( 1 )
والياسمين يسعر البنفسج
ويخطو
يملأ الشارع
بالشفق
وعيونا من ثلج نرجسي
لشجر خائن يبحث عن معزوفة القمر الجديد
فيختزل الأصيل إلى رصاصة
فيغدو خارج القلب كفراشة جبانة
منذ توارى صوت الشمس
كشجر ينقصه الله ! …
فيقال : انك مهبط الفجر
وجنون الصلاة
وصحو السحر
وأنت تصعري خدك كالزاجل
على رسغ ابتسامة
حدأة ! …
والغبار ينزو على التيه
ودمشق مسودة العطر تنزو منتجع ذاكرة كفيفة
فيسقط الصبح من إبط الأصيل ! …
أوهمونا أن الريح منتجع القرآن
فأوقظ مطر الرخام كقنفذ يختمر بين شوارع دمشق
لعل الباليه يهرب من النافذة
والباب عرائس الليل الذكي ،
فيواكب الغيم البنفسج ،
ويختزل القار الأبيض كنبي مسلح برائحة الياسمين ! …
( 2 )
وأجرجر الإسفلت خلفي ،
نار الحنين
والأرض تعاريج القمح
احتياطي العشق
فتراقص الماء على ارتعاشه مجزرة
بين أسناني قمر رخيص
طير أعمى
بركان يتثنى
عطشا
وظل أعمى
جغرافيا
تريق الجنون
زهرة كنت .. أراقص الماء
والعطش شعاع يموء
درويش
يصطاد الغيوم
ودمشق كلب نيزك تخزن النبيذ في دمي
فأموت نافذتين
رأيت المسافة قدر ( بكسر القاف ) مغسول بالشك
والأوجاع !
فأهرب النار التي سنابل خيلها براري
الأسئلة الحمقاء
لم أكن بحاجة إلى مذبحة
كي أرى طعم صوتي
وصوتي جيوش قصب وناي !
فأغزل الريح
أقاضيها !
وأتركها لمذبحة فاخرة !
انتبه الشجر إلى البحر ففرررر
من السحاب باتجاه الشمال
والقمح الذي يتسول اليأس حين يموت ربيع الذاكرة
والطريق ترتب ضفاف المعنى
فأقتل دمشق كي تعيش في !
فأرى المذبحة تصقل الشجر
والجنون أخضر صفصاف
فأقايض ابتسامتي برغيف دائري مثلج أحنكه لدب قطبي
لا يعرف سرك هروبه في وضح النهار
فيسكن براري دمعي
أختبئ خلف حنجرتي
وأظل أركض بداية الصيف
كي لا أراها
والدمع مجزرة ناعمة !
سأخبز دمي كي تعود دمشق
إلى دمشق
ودمشق سنبلة باهتة
نائمة ! …
( دمشق كنت ،
وكانت قفازا حديديا
والماراتون بعمر رائحة الياسمين
فأستعجل الشمس كي تهرب
والشجر الخائن يصادق ياسمين أصابعي
أقدامي هوة من رائحة الياسمين
على شفا نورس
كي أعدو السبت كالحيتان
المشرعة ! …
أتضاحك
تضحك دمشق مجزرة
والابتسامة قذيفة
والنكتة بالية ! … ) …
( 3 )
لم أنم قرب مراياك
لأحلم
ولم أنم قرب جيادك
لأعطش
ولم أخف دمي
وابتسامتك لا تشبه إلا أنت
فتنقص شجرا
تحاول أن تبتر رائحة الياسمين
والريح
فينبت حقل يبادر !
( 4 )
كل شيء يموت لأحيى شجرا
والقمر يتناسل في ظل شمعة
ضيق هذا الشجر
واسع هذا العشب
فأرتطم بأصابعي المبتورة
وأنبت
كي يكف الأنبياء عن الموت !
كعصا موسى !
الغياب نار تلاحق المجاز
الحزن طحلب
والفرح فراشة
خرافة
على الإسفلت شبه قصيدة
ورائحة البحر
فأدفن الريح في صوتي
وأتأمل رائحة الياسمين التي تنزو على العشب
فينجو الإسفلت من الاحتضار
شهيد
مات ، ليلة أمس دفنوه
كاد الباب يكسر الريح
فيعبر البحر إلى صوت الشهيد
كي لا تغرق الرصاصة في دمي !
ولا الياسمين أيضا !
دون أن تفرررر السماء إلى الموج
والمطر يابس !
فأمر بين دمعتين
دون أن يفرررر الشجر
كحائط آيل للصعود إلى قعره في دمي ! …
( 5 )
تترنح دمشق في داخلي
أترنح
والمطر يفرررر إلى الجنوب
كي يتسع الظل البحر
والمكان مئذنة تعود إلى لونها
وتغرق في تفاصيل الريح قرب الشمال
دمشق تشير إلى ملامحها
والجنوب تململ السنابل التي اشتعلت شيبا
كلما فرررر البحر من شبه القصيدة
ونادم الحسين على رأس الحسين
عند منعطف المطر الجنوبي
ليهرم ! …
( يهرم رأس الحسين كاليورانيوم !! ،
والياسمين بلح أشقر
وذاكرة العشب !
فتفرررر دمشق من دمشق
والدمعة هي الحالقة ! ،
والنورس غراب أعمى !
يتواطأ مع البحر لاصطياد العشب الفضي من الأمعاء الغليظة للهدهد ! … )
فتنام السماء على ركبتي
وركبتي هديل غراب
حمأ مسنون
كلما فاض الرمل على الشهيد دمعة
أشار الشهيد إلى دمه
صوته
والمطر عات
وهو ينتحر رقصة أفعى
وزهورا كالحة
( 6 )
وأمر بين شهيدين
أذرف رصاصتين
دون أن تفرررر الأرض من صدري
والأقصى نبي زاجل يطارد المطر
بين دمعتين
فأقرأ التاريخ
والياسمين يخدش الصمت صمتين
والشهداء ناصية دمشق
فأحفر الحزن ماء
والينابيع حنجرة
وبقايا نبي يغتال الشمس في صلاته !
ثمة شهيد
يشعل بقايا المطر
كي يراني ولا أراه
فربما تختلس سحابة يتعطر فيها الشهيدان !
لم يكن بيننا سوى رائحة الياسمين
كلانا يفرررر إلى يدي
والريح رعد ناعم وشظايا عطر صوفي
رسمنا على الدمعة شكلنا
والابتسامة جائعة
طازجة !
كلانا يحاصر الشمس
كلانا يفك إزار القمر
يترنح في سراديب العصافير
وفي داخلي ضوء ينقش هواجسي
يوزع كلام الليل شموسا
وأقمارا باهتة
يتناثر المطر عشقا مختلفا ألوانه
فتدركه لهفة الصلاة
ويدفن الريح في السؤال الجنوبي
*** ***
ما بعد دمشق
لما بعد دمشق
ربما
عطش يغطينا
أو موت يفرج عنا بعد أن داهمنا المطر العويص !
أو أفق يسقط في الكفن
أو …
أو ..
22 / 8 / 2012م