أراد الشعب بانتفاضته أن يفتح سورية على أفق الحريات والديموقراطية وتعايش الفئات والمذاهب، أما النظام فذهب في القمع الى حدٍّ شرع فيه خريطة البلاد أمام كل التمزقات الداخلية المحتملة وكل الانتدابات الخارجية المتوقعة. في العراق، ارتكب الأميركيون كل الخطايا المميتة، باستثناء أن يقودوا هم عملية التقسيم، وإن كانوا سهّلوا ما يعتبر ارهاصاً له بدعمهم استقلالية اقليم كردستان. لكن أكراد سورية يقولون ان واشنطن أوضحت باكراً جداً أنها لا تؤيد أي صيغة استقلالية لهم، .
وقد لفت انتباهي في كثير من ردود الأفعال التي رصدتها علو النبرة الانتقامية ذات الطابع الطائفي الصارخ والتي كانت سياسات الأسد هي المحرك الأكبر لها وهو ما سيحصده هو وعائلته وطائفته حنظلا طائفيا مقيتا. وسيكون على عقلاء سوريا وأصدقائها في المنطقة والعالم أن يتنبهوا لحجم هذا الخطر الطائفي المقبل وأن يحسبوا له حسابه قبل الفراغ من رحيل الأسد وإيقاف حمّام الدم الممنهج الذي لا يبدو أنّه في وارد التخلي عنه ما لم يتم إجباره على الرحيل بالقوة.يدير الجيش السوري الحرّ معركة كبرى في حلب وهي بالتأكيد معركة مختلفة عن معارك دمشق السابقة،
هكذا أصبح الآخر في مثل تلك المشاريع الكولونيالية (اللاهوتية السياسية) هو «الغريب» الذي لا ينتمي إلى عالم الـ «أنا» والـ«نحن»، إنه الآخر الذي يعني من ضمن ما يعنيه: «العدو».مؤخراً، أطلق كثير من مقربي جورج بوش، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية، على الحرب على الإرهاب اصطلاحَ «الحرب المقدسة». إننا نفهم لماذا أطلق بوش وصف «الصليبية» على حربه، لكونها استكمالاً للحروب المقدسة القروسطية، إ
تظهر إيران عزماً متجدداً متشدداً في حماية النظام إلى درجة أن تعلن أن حلفاء النظام (تعني نفسها ووكيلها اللبناني على الأرجح) لن يسمحوا بسقوطه. ومثلها في العزم روسيا.من المؤشرات المشؤومة أيضاً معلومات متواترة عن محاولة النظام تسليح مسيحيين وزجهم في حربه، وهو ما يبدو أنه يتسبب في انقسام الوسط المسيحي، وقد يتسبب في انفضاض أكثرية المسيحيين عن النظام. وهناك أيضاً معلومات عن تسليح قرى علوية، وهو ما يحتمل أن يواجه بمقاومة متصاعدة أيضاً، بخاصة حين يعم اليقين بقرب سقوط النظام.كل هذه الملامح والتطورات تعطي انطباعاً بأجواء النهاية
ويرى طه حسين أن الكتب السماوية جاءت للبشرية جميعاً، فليست التوراة قاصرة على اليهود، ولا الإنجيل على النصارى، ولا القرآن على المسلمين «وإنما هي كتب دين من ناحية، ومظاهر للأدب والفن والبيان من ناحية أخرى، فهي من ناحيتها الدينية من قسمة اليهود والنصارى والمسلمين، وهي من ناحيتها الفنية متاع للإنسانية كلها، وما رأيك في هذه البيع والكنائس والمساجد والمعابد التي أتقن الفنيون إقامتها وتنسيقها وجعلوها آيات فنية في العمارة والنقش والتصوير؟
حوار مع أتيان كلاين Etienne Klein
لا تزال طريقتنا في النظر إلى "الانفجار الأعظم" مرتكزة على العرض الذي قدمت به في سنوات 1950: لا زلنا مستمرّين في الحديث عن "البينغ بونغ" كأنه يتزامن مع أصل كلّ ما هو موجود، كما لو كان التجسيد الفيزيائي لخلق العالم. ومن جهة أخرى، كثيرا ما نسمع من يقول أنّ قبل ذاك الانفجار لم يكن يوجد شيء، لا الفضاء ولا الزمن ولا المادة ولا الطاقة. وهكذا يحدث مزج بين البينغ بونغ وفكرة الخلق كما نقلتها ثقافتنا عبر القرون.
في ظل محاولة تجسير الفجوة بين المفكرين والشعب، والتي عمقتها أساليب الحكم الاستبدادية والتي مارست القمع الممنهج والتهميش والإقصاء، إضافة إلى الحواجز المجتمعية والدينية التي أبعدت المفكرين النقديين عن التأثير في المجال العام، يجتاز المنطقة العربي موجات من الاحتجاجات الشعبية التي تسعى إلى تغيير في المعادلة السائدة منذ عقود والمتمثلة بالقبول والرضا والخضوع أمام طغيان واستبداد حكومات وحكّام تحار الأدبيات السياسية بتعريفها الدقيق، فمن حكم شمولي إلى الدولة البوليسية إلى الأمنوقراطية إلى الديكتاتورية
بل ذلك كان الرئيس يصف ما يحدث بأنه مجرد ممارسات مندسين خارجين على القانون، لكن الجيش بمدرعاته ودباباته وطائراته وقناصته وشبيحته نزل إلى المعركة. أرقام القتلى وصلت إلى خانة عشرات الآلاف. لم يعد من الممكن إنكار ما يحصل. اعترف الرئيس أخيراً، لكن جاء اعترافه ناقصاً ومعكوساً. ما يحصل هو ثورة شعبية، والحرب التي يتحدث عنها الرئيس هي حرب النظام على هذا الشعب.في حديثه لصحيفة «جمهورييت» التركية قال الرئيس أشياء كان يتهرب منها.
وقفت المغنية صباح على مسرح سينما الدنيا في مدينة حماة السورية وقالت: «وداعاً يا أهل حماة»، كان ذلك في 1954 عندما أقدمت مجموعة من الاخوان المسلمين السوريين على تفجير قنبلة على مدخل تلك السينما لمنع صباح من الغناء في «المدينة المؤمنة». ويقول عداب الحمش، وهو اخواني سابق لم يشارك في زرع القنبلة بسبب صغر سنه آنذاك: «منذ ذلك التاريخ وحتى وصول حافظ الأسد الى السلطة لم تشهد حماة حفلة غناء واحدة».لا تُلخص هذه الحادثة موقع حركة الاخوان سواء في سورية عموماً أو في حماة،
مثل تحذير واشنطن وباريس ولندن بعد موسكو من ان تسليح المعارضة من شأنه ان يؤدي الى حرب أهلية، ثم التصريحات المتكررة بعدم وجود نيات للتدخل العسكري في سورية. لكن المهم أن الموقف الجديد لهؤلاء الموالين، وإن لا يزال ضعيفاً وخجولاً، يزيد ضعف النظام السوري ويحرجه أكثر، فهو غير قادر على رفض مبادرات لحلفائه ومحاربة بعض أنصاره لانحيازهم اليها، في الوقت الذي يدرك أن السير على طريق الحل السياسي سيضعه في موقع لا يحسد عليه،