بقدم واحدة
خاص ألف
2012-09-05
شراكة
في ماتبقى من يومي.. شريكتي في الوجع والأحلام، تعيدني إلى الذكريات، المكان فراتي القلب واللسان وسوريّ الهوى! الجبيلة، طفولة الأشياء وبراءتهاالأولى، كم من أحجار بيوتها التي تساقطت تتذكر الطفل الذي كنتُ؟ كم من شوارعها تحتفظ بأثر أقدامي التي مشت عليها؟ كم من ناسها ينتظرون تحية مني في هذا الموت اليومي الثقيل؟ ناسها البسطاء الذين لا يملكونثمن بطاقة هروبهم من الجحيم، فتتكفل قذائف الطائرات والمدافع بوصولهم إلى الجنّة! (سورية ماذا تبقى منها؟) ديرالزور فرس الصحراء الهاذبة، لا تركع ولا تنحنيوفارسأخضر اليدين كان من قديم يحرسها من جحافل الرمال، يطمئن على أطفاله الذين كبروا ويحاولونالآن حمايتها من الدمار،على الأصح حماية ما تبقى منها؟ والمطر المعدني الحارق،رسول الموتالثقيل، من أشهر لم يبارحها.أبحث في المعنى البسيط والطيب كقلوب أمهاتنا وحبيباتنا، عن تحية يومي إلى أهلنا الذين يواجهون ما يواجهون!، عن تحية تشبه حياتهم المتناثرة على جغرافية مجروحة حتى أعمق أصقاعها، أكتشف التشابه العميق بين حارة طفولتي في الجبيلة، والحارات الاخرى من المدينة، وبين آلاف الحارات السورية التي تشاركها المصير والأمل، ماذا تبقى من سورية؟ ماذا تبقى من مدينتي؟، أعتقد جازماً، تبقى الإنسان الذي لن يركع ولن ينحني.
***
لا يحقّ لنا أن نتعب
لا يحقّ للقصيدة أن تتعب.. لا يحقّ لحناجرنا التوقف عن الغناءأوالصراخ.. مثلما لايتوقف الهواء ولا تتوقف الأنهار. أهلنا في الداخل صامدون، أطفالنا صامدون رغم قلّة الحياة والخبز، في مخيمات اللجوء آلاف الصرخات تتحدى القاتل، على الحدود وعلى قارعة الطرقات، تحت الأنقاض، في كلّ مكان يتأسطر صمود الإنسان السوري، الأرض وما عليها صامدة رغم زلزال الفناء الخرافيّ، رغم الطائرات وكل أشكال القصف والدمار، المقاومون صامدون والموت يرافقهم كتفاً بكتف. شرخ واسع في ضمير العالم وليس لنا إلّا دمنا، ليس لنا سوى هذه الروح التي يستحيل كسر عنقها. لا يحق للقصيدة أن تتعب.. لا يحقّ لأحد أن يتعب بعد هذا الثمن الكبير الذي دفعناه من أجل وردة حريتنا، يحق للموت أن يفعل ذلك فقط!!.
***
صالح لن يغادر المدينة
صالح الذي يتعكّز على الهواء بقدم واحدة، لا يريد أن يغادر المدينة، لا ينوي مغادرة التراب الذي احتضن قدمه التي رافقته منذ أن خطى خطوته الأولى على الأرض!، غادر أخوته، أبناء الأعمام، الأقرباء والجيران وأكثرية سكان المدينة، وصالح رغم توسّلات والديه، مصرّ على البقاء: إذا متُّ سأموت هنا؟ وإذا عشتُ ساعيش هنا؟. لم يكن على والديه إلّا الرضوخ والبقاء. منذ ان بدأت المدينة تتفاجأ بصوت الحرية يتردد فيها، كان صالح الفتى الفراتي الأسمر، من أوائل الهاتفين، حتى وبعد اعتقاله في أحد فروع الأمن لأسابيع وهو يحمل رصاصة غادرة تسببت في بتر قدمه التي لم تُعالج!، بقيت روح التحدّي علامته الفارقة والكرامة دستور حياته. صالح واحد من ملايين الشباب الذين اكتشفوا أن البلد الذي وولدوا فيه وكبروا بلا الورديّ من الأحلام لم يكن وطنهم، كان وطن الحراميّة والقتلة،لهذا دفعوا أرواحهم وأياديهم وأقدامهم، من أجل هذه الفاتنة التي اسمها الحرية.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |