الفاتحة
قد تبدو العودة للحديث في العلاقة التي ربطت حافظ الأسد، ومن بعده بشار الأسد بالصهيونية العالمية، ومن ثم بدولة إسرائيل، والتي ذكرتها في أكثر من مرة في افتتاحياتي هنا، أمرا غير مبرر، ولكني أجده هنا مفتاحا هاما لما سيأتي. فتلك العلاقة، فتحت للنظام السوري عبر ما يزيد عن أربعين عاما، حماية عالمية ودعما كبيرا جعله يحول سورية إلى مزرعة خاصة، ينهب منها ما يشاء، ويقتل ن شعبها من يشاء، ويعتقل من معارضيه من يشاء دون أي محاسبة من أحد. فطالما هو ملتزم بحماية إسرائيل، وقد برهن أنه ملتزم بحمايتها في حرب ال73 التي لم تكن سوى مسرحية تشارك فيها مع...
لم يكن محمد يوما فاتلا، ولاسفّاك دماء ولامجرما.. ولم يكن يأمر بما يأمر به أمراء الحرب في سورية اليوم من مجازر وأوامر قتل فيها من الإجرام واللاإنسانية الكثير معتمدين على دين من اختراعهم نسبوه إلى محمد زورا وهو لاعلاقة له بالإسلام ولا علاقة له بأي دين من الأديان سماويا كان أم غير سماوي. كان الاسلام دين مسامحة ودين العفو عند المقدرة، حتى لو في ذلك مخالفة لأوامر الله كما جاء بها محمد. فمحمد قرر العفو عن زانية، في مرة من المرات، ولكن الزانية أبت إلا أن ينفذ فيها محمد حكم الزناة وهو الرجم حتى الموت. ربما هناك من يقول أن...
قامت الثورة السورية حين قامت من أجل المطالبة بالعدالة والديموقراطية وحق المواطنة. شرارة أنطلقت من حزن الناس ويأسهم وحجم القهر الذي تراكم خلال سني حكم دولة الأسد الأول والثاني. لم يكن في ذهن المتظاهرين السلميين حينها إسقاط النظام بل فقط إحقاق الحق والوصول بسورية لتكون دولة ديمقراطية يحكم فيها العدل. وتسود فيها الطمأنينة ويحاسب فيها لصوص القوت اليومي للشعب. وكانت الهتافات تعبر عن هذا التوجه: الشعب السوري مابينذل.. وسوريا بدها حرية... وواحد واحد واحد ..الشعب السوري واحد ...والذين قاموا بوجه الطاغية كانوا من أصحاب الدخل المحدود ومتوسطي الحالة الاجتماعية يقودهم مثقفون شعروا بأن الوقت قد حان للمطالبة بحقوقهم المشروعة. وجاء...
في مطلق الأحوال الحب هو بداية عمر، وبانتهائه يموت المحب، ليس في الحب بداية عمر أو منتصف عمر أو أرذل العمر، الحب بداية، بداية ليست كما الولادة الأولى، بداية حبلها السري من ياسمين ونرجس وبخور، والمياه المتدفقة من الرحم مالحة كما البحر يحضن عاشقين ، وكما ساقية صافية الماء يغتسلون بها من طهارتهم المستعارة، ليدخلوا عالم اللاطهارة، عالم فجور الحب ودنسه، هل الحب مدنس؟ الحب دنس الطهارة وطهارة الدنس . لا شيء يشبهه لا أحد قادر على توصيفه. هو المفاجئة، الدهشة، الوعي، اللاوعي، هو الكل والبعض، هو الجمع والطرح، هو القسمة والضرب، هو المستقبل الذي لا مستقبل دونه. والحب لا يأتي...
الحق أقول لكم.. لقد تعبت من الكتابة عن آل الأسد, سئمت من الكتابة عن خياناتهم وجرائمهم، و سفالاتهم... سئمت من كل ما يمت إليهم بصلة. قد تستغربون كلمة جرائم على حاكم حكم سورية ردحا طويلا من الزمن، حكمها بالحديد والنار وحاز على ألقاب لا يمكن حصرها من أمثال القائد البطل، الملهم، قائد المسيرة، محرر الجولان، وألقاب أخرى كثيرة لامجال لذكرها هنا فجميع السوريون يذكرونها بأسى بالغ وكراهية عميقة لهذا الرجل. سأكتفي اليوم بما سقته من صفات وهي كثيرة جدا لأدخل في الموضوع الأساسي لهذه الفاتحة والتي تحمل في طياتها الكثير من الأسئلة التي نحاول الإجابة عنها قدر ما نستطيع. وأولها من...
ترددت كثيرا على قاسيون علني ألتقى الله مرة أخرى، ولكن مكانه كان شاغرا في كل مرة، اصابني القلق، أهي مرة ولن تتكرر، لقائي مع الله.. جلوسي معه وجها لوجه، كصديقين قديمين. هل فعلت شئيا أزعجه، هل قلت كلمة لم تتناسب مع مقامه العالي، توجهت نجو السماء وصرخت أينك يا الله، أنا بحاجة لك... ولكن جوابا منه لم يأت.. في جعبتي الكثير من الأخبار عما يجري في الشام.. كل الشام.. عن الخيانات، عن القتل، عن الكراهية التي تتحكم بالجميع.. بالجميع دون استثناء.. وحتى أسليه كنت سأحدثه عنا يا حبيبتي أعرف أن الله يحب أن يسمعها.. فهو يحب الحياة ويحب الحرية ويكره...
السهرة الأولى في قاسيون كنا نجلس الله وأنا.. وأنت الغائبة الحاضرة كنا ندخن، ونتلمظ ونحن نسوق محاسنك ومواطن الجمال فيك فالله الذي صاغك بمتعة الخالق المبدع لم ينس تفصيلا صغيرا حتى خلق منك الأنثى الكاملة وتنازل لي عنك حين رأى بريق عيني.. وأنا أحدثه عنك.. وعن مواطن متعتك *** لماذا اخترت قاسيون لموعدنا يا الله سألت، وقد خطر لي السؤال فجأة قرقرت نارجيلته، قرقرة طويلة، طويلة أكثر من أن يقدر عليها بشري مثلنا، وكان الله شاردا يفكر ثم قال بصوت يكاد يسمع: أحب الشام.. نظرت نحوه كان بعيدا عني، ساهما، مفكرا.. تابع: أحب مشهد الشام من هنا، كثيرا ما أترك كرسيي في السماء لآتي إلى الشام، إلى هنا، في هذا الموقع بالذات أتفرج عليها، أراها كحواء مرتمية في حضن...
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان وتصح القصة في كل الأزمان.. أن بائعا جوالا كان يعيش في مدينة في أطراف العالم حيث يسيطر ساحر شرير على تلك المدينة وعلى كل المدن المحيطة بها.. وحتى البعيدة عنها. ساحر قوي ويملك من أدوات القتل والبطش والسحر ما يمكنه من السيطرة على العالم كله. وكان حكام تلك المدن التي تقع تحت سيطرة الساحر الشرير يأتمرون بأمره ولا يخالفون له طلبا ومن يفعل ينتهي أمره بالقتل أو بالإبعاد .. أو تحت التعذيب غير المشروط. حدث وبشكل لم يكن يتوقعه أحد أن هذا البائع الشاب أحرق نفسه احتجاجا على الفقر الذي يعيش هو وعائلته...
مفجوعا بما يجري من دمار لسورية.. بدأت أبحث عن أسباب منطقية لما يجري.. دققت، سألت، فتشت، نبشت دون أن أصل إلى نتيجة تعفي العالم بأسره مما يحصل.. البعض من هذا العالم مشغول بلقمة العيش التي يسرقها حكامه من فمه، وبعض آخر مشغول بحماية عائلته من الانجرار تحت إحدى ألوية العصابات التي قامت بالأساس لإجهاض الثورة بتخطيط مدبر من العالم بأسره لكي تفشل الثورة لأن نجاحها يعني زوال دولة إسرائيل ونهوض العرب مجددا لاستعادة أمجادهم الغالرة. لا أحد في العالم يقبل بتلك الفكرة حتى لو بقيت مجرد فكرة على الورق، بل يجب حرق تلك الورقة والخلاص منها نهائيا. والسبب واضح جدا فالغرب...
أما من أجلي، من أجل فرجي، من أجلي، الرابية المكومة عاليا، لي أنا العذراء، فمن يحرثه لي ؟ فرجي، الأرض المرويةـ من أجلي، لي أنا الملكة، من يضع الثور هناك. دوموزي تأتيه الحمية فيصرخ مجيبا: "أيتها السيدة الجليلة، الملك، سوف يحرثه لك، دموزي الملك، سوف يحرثه لك". فتصرخ إنانا منتشية " أحرث لي فرجي يا رجل قلبي " . صرخة جذلى ، تصرخ بها إنانا دون خجل أو مورابة ، تنادي دوموزي وتقول له تعال وأحرث فرجي يا رجل قلبي . في ذلك الزمان ، وذلك الزمان، رغم آلاف السنين التي تفصلنا عنه، مازال معاصرا، ومازال حقيقيا، ومازلنا نحتفل به نحن إلى اليوم دون أن يعرف جميعنا من أين...