الفاتحة
السهرة الأولى في قاسيون كنا نجلس الله وأنا.. وأنت الغائبة الحاضرة كنا ندخن، ونتلمظ ونحن نسوق محاسنك ومواطن الجمال فيك فالله الذي صاغك بمتعة الخالق المبدع لم ينس تفصيلا صغيرا حتى خلق منك الأنثى الكاملة وتنازل لي عنك حين رأى بريق عيني.. وأنا أحدثه عنك.. وعن مواطن متعتك *** لماذا اخترت قاسيون لموعدنا يا الله سألت، وقد خطر لي السؤال فجأة قرقرت نارجيلته، قرقرة طويلة، طويلة أكثر من أن يقدر عليها بشري مثلنا، وكان الله شاردا يفكر ثم قال بصوت يكاد يسمع: أحب الشام.. نظرت نحوه كان بعيدا عني، ساهما، مفكرا.. تابع: أحب مشهد الشام من هنا، كثيرا ما أترك كرسيي في السماء لآتي إلى الشام، إلى هنا، في هذا الموقع بالذات أتفرج عليها، أراها كحواء مرتمية في حضن...
في مطلق الأحوال الحب هو بداية عمر، وبانتهائه يموت المحب، ليس في الحب بداية عمر أو منتصف عمر أو أرذل العمر، الحب بداية، بداية ليست كما الولادة الأولى، بداية حبلها السري من ياسمين ونرجس وبخور، والمياه المتدفقة من الرحم مالحة كما البحر يحضن عاشقين ، وكما ساقية صافية الماء يغتسلون بها من طهارتهم المستعارة، ليدخلوا عالم اللاطهارة، عالم فجور الحب ودنسه، هل الحب مدنس؟ الحب دنس الطهارة وطهارة الدنس . لا شيء يشبهه لا أحد قادر على توصيفه. هو المفاجئة، الدهشة، الوعي، اللاوعي، هو الكل والبعض، هو الجمع والطرح، هو القسمة والضرب، هو المستقبل الذي لا مستقبل دونه. والحب لا يأتي...
الديموقراطية لعبة، لعبة يمكن أن يلعبها أي حاكم شاطر ويتمكن من حكم البلاد التي يلعب بها لعبته مدى الحياة، وأكبر مثال على ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.. فتلك التي تتشدق بديموقراطيتها، ودستورها، وأسلوب اختيار رئيسها، هي أكثر دولة ديكتاتورية في العالم، وديكتاتوريتها المغلفة والمبرقشة بديموقراطية لايرقى إليها الشك هي السبب في استمرار قوتها واستمرار سيطرتها على العالم. لا أحد يستطيع أن يقول أن أمريكا دولة غير ديموقراطية فطريقة انتخابها لمجلس شيوخها ولمجلس نوابها ولرئيسها ولحكامها في الولايات كلها مدروسة بعناية فائقة لكي لا يرقى إليها الشك بأن العملية الانتخابية هي أعلى أشكال الديموقراطية .. ولكنها ديموقراطية دمية.. ليست حقيقية هي دمية من...
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان وتصح القصة في كل الأزمان.. أن بائعا جوالا كان يعيش في مدينة في أطراف العالم حيث يسيطر ساحر شرير على تلك المدينة وعلى كل المدن المحيطة بها.. وحتى البعيدة عنها. ساحر قوي ويملك من أدوات القتل والبطش والسحر ما يمكنه من السيطرة على العالم كله. وكان حكام تلك المدن التي تقع تحت سيطرة الساحر الشرير يأتمرون بأمره ولا يخالفون له طلبا ومن يفعل ينتهي أمره بالقتل أو بالإبعاد .. أو تحت التعذيب غير المشروط. حدث وبشكل لم يكن يتوقعه أحد أن هذا البائع الشاب أحرق نفسه احتجاجا على الفقر الذي يعيش هو وعائلته...
البلاء الأعظم عند السوريين هو الأسد أولا، وداعش في المقام الثاني. لا يحتاج الأمر إلى كثير من الفطنة لكي يكتشف أيا كان هذا الأمر، فالإجرام الذي يحمله الطرفان متشابه إلى حد التطابق. صحيح إن داعش لا يملك البراميل المتفجرة ولكنه يمتلك بشرا يؤمنون به أي داعش، واليوم الآخر بحيث يكونون هم براميله المتفجرة.. كم من البشر يقتل البرميل المتفجر مائة مائتان ألف، زعيم داعش قادر وهو يمسك لحيته القذرة برش ما ينوف عن هذا الرقم بواسطة براميله آنفة الذكر. السؤال المهم والساذج والغبي من يستطيع أن يقتل أكثر ؟؟؟ بشار بسلاحه البراميل المتفجرة، أم زعيم داعش بالرجال الذين يملكهم.. ليأتي الجواب،...
لم يكن محمد يوما فاتلا، ولاسفّاك دماء ولامجرما.. ولم يكن يأمر بما يأمر به أمراء الحرب في سورية اليوم من مجازر وأوامر قتل فيها من الإجرام واللاإنسانية الكثير معتمدين على دين من اختراعهم نسبوه إلى محمد زورا وهو لاعلاقة له بالإسلام ولا علاقة له بأي دين من الأديان سماويا كان أم غير سماوي. كان الاسلام دين مسامحة ودين العفو عند المقدرة، حتى لو في ذلك مخالفة لأوامر الله كما جاء بها محمد. فمحمد قرر العفو عن زانية، في مرة من المرات، ولكن الزانية أبت إلا أن ينفذ فيها محمد حكم الزناة وهو الرجم حتى الموت. ربما هناك من يقول أن...
زاوية إبداعات هذا الأسبوع ستخصص كالعادة للشعراء الشباب . ولكن الفكرة اليوم أن هؤلاء الشعراء ما عادوا شبابا بل أصبحوا على قمة الشعر العربي.. سنقوم باختيار قصائد من أولى ما نشر شعراء الخمسينات والستينات المحدثين في الشعر العربي. ربما تكون مقارنة بين ما يكتبه الشعراء الشباب اليوم، وبين ما كتبه من كانوا بالأمس شبابا. وربما تكون تأسيسا لدراسة تكشف عن تطور الشعر المعاصر. ولأن المساحة المخصصة للإبداعات تستوعب خمس قصائد في كل تحديث فسنختار اليوم خمس قصائد لكبار الشعراء المعاصرين في بداياتهم الأولى.. على أن يليها في التحديث القادم خمس قصائد أخرى. قد تتوقف التجربة هنا. وقد تفتح أفاقا لأفكار جديدة...
الدرس الذي لقنه بشار الأسد لوفد سوريا للمباحثات كان من جملة واحدة تقول كن وقحا وأزعر وافعل ماشئت. وفي شرح مسهب لهذا القول المأثور قال لهم على بوابة القصر الجمهوري: "علمني أبي رحمة الله عليه وآله أن الوقاحة أعيت من يداويها لذلك عليكم أن تكونوا وقحين يعني بالعامية "عينكم جئرة"، فلا تتركون لأحد مجالا ليقول لكم ماذا أنتم فاعلون. ويصير همهم أن تكفوا شرّكم عنهم. وكما تعلمون، فإن البريستيج مهم في المجتمع الدولي المخملي، ولن يواجه أحد وقاحتكم بوقاحة مثلها. على العكس ستسعدهم وقاحتكم لأنكم ستتلقون لوم اللائمين بينما تعبرون صراحة عما يريدون هم قوله مداورة." يصمت وينظر إليهم مبتسما ويقول:...
الإيمانُ المطلَقُ يُلغي الذَّهابَ بعيداً في التفكيرِ، ويَحُدُّ منهُ. فكلَّما فكَّرْتُ في بعضِ ما جاءَ في القرآنِ الكريمِ، كلَّما زادَ يقيني بأنَّنا بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى التَّعمُّقِ فيما جاءَ بهِ، والبحثُ والتمحيصُ في كلماتِهِ. وكلُّ مَنْ حاولَ تفسيرَ القرآنِ أوْ بعضِ آياتِهِ، بتفسيرٍ يختلفُ عنِ السَّائدِ، ويخرجُ عنْ أهلِ السنَّةِ، اعتُبِرَ كافراً، ومرتدَّاً، وعاقَّاً، وما إلى ذلكَ مِنْ صفاتٍ.!. مَنْ أولئكَ الَّذينَ خرجُوا عنِ الإجماعِ، وذهبُوا بتفكيرهِمْ مَذْهباً يختلفُ عنْ إجماعِ أهلِ السنَّةِ.؟. المتصوِّفةُ. وهؤلاءِ ذهبُوا بعيداً في إيمانِهِمْ، لمْ يكتفُوا بالإيمانِ الخارجيِّ، بلْ تعمَّقُوا في مدلولاتِ كلامِ اللهِ ومعانيهِ، وخرجُوا بأفكارٍ فيها الكثيرُ منَ المعاني الجديدةِ لفكرةِ اللهِ، ولكنَّ أهلَ السنَّةِ همَّشُوهُمْ،...
سورية ومع سيرها الحثيث نحو سنتها االثامنة لم تك ومنذ بداية الثورة سوى رقعة شطرنج ، يحرك بيادقها زعماء العالم كلاعبين في بطولة للشطرنج. يتنافسون على البطولة. حقق الفوز في السنة الأولى اللاعب السوفيتي، مدعوما بصديقيه الصيني الذي يمده بالدعم، ويختلي به بعد أحد الأشواط لينبهه على أخطائه بعد كل جولة يخسرها الروسي. الذي يجلس قبالته على رقعة الشطرنج السورية اللاعب الأمريكي الذي تعود الربح دائما، والذي لا يستمع إلى مشورة أحد من داعميه الكثر في العالم الغربي والعربي، فهو اللاعب الذي لم يهزم.. ولكنه يفاجأ بهزيمة نكراء على الرقعة السورية، وللمرة الأولى يتساوى اللاعبان.. ويصبح الروسي لاعبا مزعجا للأمريكي...