حليفنا الأمل
خاص ألف
2012-08-21
حليفنا الأمل
أحياناً، يقلبني حال بلادنا على وجهي الأكثر حزناً وقتامة: لا جدوى من الكلمات، لا جدوى من الكتابة والقصائد، لا جدوى! مادام من نكتب من أجلهم لا فسحة لديهم بين الحياة والموت، لا وقت لقراءة ما نكتب، ومن يقرأ هم الذين يتلظّون مثلي من بعيد! والذين يهربون بأراوحهم، من حارة إلى حارة، من من قرية إلى قرية، من مدينة إلى مدينة، من بلد إلى بلد، من موت إلى موت، أطفال نساء شيوخ، لا يقرؤون، لا يقرؤون
! والذين يقاتلون خلف متاريس أرواحهم ويشعّون بالحياة والحرية، لا يقرؤون!
ولكن، ما أن أستعيد صوتي، بعد أن وبّختني دموع الصغار التي لا نراها، وصرخات أمّهات الشهداء المخنوقة في الصدور. إذا كان قاتل الأطفال لديه حلفاء كبار، من تجّار الدماء والحسابات العاهرة، فنحن حليفنا أقوى، حليفنا دمنا الذي ترفرف راياته والأمل.
صباح أملنا الذي لا يهزم
على الناس والحيوان والطيور والهواء والتراب في بلادنا المقصلة.
وعليكم صباح أمل حليف للحرية.
الكلمات قنافذ محبوسة في الصدر..
صباحي صباح امرأة ثكلى،
في بلاد تنهض كل صباح لتلملم أضلاعها وأطفالها من تحت أنقاض البيوت!
***
ورغم كلّ شيء، كلّ شيء!
صباح الحياة على أهلنا
صباح الخير على الحياة.
***
نامت ناتالي أيّها الصباح فلا تفيّقها! الرضيعة ناتالي محمود الخطيب نامت باكراً، فلا تهزّوا سريرها الحجري، الزهور لا تستطيع أن تفهم كيف نامت الرضيعة؟ و"لهّايتها" المدفونة معها مازالت تبحث عن فم ناتالي المغلق إلى الأبد!
ميّت قلب هذا العالم!
ولا يتقبّل صباحي فيه العزاء.
***
الطفلة التي تتأمل يدها مذهولة، يدها مبتورة الكفّ، تلاحقني في اليومين الماضيين، ولم تفارقني دهشتها! بلا شعور مني، أنظر إلى أكفّ الأطفال الذين أصادفهم في كل مكان! لكني أرتاح قليلاً حين أرى أكفّهم في أماكنها!
***
إنسانية الثورة وأخلاقيّاتها، من أهم الأشياء التي يجب أن نتوقّف عندها ـ لا أن نقف! ـ المعنى، علينا التذكير بها في كلّ حادثة، كما حصل مع عائلة البرّي العريقة بالاجرام قديماً، وخاصة بما ارتكبته من أفعال اجرامية في الثورة.. بغض النظر عن تفاصيل جعلتني أنقسم على نفسي، مابين فرح لما حصل، وبين متكدّر من أجل سمعة ثورتنا العظيمة ومستقبلها الذي نريده لائقاً بتضحيات شعبنا، ومن أجل بناء بلدنا كما اشتهى الشهداء.
من أجل أن تبقى الثورة نظيفة بقدر ما نستطيع، دون تضخيم لما حدث، ومن أجل أن لا يتكرر حين يكون بالإمكان ذلك!
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |