نص / فتاة الدراق
2008-05-23
تأكلني المسافات, وأنا اقترب إليك, أصل متلاشيا. وإنْ ابتعدتُ, افترق عنكِ متلاشيا.
تحيرني نقطة الاعتدال!. متى يتساوى ليلك بنهاري؟, فأستريح في فجر كماء الوضوء في كف المصلي ,لا ألبث أن أغسل طهره بطهر, وأطفر بعدها في الدروب كورق يمارس طفولته في الهروب؛ ولكنّه في عصر, كما الرعاة, منذ الأزل, يتجمع كحكاية تحت شرفتك, يجد فيه قط الانتظار مكانا يتوسد فيه أحلاما تلونها الفئران والعصافير.
يرميني الانتظار في عيون المارة. وأنا أشهد أنك قادمة, وأنا أقر أنك ذاهبة .
فأدخل البيوت جميعها. أفتح الشبابيك ,أعدّ القهوة لذكر وحيد, أضع الماء في مزهرية تملأ يد صاحبتها باقة من الورد, أحك ظهر عجوز, أفك اشتباك كركر الصوف , أراقب ذرات الغبار في مسيل ضوء الشمس ,افتح باب القفص, فيفر عصفوران تمطر السماء , واعبر تحت قوس قزح ولا اهتدي لبيتك.
يضمني اللقاء, ويقول: عائد بعد دقة قلب.
يضع يده مباركا احتضان يدين, يقرأ ما تيسر من سورة الورد, ويعود.
في حين, أنا أبارك كيف التقينا وكيف لم نلتق.
وشمتُ خريطة اللقاء على ساعدي, وأنتِ بكحل العين.
ولدنا...... والقدر يقودنا إلى مغامرته.
اكتشفت كنزي عندما عبرتِ في عقرب الثواني.
تقول الخريطة: عندما تهب رياح غريبة, ولّدتها رقصة غجرية, أذهبْ إلي حيث يكثر الندى كالفراش, ارتقِ صخرة, هناك سترى الرسم في الزهر, احفظه كتميمة. وانتظر اكتمال البدر, وحين تنام الأحلام, افتح النافذة تماما حيث يقع نظرك للمرة الأولى, ستجدها كضوء في نهر تتقافز فيه اسماك من كلام .
كان ما كان أنك بقيت أمام المرآة .
يدوخني حضور الحضور, أغيب عن نفسي بنفسكِ ,أصبح الغياب,يمر الزمن بي ويقول : ما الساعة؟, ما الوقت؟: ماء في إناء. اسكبْ سكركَ في غيمي, وقل: ما شاء أمطر.
ابتلْ حتى تخضر الرؤى, ويزهر الصخر بالتراب ,ازرع كرمتك وكجدجد غنِّ كل مساء ,وفي النهار أدرْ قرص الخشب ,المس الصلصال, كأنه ظهر امرأة غافلت انهمار شعرها, أصنعْ فخاركَ وحمصّه كفتاة سمراء تخبز على تنور الطوفان لتطعم الناجين من غمر الحب,اتركْ الظلَّ يسجد ويستقيم في محراب الشمس .
سيمر الوقت كأنه وسنٌ أصابَ ذاكرتي.
استيقظ ,كمن ولد للتو, أبحثُ عن ثدي الورقة ألقمه قلمي , أخطُ ما شئت من خطا
أرسلها في اتجاهات المرايا, وانتظر كمن تلبسته رؤيا قارئة في زاوية من مقهى
تفرد أصابع انتظارها, وتقرأ قدومي ماشيا على سطح الحبر, أحمل صيدا من حرف
أطعم بها جياع الريح, فتقودني كأعمى إلى فرجة الزاوية, أقف في السؤال!؟ خطوتان بعد, ولستُ متلاشيا .
في مرمى نظرها تحدق إليَّ, تجمع أوراقا شتى لشجيرات نمونا في ظلّهن كرطوبة هادئة ,ثم تمضي من جانبي , خلالي , فيّ ......
وأبقى في السؤال كمن لم يعرف الجواب يوما إلا لهذه اللحظة : هل افترقنا؟
باسم سليمان
[email protected]
خاص ألف تودي
08-أيار-2021
29-كانون الأول-2018 | |
02-حزيران-2018 | |
17-آذار-2018 | |
23-كانون الأول-2014 | |
04-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |