الفاتحة
من يراقب ما يجري على الساحة السورية يدرك حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوري، ويدرك حجم المؤامرة التي تمارس ضده خوفا من تحوله إلى دولة ديمقراطية محاذية لدولة إسرائيل. فبدايات الثورة كانت تشي بثورة نظيفة مثقفة تريد الحصول على الحرية والوصول بسورية إلى أن تكون دولة ديمقراطية علمية مستقرة وحضارية، وهذا لا يتوافق بشكل من الأشكال مع مصالح الدولة الوحيدة التي تدعي الديمقراطية في المنطقة ألا وهي دولة إسرائيل. ووجود دولة ديمقراطية حقيقية على حدودها سيكشف زيف ديمقراطيتها بل وعنصريتها الواضحة. ما العمل إذن تساءل أصحاب القرار في إسرائيل والغرب كيف نوقف هذا المد الديمقراطي المخيف في المنطقة، كيف نمنع الوصول...
لم تكن سورية قبل ما سمي بالحركة التصحيحية دولة طائفية، في سوريتنا كان الحاكم المنتخب يعتبر انتخابه ثقة من الشعب به، وعليه بالتالي خدمة هذا الشعب، هذا يعني أن عليه، ولفترة زمنية حددها القانون لرئاسته أن يكون خادما لهذا الشعب، يخدمه ويؤمن له العيش الكريم وحين تنتهي ولايته ينسحب بمحبة إلى بيته ويعود مواطنا عاديا . قد يصبح معارضا إذا جاء الرئيس الجديد من حزب آخر.. ومواليا إذا كان من الحزب نفسه .. جاء عبد الناصر مع قيام الوحدة بين سورية ومصر لتعيش سورية ومنذ استقلالها فترة حكم دكتاتوري غير مسبوق وهذا كان سبب انهيار الوحدة...
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان وتصح الحكاية في كل الأزمان.. أن بائعا جوالا كان يعيش في مدينة في أطراف العالم حيث يسيطر ساحر شرير على تلك المدينة وعلى كل المدن المحيطة بها.. وحتى البعيدة عنها. وكان ساحرا قويا ويملك من أدوات القتل والبطش والسحر ما يمكنه من السيطرة على العالم كله. وكان حكام تلك المدن التي تقع تحت سيطرة الساحر الشرير يأتمرون بأمره ولا يخالفون له طلبا ومن يفعل ينتهي أمره بالقتل أو بالإبعاد .. أو تحت التعذيب غير المشروط. حدث وبشكل لم يكن يتوقعه أحد أن هذا البائع الشاب أحرق نفسه احتجاجا على الفقر الذي يعيش هو...
حين صرخت إنانا أحرث لي فرجي يا رجل قلبي .. هل كانت تهدف لإثارة الغرائز ??!!!! في اعتقادي أن المجتمع وضع قوانينه معتمدا كل في بلده على الدين الذي يتبع له .. وبالتالي في فترة ما كانت الكنيسة مسيطرة كان من المحظر الحديث في الجنس. بينما قبل الكنيسة بآلاف السنين صرخت عشتار .. أو إنانا .. أحرث لي فرجي .. ولهذا أيضا منعت الدول الإسلامية في وقت ما الحديث في الجنس بينما كان الحديث عنه يقوم به رجال دين محترمون ولهم مكانتهم في التاريخ .. من هنا يجب أن نكون حذرين جدا حين نتخذ موقفا من الأدب الإيروتيكي ونجرم أو ندين...
على عجل استداعني القدير لأعاليه، استغربت، لم يعتد أن يستدعيني إلى ملكوته، فما من بشر دخل بيته في الأعالي، ومسرعا توجهت إليه ممتطيا البراق الذي أرسله إليَّ.. دخلت بيته، دهشت من تواضعه الشديد، بيت عادي لا شيء يميزه سوى طاقة منيرة يتفرج منها على العالم، يجلس على كنبة عادية، وليس على عرش، لم يترك لي مجالا للكلام إذ بادرني قائلا: ـ أجلس هنا .. هنان بجانبي ارتبكت فكرسيه الإلهي مهيب أشعرني بقشعريرة وأنا أجلس قريبا منه، اعتاد أن يترك مسافة بيننا. قال ـ لست بقادر على رفع صوتي دخان وأبخرة حربكم السامة آذتني مستغربا قلت: ولكنك الله القدير؟ نعم أنا القدير الذي انتصر عليه الشرير.. كم...
المدينة .. بداية الكون وانطفاء الجنون .. أو هي امرأة مسكونة بالرغبات، أو مفجوعة بالذكريات أو ربما سرب فراشات ملونة محلقة فوق حقل من شقائق تتبدَّى، عبرَ الطَّريقِ القادمِ منَ البحرِ، مُعَلِّقةً حليَّها وأثوابَها على أعمدةِ إنارتِها الباهتةِ، سبعةُ أعمدةٍ بسبعِ قطعِ حليٍّ وثيابٍ .. معلنةً للقادمينَ إليالنعمان.. هي المدينة ندخلها: دمشق تتبدى عبر الطريق القادم من كل الاتجاهات..
