إلى ماتيي
لقد طلبت منك يوم 7 خونيه أن يكتبوا لي الأولاد "بابا حبيبي" وان يوقعوا. وأنت كتبت لي: "ليس لديك المال, فلا تنتظر هذا".
(تاهيتي, اغسطس 1897)
إلى مونفرييد
دون بائعين, دون احد يؤمن لي الطعام للعام. ماذا سيحصل لي؟ لا أرى سوى الموت, الذي سيحررنا من كل شئ. يا للمغامرة الحزينة والملعونة, رحلتي هذه إلى تاهيتي.
(تاهيتي, 10 سبتمبر 1897)
إلى الطبيب غوزير
لا استطيع العودة إلى فرنسا, كما تنصحني, وحتى لو استطعت دفع ثمن الرحلة.
كل يوم ـ ولوحاتي الأخيرة هي شاهد على ذلك ـ أنتبه إلى أنني لم اقل كل ما أريد قوله حول تاهيتي.
في فرنسا, مع الإزعاجات التي ستحصل لي, سيبقى عقلي عقيما, والبرد سيجمدني جسديا ومعنويا, عدا أني لا أحب شيئا هناك.
صحيح أنني الآن, فيما يخصني, أصبح من السهل علي التأقلم مع الوقت وبإمكاني أن ارسم لوحات يمكن بيعها, لكني لا استطيع أن أفكر بهذا دون أن اشعر بالاشمئزاز. سيكون من غير اللائق بي وبحياتي المهنية, والتي ناضلت من خلالها بشكل مضطرد (واعتقد أني أيضا ناضلت بنبل).
أن تنتهي بشكل سيء بينما تكون قد بدأت بشكل حسن! بإمكانك أن تقول لي بأنه على الأقل يمكنني العيش. لكن, لماذا اريد أن استمر في العيش إذا ما كنت افقد ما يدفعني إلى العيش؟
(تاهيتي, 15 مارس 1898)
إلى مونفرييد
سينفد الشهر القادم الـ 1200 فرنك التي بحوزتي وأنا ارتعد مثل ورقة في الخريف. هذا الشهر لم يصلني شيء لا من شاودي ولا من ماوفرا, وليس لدي أي سنتيم. قدمت تنازلات كثيرة وطأطأت أمام الحكومة. حصلت على عمل (كتابات وبعض التصويرات) ب 6 فرنكات يومياً. ساستنفذ كل عاري. يعلم الله كيف سأقوم بالعمل الذي كلفني به ضابط من المدفعية. لترى إلى أين دفع بي باوتشي, ماوفرا وزملائهم. لماذا لم أمت في الشهر الماضي؟. لن يستطع احد أن يقول باني لم افعل كل ما يمكن لاستمر في العيش.
تركت الرسم ولن أعود لأرسم إلا إلى أن يأتي اليوم المناسب, وهو شيء لا يبدو انه محتمل, وان يعود كل شيء إلى المعتاد.
تعرض علي في احد رسائلك أن أعود إلى باريس وان أعود لأعمل في البورصة. لكني لا استطيع أن احصل على المال لأدفع تذكرة العودة. إضافة إلى أن هناك الكثير من الشبان اليهود الجاهزين للعمل في البنوك كي يقبلوا عجوز مثلي.
(تاهيتي, ابريل 1898)