة ضيّقة
من قرية تنهض من ركامها
في سَحَر الخلْق
من خفقان قلوب عال
إلى مصائر نمل كادح لا يتعب
من ارتجافالسنابل خوفاً
من كوابيس طحن لا ترحم
إلى جائع يؤلّه الرغيف
كيف يا سيدة الجمال؟
كيف يا سورية؟
يحتمل قلبي
وأنت تبذرين الشهداء
في الأغاني والحكايا القادمة
غفلة عن الرواة
عن شهود الموت
وعن شهرزاد
أسيرةالطاغية.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |