Alef Logo
ضفـاف
              

لجريدة الباييس الإسبانية: معلوف والحنين للمستقبل ترجمة

علاء شنانة

خاص ألف

2012-10-28

• يعود الكاتب لعالم الخيال بروايته "المشوشون"
• يتكلم فيها عن الطائفية المتنامية في العالم العربي
• يشرح شرور زمن حيث يبدو المستقبل فيه شيئا من الماضي

الكاتب امين معلوف المتواجد في مدريد ليقدم كتابه "المشوشون"، روايته الاخيرة، يتابع بقلق اخبار لبنان، بلده الاصلي.
يقول بمجرد لقائه: "نعم، يصبح مع الوقت الأمر أكثر صعوبة في فصل لبنان عن الصراع في سورية، فمخاطر تمددها هي هائلة ومتنامية".
يبدو الحزن واضح على الكاتب. فإن ما يحصل في السنوات الأخيرة في لبنان وما يحدث في أوروبا وفي كل العالم. وهذا أيضا يظهر في المشوشون. يقص معلوف في هذه الرواية قصة حيث يمكن أن تكون قصته الشخصية: وهي العودة إلى الوطن الأم، شخص كان قد قضى خمسة عقود في الخارج، ولقاء آدم مع أصدقاء الطفولة والشباب واستحضار كل الأشياء المشتركة والأشياء المضاعة وكل الخيانات التي ارتكبت، ادراك أن جميع الأرصدة ليست سوى منافي.
في نهاية الرواية يقال بان حياة ادم "في حالة وقف التنفيذ مثل وطنه، مثل كوكبه، مثلنا جميعا". نعم، أن العالم في حالة مع وقف التنفيذ ويمتد الإحساس بأنه في نهاية المطاف سيقع في الجانب الخطأ. للمرة الأولى لوجوده، فان جيل معلوف، الذين ولدوا في منصف القرن العشرين، لديهم الانطباع بأنهم يمكن أن يعيشوا الويلات التي عانى منها آبائهم.
"اتفق مع ستيفان زويغ، الذي توصل إلى نتيجة، نظرا للتطور في أوروبا، مفادها بان ذلك العالم لم يعد له"، يقول معلوف. "لقد شعر بأنه لا يوجد مفر، وهكذا أنهى حياته بالانتحار اثر حادث سيبدو لنا طفيفا اليوم: سقوط سنغافورة في عام 1942. الآن نحن كثيرون الذين نتشارك في نفس الشعور بأنه ليس هنالك ضوء في آخر النفق، لكنه يوجد ضوء في الحقيقة حتى ولو كنا لا نراه. هل من المحتمل أن نعيش سنوات من الجنون والعنف قبل الوصول إلى الحكمة؟ ربما. كانت أوروبا بحاجة للرعب في الثلاثينات والحرب العالمية الثانية حتى تقول "كفى". ربما كان هذا هو مصير البشرية أن تصطدم بالحائط لتشعر هكذا بصلابته والبحث عن مخرج اخر".
وقع أمين معلوف عريضة قدمت لأمير اسبانيا (امير استورياس) لكي يوقعها يوقع عفو عن الموريسكييين المطرودين من أراضيهم في القرن السادس والسابع عشر. ولم فشل في ذلك. لكنه حصل في هذا العام على جائزة الأمير للآداب. ولد في بيروت عام 1949، ليستقر في فرنسا هاربا من الحروب التي اثخنت بلاده في والسبعينات والثمانينات، يكتب بلغة موليير، حائز على جائزة الغونكور في عام 1993 وعضو في الادكايمية الفرنسية منذ الصيف الماضي. مقالاته ورواياته كانت دائما مترابطة في الدفاع عن بالتزاوج في الديمقراطية، بالتحام العديد من الهويات التي ننتقدها اغلبينتا.
نجاحه الاول، رواية الأسد الأفريقي، تدور حول رجل من غرناطة، حسن بن محمد الوزان، الذي كان عليه أن يغادر مدينته لان الملوك الكاثوليكيين كانوا يسعون لفرض وحدة البلاد وتحريرها بالحديد والنار. بعد خمسة قرون، فالأمور ليست مختلفة كثيرا. فيطفو هنا وهناك المتشددون الدينيون والقوميون، لتتلاشى الآمال بان يقبل العالم بأشخاص مثل معلوف، وفي نفس الوقت لبناني وفرنسي، من أصول كاثوليكية ومدافع عن القيم العلمانية والديمقراطية، العربية وأوروبي، ابن للبحر المتوسط ومواطن من العالم.
"العيش معا يصبح أكثر صعوبة مع الوقت"، يتنهد. "في العالم العربي، فوضع الأقليات يصبح مع الوقت أكثر خطورة وهناك استقطاب طائفي، مثل المواجهة القائمة بين الشيعة والسنة، كما لم تشهدها المنطقة منذ قرون. كما يتزايد في أوروبا نفاد الصبر تجاه المسلمين. نراه حتى في المجتمعات ذات التقاليد العريقة في الانفتاح مثل الدنمرك وهولندا، والتي أصبحت متوترة وغير واثقة. أن هاتين الحركتين تغذي كل منها الأخرى، والناس مثلي يشعرون بعدم الارتياح على نحو متزايد، أن لم يكن اليأس".
يأخذ نفسا عميقا ويتابع: "لكني لا استسلم. إن العيش معا هو شيء في غاية التعقيد، حيث تحتاج إلى التعامل ببصيرة ودقة ومثابرة. أنه ليس شيئا يحدث تلقائيا أو شيئا يمكن حله مرة واحدة وإلى الأبد. ولكنه ضروري لتجنب هذا الكابوس الذي نتجه نحوه".
ـ ربما نحن فيه بالفعل، في هذا الكابوس ـ أقول له ـ. بالإضافة إلى ارتفاع الروح القبلية، نعاني من شريعة الغاب في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية.
ـ نعم، أن المجتمعات الاوروبية تعيش في أزمة عميقة مرتبطة بارتداد قيم التضامن والمصلحة المشتركة. أن إدارة التعايش بين الناس الذين يأتون من ثقافات مختلفة هو شيء قريب للانفجار. لكن علينا فعله.
ـ كيف؟
ـ اولا علينا أن نعرف تحت أي ظروف نعيش فيها معا، ما هو المسموح وما هو غير المسموح. إن مسألة قبول الآخر لا تعني قبول أي شيء. أنا لست في صالح التعددية الثقافية الذي يفهم بان أي شخص يمكنه أن يعيش في أي مكان وبأي طريقة، أنا أؤيد الاندماج. في صالح احترام كرامة الإنسان وصالح التقدم الاجتماعي، وليس احترام العادات والتقاليد. يجب على أوروبا أن تتجه إلى المواطنين، وليس تنظيم العلاقات بين القبائل.
في المشوشيون، هناك لحظة حيث ثمة من يقول: "أن الوطن الذي اشتاق إليه ليس الماضي، وإنما المستقبل". معلوف يعتقد بان جيله لديه أسبابه للإحساس بالحنين. " انه الحنين لكل الأحلام التي حلمنا بها ولم تتحقق"، يقول. "وكان لدينا مثل عليا أساسية لدينا والآن نرفضها: هي التضامن والمساواة. اننا نعيش في عالم حيث عدم المساواة يروج له كشكل من اشكال الحداثة. ما زلنا في مرحلة أعقاب انهيار الشيوعية: فما زال يعتبر بان كل القيم التي بُشر بها، ثم تلونت بلون آخر فيما بعد، يجب بالتجربة أن تتحقق. أنها وصفة لتدمير النسيج الاجتماعي. أن ذلك يتطلب إعادة المؤشر إلى المنتصف: لقد تمادى في الذهاب من طرف إلى آخر ويجب إعادته إلى المنتصف".

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

كتابات رجل وحشي بول غوغان ج 2 ـ ترجمة

16-كانون الأول-2012

كتابات رجل وحشي ـ رواية بول غوغان

07-كانون الأول-2012

لجريدة الباييس الإسبانية: معلوف والحنين للمستقبل ترجمة

28-تشرين الأول-2012

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow