من هو الرجل .
لا اعتقد أنه عالم غامض أو انه كون سري . لقد لاحظت شيئا" من التكرار إلى حد الاستنساخ في عالم الذكورة .
وربما لهذا السبب لم أكن في البداية على علاقة جيدة مع والدي .
لم أتعلق بصورة الأب – الرجل . ولم أكن مخلصة لفرويد وجوكوستية في أسلوبي .
وتكررت هذه الحالة في أزمنة لاحقة . حينما أصبح العالم يشبه عندي بيتا" من زجاج . إن لم تكن أشرعته أجنحة فإن مجاذيفه من النوايا الشريرة التي تحضنا على الإيمان بقانون الظلمة .
كان لا بد للخلاف أن يشب بيننا مثلما تفصل سكين الجزار بعنق الدابة . مرة حين الذبح . ومرة حين السلخ .
وها انا لا اعتذر عن سلوكي . عملا" بنصيحة الشاعر محمود درويش ( لا تعتذر عما فعلت ) .
أكره الدخول في بيت الزوجية الأبدي . وأمقت قفص الذهب . أفضل العش ولو كان في مهب الريح. ذلك يتيح لي البحث عن كهف بعيد أدفن فيه بقية ما لدي من قدرة على البقاء . وهذا يعني ان أكون أنا . وان لا أسبح في مياه البحر مرتين .
ترى هل إن الذكورة هي الزنبقة السوداء التي تحمل أعباء الرعب من العالم .
وهل هي العقيدة التي تأسس عليها مجتمع حضاري معكوس لا يؤمن بالبداهة البشرية , ويصر على مفهوم (( القوة )) مثلما طرحه لنا أدوارد سعيد .
وأخيرا" . هل أجرؤ على فتح ملف علاقتي بإبني . الولد المذكر . من السلالة نفسها المتغطرسة وبنفس العنجهية الباردة ...
أحيانا" أحاول ان أفكر بموضوعة الرجولة من الزاوية التالية .
ماذا لو ان أوديب لم يقتل اباه . ولم يدفع تراجيديا العائلة إلى نهاياتها .
هل ذلك سيغير لنا معنى التاريخ . أو من حكمته الضالة التي لا تستقر في بيت الحقائق .
لا شك ان التاريخ الذي يكتبه ذكور سوف يكون له نكهة الرماد , وسوف يكون له شكل ميزان بلا كفتين , إلكتروني من وعاء مؤسف واحد .
نزهة كانت على الجانب المظلم للقمر، نزهة الوجه المضيء لها كلام آخر.