تعالوا نمشيها نكت
2013-05-06
هنا المنيا، عروس الصعيد. نجلس على أجمل كورنيش، لأجمل أنهار الدنيا- النيل. يدور المِزاحُ بيننا ساخرين من مرارتنا، فيقول مصطفى، طبيب الامتياز، لزميله: «صايمين ٥٥ يوم بحالهم، وحارمين نفسكو من اللحوم والألبان، ما انتو كده كده فى النار!» يضحك جرجس قائلا: «طيب هندخل النار، بس لو شفنا مسلم واحد جاى عندنا، يا ويله، حنبهدله».
هكذا يسخر الأذكياءُ ببساطة، مما يُرغى له الأغبياءُ ويُزبدون. أثبت التاريخُ أن الشعب المصرى هو أكثر شعوب الأرض «خِفّة ظِلّ». فى أحلك لحظات مُرّنا ومرارنا نطلق النكات التى تسخر من حكّامنا، وتجبر الطواغيتَ أنفسَهم على الضحك من أنفسِهم. لولا النكتة فى حياتنا، لفنى هذا الشعب العظيم الذى ذاق، على مدار الزمان، ما لم يذقه شعبٌ آخر من غزو واحتلال واعتقالات وحروب وثورات وتجويع وتجهيل وإمراض ومحن طبقية وطائفية وعنصريات وغيرها. ما أكثر وأجمل النكت التى تسخر من الطائفيات!.
ذهب مصرىُّ للعراق، فنادى فى مطار بغداد على «شيّال» لحمل حقائبه. فجاء أحدهم، وهَمَّ بحمل الحقيبة هاتفًا: «يا عَلِىّ»! فزجره المصرىّ، ونادى آخر، ففعل الشىءَ نفسه! فنادى ثالثًا ورابعًا، إلى أن جاء حمّالٌ، وهتف: «يا قوىّ!» هنا ابتسم المصرى قائلا: «أنت الوحيد السُّنى هنا؟» فرد الشيّال: «لا، أنا شيعى، بس مش معقول أصحّى لك (سيدنا على) من نومه، عشان شنطة صغيرة زى دى!». وهذا مسلم وصديقه المسيحى، كلٌّ يقول للآخر: «احنا هندخل الجنة، وانتوا فى النار» يوم القيامة وجد المسيحى نفسَه فى النار وحيدًا، فذُهل. وبعد برهة شاهد ملاكًا يرافق صديقه المسلم للنار، فهتف: «مش قلت لك!» فرد المسلم باسماً: «لا يا عزيزى، أنا جاى آخد شوية فحم، وراجع الجنة». وهذان شيخٌ وقسٌّ يصطادان. يضرب القسُّ صنارته فى الماء، فتخرج بسمكة، ولا شىء فى صنارة الشيخ. فسأل زميله: «يا أبونا، اشمعنى السمك بيطلع لك؟» فقال: «يا مولانا، اهمسْ فى سرّك: يا عدرا يا أم النور». فقالها الشيخ، وخرجت له سمكة ضخمة، ما إن رآها حتى صفّق هاتفاً بصوت عالٍ: «اللهم صلّى ع النبى»، فقفزت السمكة فى الماء!.
تلك نكاتٌ شهيرة متداولة، بوسعها أن تُفرّغ ما بداخلنا من طائفية. ما رأيكم- وخطابى للمتطرفين- أن تُخرجوا طاقات العنصرية داخلكم فى نكات، بدل الحرق والقتل والتطاول والتباغض؟
عن المصري اليوم
أما أسخف النكات غير المضحكة، فهى أننى حينما أنادى بحق المسيحى فى المواطنة الكاملة دون تمييز، أبقى: «كافرة ومتنصرة وملحدة»، لكن لما مرسى باشا يتزلّف «بالأونطة» لأقباط مصر، يبقى: مسلم عادل ومحترم، وفُلّة شمعة منورة! ألا تكبّرون؟!
[email protected]
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2017 | |
20-تموز-2014 | |
28-حزيران-2014 | |
18-حزيران-2014 | |
11-حزيران-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |