ما كنتُ صحراءً هوَتْ
من سماءٍ عاقرْ
حمَلَتْني أوجاعي
إلى جذورِ ألمْ
أستخلصُ الماضي وريداً
أشربُ من كنفِ العمرِ
سلوى
....
تمرُّ بمدايَ ارتحال
نحو سرابٍ
أضاعَ وجهتَهُ
بعيونِ مفتونٍ
تائهِ الجدوى
....
ترتجلُ بصدري
حنظلُ نبتة
تقضُّ مضاجعَ الخلاء
باخضرارِ فتنة
...
تغفو
على شعري
خيمة
تضجُّ بمزاميرَ
ترقصُ
على أغنية
ثكلى
تناجي غضبَ السماء
صهيلا
تعدُّ أوتاداً
قطعَتْ مائي
بسكّين
...
-أين المدن؟
هاجرتْ مع أصحابها
تبحث عن رشفةِ ربيع
من كأسٍ سكرى
...
وما الكأسُ تروي
إلّا بعناقِ كفٍّ متّقدة
تلاصِقُ عريّها
لتطفئَ النار
بماء
يَهمُّ بالهطول
...
تشربُ المدن
تشرب
إلى آخرِ رشفة
...
ما كانت الكأسُ
صحراءً وزجاج
قبل أن تحمِلها
كفٌّ عطشى.