هذهِ أنا، عاريةٌ منْ أثوابِ حشمتِي.. أنتظرُ وصولَكُمْ.
مفتوحةَ الذِّراعَيْنِ، تفوحُ منْ إبطَيْها رائحةُ الأعشابِ النَّديَّةِ، عاريةَ الصَّدرِ، ناعمةَ ملمسِ الجسدِ تحضنُ...
الظاهرة ليست بالجديدة، ولكنها تفشت في السنوات العشرالأخيرة وهي ظاهرة الحجاب، وتدخل الأهل لفرضه على بناتهن، وزوجاتهن، وأخواتهن، وكل من له معهن صلة قربى. والظاهرة يمكن أن نسميها العارية المحجبة. وقبل الحديث عن العارية المحجبة أقول أنه من المستغرب أن الله خلق حواء عارية فلم يريد فرض الحجاب عليها الآن ومنذ أيام النبي. حواء تلك التي قدرت في بداية وجود الإنسان على الأرض حسب الروايات السماوية على أن تقنع آدم بترك جنته بأن أغوته بأكل التفاحة التي منعه منها الله ، وأكل التفاحة رمز لممارسته الجنس معها بعد أن أغوته بسبلها المتعددة والكثيرة. حواء يومها كانت عارية، لا شيء يستر جمال أعضائها؛...
في مطلق الأحوال الحب هو بداية عمر، وبانتهائه يموت المحب، ليس في الحب بداية عمر أو منتصف عمر أو أرذل العمر، الحب بداية، بداية ليست كما الولادة الأولى، بداية حبلها السري من ياسمين ونرجس وبخور، والمياه المتدفقة من الرحم مالحة كما البحر يحضن عاشقين ، وكما ساقية صافية الماء يغتسلون بها من طهارتهم المستعارة، ليدخلوا عالم اللاطهارة، عالم فجور الحب ودنسه، هل الحب مدنس؟ الحب دنس الطهارة وطهارة الدنس . لا شيء يشبهه لا أحد قادر على توصيفه. هو المفاجئة، الدهشة، الوعي، اللاوعي، هو الكل والبعض، هو الجمع والطرح، هو القسمة والضرب، هو المستقبل الذي لا مستقبل دونه. والحب لا يأتي...
في العام 2006 أجتمعنا وبطلب مني مجموعة من الشباب المبدع والمثقف لتنفيذ حلم قديم لي.. ألا وهو مطبوعة تهتم بالمبدعين الشباب.. لن أسمي، ولكن أود أن أشير أننا كنا حينها متحمسين للابداع وللعمل الثقافي.. لم نفكر يوما واحدة أن تتحول جماعة ألف التي أصدرت هذا البيان إلى في معظمها إلى شبيحة عند نظام الأسد.. لن أسمي ولكن سأنشر ما حلمنا به.. وأترك محاسبة الذين تخلوا عن أحلامنا للتاريخ لا انتماء لنا إلاّ لهذه الألف "أ"، فالألف وحدها من الحروف تُشبه قاماتنا المنتصبة، في هذا الزمن المنحني والمقرفص كياء "ي"، في هذا المكان المستتب "بأنظمته" كمستنقع. وليستْ، ليست غايتنا الكتابة، إنما الخروج بالكتابة إلى فعل الحرّية،...
لستُ أدري منْ أينَ أبدأُ حينَ نختلي معاً، للمرَّةِ الأولى. وما أدراكِ ما المرَّةُ الأولى، فيها نولدُ منْ جديدٍ، فنبدأُ نشوتَنا البكرَ، ممتلئَيْنِ غبطةً طازجةً، وفرحاً ابتكرناهُ لتوِّنا، وقدْ مزجْنا ملامحَنا معَ طعمِ الملوحةِ الَّتي ننتظرُها، ملوحةٌ ليسَتْ كأيَّةِ ملوحةٍ، ونشوةٌ ليسَتْ كأيَّةِ نشوةٍ. منَ الحلمِ نبتكرُ ذاكرتَنا الجديدةَ، ومنْ نيلوفر يطفُو على ماءٍ يطفحُ منَّا، نبتدعُ متعتَنا الجامحةَ، تجتاحُنا رغباتُنا، ولهاثُنا يسبقُنا إلى الفراشِ؛ يا نبيَّةَ البراري، ومقدَّسةَ الكلامِ، هلْ آنَ أوانُ الالتحامِ.؟. لستُ أدري، ونحنُ في خلوتِنا الآنَ، مِنْ أينَ أبدأُ الكلامَ، وأيُّ كلامٍ يمكنُ أنْ يوفيَكِ طولَ انتظارِكِ، وأنتِ تحتضنينَ رائحتي بعدَ شبقٍ، أأبدأُ بلمسِ أهدابِ ثوبِكِ المنسدلِ على...