تاريخ الصراع على بيت المقدس
خاص ألف
2012-10-15
لقد أثبتت جميع الدراسات التاريخية والأثرية وحتى الجغرافية منها عبر تاريخ هذه المدينة المقدسة ومنذ تأسيسها الأول وحتى يومنا هذا، فإن الأصالة التاريخية لهذه المدينة تعود إلى الشعب الكنعاني ـ اليبوسي الذي وضع الأسس الأولى في كيان القدس ووجودها ومعروف عن هذا الشعب بأنه من الأقوام العربية السامية وليس هناك من أثر لبني إسرائيل سوى اغتصابهم لهذه المدينة ومهاجمتهم لسكانها الشرعيين ولم تدم فترة سيطرتهم سوى القرنين والنصف,وهي فترة لاتكاد تذكر إذا ما قيست بتاريخ هذه المدينة الطويل (من 300ق.م_2012م).
كما وتؤكد المعطيات والبحوث التاريخية بأن اليهود أو بني إسرائيل لم يكونوا في يوم من الأيام شعباً أو أمة ولم يكن لهم بقعة من أرض ثابتة يعيشون عليها,وإنما هم عبارة عن جماعات مُبعثرة,ومشتتة، جمعهم تشردهم ليقودهم (موسى بن عمران ) من مصر إلى سيناء التيه والزوال كما أثبتت الدراسات والمكتشفات التاريخية بأن الظهور الجديد لليهود في القدس قد جاء بعد السبي البابلي وبعد أن حررهم الملك الفارسي وأعاد بعضهم إلى مدينة القدس,ليشكلوا ومن خلال كهنتهم نزعة عنصرية,أو قومية فاشية متطرفة ....أمثال عزرا (أو العزير )وكذلك (نحميا) واللذين دعوا إلى إصلاح الديانة اليهودية وإلى إيجاد نقاوة العنصر إلى أن وصلوا حد طلاق النساء غير اليهوديات وإعلان أبنائهن غير الشرعيين وبالرغم من ذلك فإن اليهود وفي عهد نحميا وعزرا فقدوا لغتهم العبرية وحلت محلها اللغة الآرامية وبقيت العبرية تستخدم كلُغة دينية.
ـ ادعاءات الهيكل :
أما ما يعنينا من الإدعاءات الصهيونية حول (الهيكل )المزعوم فقد أثبتت كُل البعثات الأثرية فشلها بالعثور ولو على ذرة واحدة من (الهيكل)، الذي يعتبره اليهود الأثر المادي الوحيد في القدس,كما ويؤكد المؤرخ والأثري المشهور (أولبرايت)الذي فصّص معظم مؤلفاته عن تاريخ فلسطين وبني إسرائيلبأن الكنعانيين كانوا الأساس في تكوين الحضارة في القدس,ويشير إلى مدى تأثر اليهود خلال اغتصابهم للقدس بالطقوس والعبادات والفنون الكنعانية,ويُضيف أن المُتتبع لتاريخ بيت المقدس سيجد أن هيكل سليمان والوجود الصهيوني قد بدأ يتصدع وينهار بعد مرور سنة واحدة من وفاة سليمان بن داوود حيث بدأ هذا الوجود الصهيوني يخضع للسيطرة السومرية والمصرية، كما يبرز هنا دور الأنباط في القضاء على الحكم اليهودي المغتصب لبيت المقدس وخاصةً في العهد الروماني.
ـ الجذور التاريخية :
أما الجذور التاريخية لبيت المقدس فإن الذين قطنوا فلسطين في العصور الأولى هم الكنعانيون والذين كانوا تحت الحكم المصري,وأن النبي إبراهيم الذي يُعتبر جدّ العرب واليهود قد غادر مدينة (أور)في أرض الكلدانيين إلى أرض كنعان وقد دُفن النبي إبراهيم في مدينة (الخليل) حيث أقام العرب الحرم الإبراهيمي نسبةً إليه ولم يسمح لليهود بالدخول إلى هذا الحرم إلى عام 1929فقط ليقدموا تضرعاتهم عند القسم السلفي من الحائط الخارجي للحرم، وتُشير المعطيات التاريخية إلى أن اليهود وبعد خلاصهم من عبوديتهم في مصر وعودتهم إلى فلسطين,قد جمع الملك داوود شمل أسباط إسرائيل وأسس مملكة تولّى عرشها سنة ألف قبل الميلاد وقد بلغت هذه المملكة أوجها زمن الملك سليمان ابن داوود,وقد بنى سليمان في مدينة القدس الهيكل الأول على مرتفع جبل (موريا )وعلى أثر وفاته سنة (720) ق.م دمر الآشوريون إسرائيل وسبوا سُكانها.وقد هاجم (نبوخذ نصر)ملك بابل مملكة يهودا سنة (600)قبل الميلاد ودمر مدينة القدس وهيكل سليمان سنة(587)ق.م وسبا سكانها الذين لم يستطيعوا الرجوع إليها إلا بعد (50)سنة عندما فتح كورش ملك القدس بابل وقد بقوا في الأرض المقدسة مدة السبي وألغوا عادة الذهاب إلى أطلال الهيكل للعبادة وبعد عودتهم أعيد بناء الهيكل سنة (520)-(515)حيث وضع عزرا ونحميا طقوساً دينية لليهود وفي سنة (322)ق.م خضع اليهود لحكم المكدونيين وعاملهم الملك (أنطيوخوس) الرابع بشدة وقوة وهدم الهيكل الثاني.
ـ قبل الميلاد:
وبعد الفتنة التي قام بها اليهود سنة (170)ق.م استقل اليهود في حكم البلاد مدة من الزمن إلى أن اقتحمها الرومان سنة (63)ق.م ودخل القائد (بوحبيوس)القدس.وفي سنة (40)ق.م أصبح (هيردوس ) ملكاً على اليهود بمساعدة الرومان وقد أعيد بناء الهيكل للمرة الثالثة .
وبعد مجيء طيطس القيصر الروماني سنة (70)ق.م دمر الهيكل الثالث ودمر المدينة بأسرها ولم يبقَ من الهيكل سوى حائطه الغربي فقط، وفي سنة (117-138)بعد الميلاد، جعل الإمبراطور أدريانوس مدينة القدس مستعمرة رومانية أطلق عليها اسم (إيلياء)وحظر على اليهود دخول القدس، ومن هنا يبدأ عهد تشتت اليهود في جميع أنحاء العالم.وبعد تفكك عرى الإمبراطورية الرومانية خضعت فلسطين لقياصرة البيزنطيين الذين حكموا البلاد منذ سنة (400)بعد الميلاد، وحوالي سنة (637)م دخل العرب الفاتحون فلسطين واقتحموا القدس سنة (1099)م، ثم عاد العرب واستولوا على القدس أواخر القرن الثاني عشر وقد دعا القائد صلاح الدين اليهود إلى العودة إلى فلسطين،وإلى سنة (1517)حيث افتتح الأتراك البلاد واستولوا عليها وقد دام لغاية الحرب العظمى – حيث استمر اليهود خلال هذه الحقبة بمجيء اليهود إلى حائط المبكى.
ــالتاريخ المعاصر :
وفي سنة (1840)أصدر إبراهيم باشا مرسوماً حظر فيه على اليهود تبليط الممر الكائن أمام حائط المبكى، ورخص لهم بزيارته فقط، وفي سنة (1911)اتخذ فريق المسلمين –مجلس الإدارة -القرار الذي يحظر على اليهود استعمال بعض الأدوان عند الحائط، وفي سنة (1914)انضمت تركيا إلى دول الإئتلاف، وفي الحرب العظمى في سنة (1917)دخلت فلسطين جيوش الحلفاء بقيادة الجنرال اللبني واحتلت القدس وقد أصدر الجنرال منشوراً رسمياً في كانون الأول سنة 1917جاء فيه:
(طالما أن أتباع الأديان الثلاثة الكبرى في العالم ينظرون إلى مدينتكم بعين العطف والاحترام، وبما أن أرضها قد تقدّست من الصلوات والزيارات التي قام بها جماعات كبيرة من الورعين والأتقياء من الأديان الثلاثة لأجيال عديدة,لذلك أعلن لكم بأن جميع المباني والأماكن والمواقع والمقامات المقدسة والأوقاف على اختلافها سيحافظ عليها، وتُصان وفقاً للعادات المرعية واعتقادات أولئك الذين ينظرون إليها بعين التقديس).
إلى أن جاء وعد بلفور وزير الشؤون الخارجية لحكومة بريطانيا في الثاني من تشرين الثاني سنة 1917-(بأن حُكومة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين,وبعد إعلان الانتداب البريطاني رسمياً عام 1922-على فلسطين ادّعى اليهود بأن المادة |15|من صك الانتداب تقضي بأن تضمن دولة الانتداب حرية اليهود للعبادة عند الحائط، ويُطالبون بأن يمنع العرب إزعاجهم أثناء صلواتهم سواء بسوق الدواب من الممر أو بالآذان بجوار الحائط أو بإقامة الذكر عند الساحة الكائنة في الطرف الجنوبي من الحائط؛
والجدير ذكره أن ليس لليهود حقوق في ذلك المكان، وما وجودهم عند الحائط في أيام معلومة لا يعني إلامن قبيل التسامح الذي أبداه المسلمون والذي يفوق ما أبداه المسيحيون لهم.وأن الجدار الذي يبلغ طوله مئة متر من المسجد الأقصى ما هو إلا ذريعة صهيونية للصراع على مدينة القدس وبأشكال متعددة وعبر مراحل التاريخ القديم والحديث للسيطرة على هذه المدينة _مدينة الأنبياء والتقاء السماء بالأرض ومركز الكون والحشر وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،فكيف لكل هذا التاريخ العربي والإسلامي والمسيحي الطويل والمديد في هذه المدينة أن يتحول إلى حالة من السطو والتزييف لا بل بإعلانها عاصمة أبدية (لدولة اليهود).
مصادر البحث :
المصادر العربية
1–الحق العربي في حائط المبكى – تقديم خيري الذهبي
2-تاريخ مدينة القدس (3000ق .م_1099)ل د. عواد الأعظمي
3- اليهودية الصهيونية –هيثم الجاني
4-يهود ضد الصهيونية – محمد المدني
مصادر أجنبية :اليهود واليهودية في نظر الشعوب د0بل كارتينغي
08-أيار-2021
30-تشرين الثاني-2012 | |
19-تشرين الثاني-2012 | |
15-تشرين الأول-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |