ميرى كريسماس كمان وكمان
خاص ألف
2013-01-04
قبل عام كتبتُ هنا مقالاً عنوانه: «ميرى كريسماس، رغم أنفهم». كان كلامى موجّهاً لداعية ناطق بالإنجليزية أفتى بأن: «قولة: (ميرى كريسماس)، يفوق إثمُها القتل»! ولا أعرف أهو «داعية» خير، أم داعيةُ بغضاء وشقاق وفُرقة! وتساءلتُ يومها: «هل رسمُ بسمةٍ على وجه أخيك، يساوى إزهاق روحه؟!» وتعجبتُ من كمّ السواد يترسّب على قلوب البعض، وبدلا من السعى للتطهر منه، يباركه المرءُ فى نفسه، بل ويعلنه فرحاً طروباً! لكن أسوأ شياطين الظنّ لم يوقع فى روعى أن يخرج مثل هذا الكلام الموجعُ من مصريين. بل أن تصدره مجموعة أسمت نفسها «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، فأىُّ «حقوق»، وأىُّ «إصلاح»! والأطرفُ أن تزعم أنها تؤسس للإسلام «الوسطىّ»! عجبُ العُجاب! ولكن يزول العجبُ فوراً إن علمنا أن رموزها هم: الشاطر، حجازى، برهامى، ونيس! وما أدراكَ ما ونيس! وما الشاطر! وما حجازى! وما برهامى! ويطلقون على أنفسهم: «علماء» و«حكماء»! وما علمنا العالمَ والحكيمَ إلا ساهراً على خير الناس وتطوّر البشرية. فهل فى نشر البُغضة بين الناس خيرٌ أو تقدم؟!
فى أدبيات الفاشية، نعرف أن ألف باء الديكتاتورية، هو تفتيت النسيج المجتمعىّ. وهى الحكمة «الضالة» الشائعة: «فرِّقْ، تَسُدْ». لهذا قال أودينون، المفكر الصهيونىّ، قبل عشرين عاماً: «قوةُ إسرائيلَ ليست فى سلاحها النووىّ، فهو سلاحٌ يحملُ فى طيّاته موانعَ استخدامه، بل تكمن فى تفتيت الدول الكبرى التى حول إسرائيل إلى دويلاتٍ متناحرات على أسس دينية وطائفية. ونجاحُنا فى هذا، لن يعتمد على ذكائنا، بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر»!
ولم تنجح إسرائيل «بجلالة قدرها»، فى تفتيت المصريين، ولن تنجح بإذن الله. لكن الإخوان المتمسحين بالمسلمين «كادوا» أن ينجحوا فى شهور قليلة، فيما أخفقت فيه إسرائيلُ العجوز عبر ستين عاماً.
أقول «كادوا»، لأن الشهور الماضية، منذ سرق الإخوانُ مصرَ، كانت عسرة ومُرّة. شهدنا المصرىَّ يُخوِّن المصرىَّ ويُكفّره. ودخلت معجمَنا النقىَّ مفرداتٌ بلهاءُ، مثل: «فلول- عميل- عدو الدين- إسلاموفوبيا- إخوانوفوبيا»، وهلمّ جرا من مصطلحات صكّها الإخوانُ ليكسّروا بها عظامَ المعارضة التى ترفض مرسى والشاطر والمرشد وجماعتهم، مثلما رفضنا مبارك وحزبه، لأن كليهما أحبَّ نفسَه، ولم يحبّ مصرَ والمصريين.
لكن شعبنا الذكىَّ سرعان ما انتبه للشَّرك وعاد إلى سابق طبيعته المتحضّرة النقيّة، بعدما انشكف النقابُ عن صنّاع الشرّ، فعرفنا مَن هو عدوُّ مصر الحقيقى.
أقول للهيئة الموقّرة: سيظلُّ المسلمُ يهنئ المسيحىَّ فى أعياده، وسيظل المسيحىُّ يفرح برمضانَ وبهجته، ويشاركنا الصومَ نهاراً. وستعودُ مصرُ للمصريين.
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2017 | |
20-تموز-2014 | |
28-حزيران-2014 | |
18-حزيران-2014 | |
11-حزيران-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |