وفي هذا السياق، يذكّرنا دارّاس بأن بليك هو أول شاعر إنكليزي تجرّأ على مخالفة قواعد النظم. فإلى حانب تغييره الثابت للإيقاع والبيت الشعري، تعكس كتابته الشعرية غنى سلّمه العروضي الذي يتضمن البيت القصير والبيت الملحمي الطويل وتنويعات لا تحصى حول البيت الخماسي التفاعيل. وفي السياق ذاته، يشير دارّاس إلى أن بليك هو أيضاً أول مَن تجرّأ على التلاعب بصور التوراة وعلى منحنا نسخة فريدة من سفر التكوين. وبالتالي،
هنا يعمل النظام تحت ستار الرؤية السابقة التي تغطيها المقاومة على ضرب كل بعد مدني وسلمي في سوريا؛ إذ ثمة بديهيات يقفز فوقها الجميع: متى سمح النظام بالتظاهر لن يعود هناك حاجة للسلاح، ولن يعود بالإمكان استهداف المقاومة، فلم لم تدفع المقاومة بهذا الاتجاه بدل انضوائها تحت ستار النظام وروايته؟ لم قبلت الدخول في لعبة النظام بأن يجعلها ستاراً للاستبداد الذي يقتل السوريين، وهو الأمر الذي جعل منها شريكاً في القصير وحماية العتبات المقدّسة! الأمر الذي يجعل رؤية الحزب قاصرة وخاسرة حتى بالمعنى الاستراتيجي، فهو يُسهم بنفسه في تدمير فكرة المقاومة قبل أي شيء،
يتجاوز منزل عائلة أنتوني شديد الإطار المحلي ليتخذ طابعاً كوزموبوليتياً بحيث يقول: «يخبر المكان المبني على تلة، عن امور مشرقية وعن اسلوب الحياة ... وهو يذكر بحقبة ضائعة من الانفتاح، سبقت سقوط الأمبراطورية العثمانية، جالت فيها كل الأصناف عبر ديار يتشارك فيها الجميع. يقع المنزل في حي السراي، وهو حي يتساوى بأناقته مع اي حي آخر في المنطقة، جيب من حجارة الجير والقناطر المحددة والأسقف القرميدية.
القلعة التي تمنح كتابي عنوانه، اشارة الى الجنس في إطار الزواج، القلعة التي يصعب السيطرة عليها، وهي السياق الوحيد للنشاط الجنسي المقبول اجتماعيا. في حين ان المجتمعات في المنطقة بات تعترف أكثر بوجود ناس خارج هذه القلعة، وهؤلاء شباب غير قادرين ماديا على الزواج، وينبغي لهم الإنتظار تاليا الى آخر العشرينات للزواج أو ما يتعدى ذلك حتى، من مثل نساء ناجحات مهنيا لا يلائمن التوقعات الجندرية فلا يجدن زوجا،
إذاً، وكما نفهم هنا، تدور رواية «الليالي البيضاء» حول لقاء بين اثنين في زمن استثنائي ومكان استثنائي. ومن هنا، إذا كان دوستويفسكي قد وصف دائماً روايته هذه بأنها «رواية عاطفية» فإن النقاد آثروا أن يصفوها بأنها «فانتازيا رومانسية»، حتى وإن كانوا يُجمعون على أنها تشكل، في حقيقة الأمر، فصلاً من سيرة كاتبها الذاتية. سيرته حين كان في مطلع شبابه ووصل إلى تلك المدينة الغريبة عليه، ليعيش فيها سنوات طويلة من دون أصدقاء،
كان لابن تيمية فضل السبق في ميدان المنطق على المناطقة المحدثين والمعاصرين، أمثال جون ستيوارت مِل، وبرتراند رسل، وغيرهما، إذْ جاء قبل مفكري الغرب بما لا يقل عن ستمئة سنة؛ فنَقَدَ أرسطو ومنطقَه نقـداً علمياً قبـل علماء الغرب، واهتدائهم إلى المنطق الرياضي! فلقد أخذ ابن تيمية على القياس الأرسطي عـدم تساوي التنظير مع التطبيق، وهو الأمر نفسه الذي توصَّل إليه جوزيف (ph.h.w.b) المتوفَّى عام 1867، في كتابه (مقدمة للمنطق) عندما قال: «إنَّ تعريف القياس عند أرسطو أوسع من تطبيقه»!
وبالطبع فإن التبشير بذلك التلويح الذي قام به «الأتباع»، إن في الأردن أو في لبنان أو في دول عربية أخرى والذي لم يهز ولو شعرة واحدة لا في جسد إسرائيل ولا في رأسها، نيابة عن الرئيس السوري والقيادة السورية قد بقي مجرد تلويح؛ فالحجة بقيت هي هي والمبرر بقي هو نفسه، وهو أن الجيش العربي السوري يجري إعداده لهذه المهمة التاريخية، وأن عملية المقاومة ليست بسيطة، وأنها ليست فتح جبهة بالمعنى الجغرافي فقط.. إنها قضية عقائدية سياسية
فِكْرٌ يسأل، وفكر يُجِيب، هذه هي المسافة التي تفصل بين سياسة التدبير بالحُجَّة، وبالعقل، والمنطق، وسياسة التدبيربالتَّبَعِيَةِ، وبالنقل، أو بتَثْبِيت الثابت، وترسيخ الراسخ، أو تأبيده. وفي هذا الحَدِّ المِفْصَلِيِّ، حَدَثَ الخِلاف الجوهري، والأبَدِيّ، الذي أفْضَى إلى كل التَّوّتُّرات، والصراعات التي نَتَجَ عنها ما نعرفه من عُنْفٍ، ومن مُصادرة طرف لِحَقّ الطرف الآخر، في إبداء رأيه، وفي شَرْحِ أفكاره، وعَرْضِها، وهي بطبيعتها أفكار مبنية على السؤال،
ما أرغب في قوله هو أنه عندما نواجه حكم الحرافيش، يمكننا أن نتبين أن تطرفهم وطيشهم صفتان تقدمان فرصة ذهبية لإسرائيل وخصومهم. دعوني أعرض لكم مثالا أحدث. لقد قيل إن سعيد جليلي (المرشح الرئاسي الإيراني) يحظى بالدعم من الحرس الثوري وقوات الأمن وآية الله مصباح يزدي، والأهم أنه مدعوم من قبل آية الله خامنئي. وأشار جليلي مؤخرا إلى أنه يرغب في اقتلاع الشيوعية والليبرالية والعلمانية في العالم من جذورها!
يشير الكاتب راهيم حساوي إلى قضية مستعصية في رمزية المفتاح ،ليس في سياق المقابلات الحسية لحركة المفتاح والباب فحسب وإنما يشير إلى دلالة المفتاح كرمز شائك ومعقد ،ليضعنا في مفترق ملتبس ومتشعب يقدم فيها الرمز كحل لمشكلة قديمة ،دلالة المفتاح تقدم لنا سياقات شتى تتناول الأثر ،حالة الداخل الذي يستشعر القلق والأنين المنبعث عن الباب، يشير هنا إلى الأعماق المسوَّرة بأسرار مبهمة وعصية،