أظهرَ الإصدارُ الأخير من تقريرَ الإعلامِ الاجتماعي العربي استمرار نمو استخدام الإعلام الاجتماعي، وازدياد الأثرِ على التغيرات الثقافية والاجتماعية في العالم العربي.
وبحسبِ التقرير بلغَ عدد مستخدمي فيسبوك في العالم العربي 45.2 مليون مستخدم بحلول نهاية يونيو 2012، بزيادة قدرها 50 بالمائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، وبواقع ثلاثة أضعاف منذ يونيو 2010 .
يشير تقرير صدر مؤخراً حول الدور الذي تقوم به شبكات الإعلام الاجتماعي في الوطن العربي، أصدرته كلية دبي للإدارة الحكومية، إلى أن عدد مستخدمي فيسبوك في سوريـة وصل إلى 1.128.133 شخصاً.
مع هذا الازدياد لعدد المشتركين تقومُ الإدارة بتحديث موقعها باستمرار، وجعله أكثر واقعية في بناء علاقات مشتركيها مع بعضهم البعض، وذلك عبرَ طرق عديدة كمحاربة الأسماء الافتراضية، والمطالبة بإرفاق الصور الحقيقية، وعبر ملئ بيانات واقعية عن السكن والدراسة...إلخ
وهو سعي تراهن الإدارة على نجاحه عبر كبحِ جماحِ الأسماء الوهمية، أو تلك التي تخلّ بالمبادئ الإنسانية العامة، ونبذ العنف والتطرف الديني... إلخ
لكنَّ ماذا حصل في سوريا؟!
في سوريا التي تعيشُ ثورةً تهدف إلى الحرية والكرامة، يقوم الانترنت بأكثر الأدوار فعاليةً وتأثيراً، وبخاصة الفيس بوك الذي يمتلك قاعدة متابعة واسعة من قبل عامة الناس ومن مختلف الطبقات المثقفة والمتعلمة ومتوسطي الثقافة والتعليم، وعددهم في ازدياد مضطرد، إلا أنّ أهمّ شريحةً من مستخدمي الفيس بوك في سوريا هم النُشطاء، فهم مستهدفون دوماً ومُلاحقون، والرصاصة تترصدهم في حركاتهم. وللأسف فإنّ سياسة الفيس بوك الجديدة لم تُراع ظروف الناشطين، ولا ظروفَ البلاد، ففقدَ عشرات النشطاء حساباتهم على الفيس بوك، وذلك للاختبارات الأمنية المكثفة من إدارةِ الفيس بوك، فكيف سيُدلي أشخاص ناشطون يعملون في الداخل سوريا، ويوقعون الصفحات بأسمائهم وصورهم ومعلوماتهم الحقيقية، وأرقام هواتف، وما إلى ذلك.
هل ستساهم فيس بوك في تفعيل دورها كشبكة فاعلة وناشطة في بلدان الثورات العربية؟
إنّ مدى فاعلية الفيس بوك، وشبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها من خدمات الشبكة العنكبوتية كسبت رهانها، وفاعليتها، وساهمت في خلق إعلامٍ بديل، سهل المتناول، وسريع الأداء والتواصل.
نحن نتفهم سياسة الفيس بوك في سعيها لتكون أكثر واقعية ومصداقية، لكن يجب عليها أن تراعي بلداناً كسوريا لا تزال الثورة فيها قائمة و لا يزال النشطاء من أكثرهم استهدافاً من قبل المخابرات السورية، وما يُسمّى بالجيش السوري الالكتروني الذي يُحارب صفحات الثورة وبكافة الأساليب المتاحة، وغير المتاحة.
إنَّ الاختبارات الأمنية التي يقوم بها فيس بوك بدون مراعاة مع المنطقة فيها إجحافٌ كبير، ويدعنا نتساءل وسط حالة اللامسؤولية العظيمة من العالم حيال سوريا.
حتى أنت يا مارك متآمر على الشعب السوري؟!!
فعلى إدارة الفيس بوك إعادة النظر في تعاملها مع النشطاء في مناطق الثورات العربية كسوريا.
كلمات ثمنها رصاصة قنّاص:
- يدُ فيها كاميرا
- ناشط: يسرّب الحقيقية عبر الأثير ليراها العالم
- آدمن في صفحة اجتماعية: يعرضُ الحقيقة كما رأتها أعين الناس، وكما صورتها كاميراتهم، وخلقت حقيقة بديلة.
-