من خلال استعرضنا لهذه الآيات نرى أنها نزلت في الفترة المدنية بعد تأسيس الدولة المتمكنة التي يحكمها الرسول وهو يملك كامل القادرة على إنفاذ حكم الله, أي أن مسألة تطبيق الأحكام مرتبطة بالحكم والحاكم . فإذا عدنا إلى الفترة المكية المشابه لواقعنا الحالي لم يكن هناك أحكام،فالأحكام بحاجة لدولة والدولة بحاجة للسيادة الكاملة،وعند توفر هذان الشرطان يُنصب الخليفة الذي سوف يحكم بكتاب الله .
بدأت بكتابة هذا الكتاب بعد سقوط الموصل وقرب سقوط الرقة بيد التحالف وهزيمة دولة داعش , دولة البغدادي , دول الخلافة الإسلامية المزعومة , وفصول هذا الكتاب مأخوذة من كتاب أشمل سأقوم بنشره قريبا بشكل رقمي أيضا بعد هذا الكتاب بعنوان:
( الإصلاح الديني وإسلام القرآن والدولة المدنية )
بعد سيطرة داعش على أجزاء واسعة من العراق وسورية وإعلانه الخلافة الإسلامية
شهرزاد تفقد عقلها في الغرب
نال الاوروبيون السبق بترجمة الف ليلة وليلة سنة 1704 ، وصدرت النسخة الاولى في القاهرة سنة 1934. كانت النخبة ترفض نشر الحكايات لانها تعبر عن انشغالات ورأي الجماهير الشعبية في نظر البعض، ولانها تصور النساء أمهر من الرجال في نظر البعض الآخر.
جردت شهرزاد من ذكائها حين غادرت الشرق وعبرت الحدود الى الغرب. لم يأبه الغربيون إلا بمشاهد المغامرة والغرام والزينة ولغة الجسد. استبعدوا لفظة
وجرح اللسان كجرح اليد. ومع ذلك كله فلا ينبغي للشاعر أن يكون شرساً، ولا حرجاً عريضاً؛ لما يدل به من طول لسانه وتوقف الناس عن مخاشنته.
فهذا الفرزدق كان شاعر زمانه ورئيس قومه، لم يكن في جيله أطرف منه نادرة، ولا أغرب مدحاً، ولا أسرع جواباً: اجتاز بنسوة وهو على بغلة فهمزها فحبقت، فتضاحكن، وكان عريضاً، فقال: ما يضحككن وما حملتني أنثى قط إلا فعلت مثل هذا؟ قالت إحداهن: فما صنعت التي حملتك تسعة أشهر؟ .
ومن ههنا عظم الشعر، وتهيب أهله، خوفاً من بيت سائر تحدى به الإبل، أو لفظة شاردة يضرب بها المثل، ورجاء في مثل ذلك؛ فقد رفع كثيراً من الناس ما قيل فيهم من الشعر بعد الخمول والإطراح، حتى افتخروا بما كانوا يعيرون به ووضع جماعة من أهل السوابق والأقدار الشريفة حتى عيروا بما كانوا يفتخرون به.
فمن رفعه ما قيل فيه من الشعر بعد الخمول الملحق، وذلك أن الأعشى قدم مكة وتسامح الناس به، وكانت للمحلق امرأة عاقلة وقيل:
أمن طيف سلمى الدمائث ... أرقت، أوامر في العشيرة حادث؟؟
ترى من لؤي فرقة لا يصدها ... عن الكفر تذكير ولا بعث باعث
رسول أتاهم صادق فتكذبوا ... عليه، وقالوا: لست فينا بماكث
إذا ما دعوناهم إلى الحق أدبروا ... وهروا هرير المجحرات اللواهث
فكم قد متتنا فيهم بقرابة ... وترك التقى شيء لهم غير كارث
فإن يرجعوا عن كفرهم وعقوقهم ... فما طيبات الحل مثل الخبائث
وإن يركبوا طغيانهم وضلالهم ... فليس عذاب الله عنهم بلابث
وكان أبو سفيان بن العلاء ناسبا وكلاهما كناهما أسماؤهما وكذلك أبو عمرو بن لبيد و أبوسفيان بن العلاء بن لبيد التغلبي خليفة عيسى ابن شبيب المازني على شرط البصرة
وكان عقيل بن أبي طالب ناسبا عالما بالامهات بين اللسان شديد الجواب لا يقوم له احد
وكان ابو الجهم بن حذيفة العدوي ناسبا شديد العارضة كثير الذكر للامهات بالمثالب
ورؤساء النسابين دغفل بن حنظلة احد بني عمرو بن شيبان لم يدرك الناس مثله لسانا وعلما وحفظا
ومن هذه الطبقة زيد بن الكيس النمري ومن نسابي كلب محمد
( تشادق حتى مال بالقول شدقه ..وكل خطيب لا أبالك أشدق )
وكان معاوية قد دعا به غلمة من قريش فلما استنطقه قال ان اول كل مركب صعب وان مع اليوم غدا وقال له الى من أوصى بك أبوك قال ان أبي أوصى الي ولم يوص بي قال وبأي شيء أوصاك قال بان لا يفقد اخوانه منه الا شخصه فقال معاوية عند ذلك ان ابن سعيد هذا لأشدق فهذا يدل عنهم على انه سمي بالاشدق لمكان التشادق
ثم كان بعد عمرو بن سعيد سعيد بن عمرو بن سعيد وكان ناسبا خطيبا وأعظم الناس كبرا وقيل له عند الموت ان المريض ليستريح الى الانين والى ان يصف ما به الى الطبيب فقال
قال الشاعر
( اذا ما كنت متخذا خليلا ... فلا تثقن بكل أخي إخاء )
( فان خيرت بينهم فألصق ... بأهل العقل منهم والحياء )
( فان العقل ليس له إذا ما ... تفاضلت الفضائل من كفاء )
( فان النوك للأحساب غول ... وأهون دائه داء العياء )
( ومن ترك العواقب مهملات ... فأيسر سعيه سعي العناء )
( فلا تثقن بالنوكى لشيء ... ولو كانوا بني ماء السماء )
( فليسوا قابلي أدب فدعهم ... وكن من ذاك منقطع الرجاء )
وقال الآخر في التضييع والنوك
( فعش في حد أنوك ساعدته ... مقادير يخالفها الصواب )
( ذهاب المال في حمد وأجر ... ذهاب لا يقال له ذهاب )
( فأرد ما يكون إن ... لم يكن ما تريده )
وقيل لأعرابي في شكاته كيف تجدك قال أجد ما لا أشتهي وأشتهي ما لا أجد وأنا في زمان من جاد لم يجد ومن وجد لم يجد وقال بعض النساك أنا لما لا أرجو أرجى مني لما أرجو وقال بعضهم أعجب من العجب ترك التعجب من العجب وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله لعبد بني مخزوم أني أخاف الله فيما تقلدت قال لست أخاف عليك ان تخاف وإنما أخاف عليك أن لا تخاف وقال الاحنف لمعاوية أخافك إن صدقتك وأخاف الله إن كذبتك وقال رجل من النساك لصاحب له وهو ي