Alef Logo
مقالات ألف
              

سبعة دروس مجانية في النكد بدون معلم

حربي محسن عبدالله

خاص ألف

2013-06-01

مهداة إلى روح الراحل "أميل حبيبي".

لكي ننتصر على البؤس, علينا مواجهته بكل ما أوتينا من قوة ومن رباطة الجأش لكي لا أقول رباط الخيل ويفهمني الجاهل عل الطريقة السلفية, ويُساء فهم مقصدي ومرمامي. أقول بعد هذه المقدمة, إن لـ "سعيد أبي النحس المتشائل" للمرحوم بإذن الله "أميل حبيبي" الفضل الكبير عليّ لأن أُدخل الآخرين بهذه الدروس المجانية.

الدرس الأول "لا تؤجل تعاسة اليوم إلى الغد" فلكل يوم تعاسته, ولكي تحافظ على الأخيرة عليك أن ترفع راية الشك الديكارتي لكن ليس بالعلم والجدل والمفاهيم بل بالعلاقات الإنسانية عموماً وبالعاطفية على وجه الخصوص. يعني أن تشك بمن حولك فليس هناك أي داع للثقة الزائدة. وكما يقول الحديث الشريف "إذا ساء الزمان فسوء الظن من الفطن".

الدرس الثاني: " دع الحياة وابدأ بالقلق" فكل ما حولنا يدعو للقلق, من الحروب الأهلية إلى القيادات التاريخية إلى الصحوات الإسلامية التي تحولت إلى إيقاظ للفتن, التي قال عنها خاتم الأنبياء "الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها", إلى الأحزاب وتوجهاتها الطائفية, التي أعادت شيوعيين سابقين ويساريين وتقدميين إلى أحضان طوائفهم بعد مسيرة نضالية حافلة بالإدعاء المزيف بالنضال من أجل الحرية والمساواة. فصار التيار الصدري وجبهة النصرة, على سبيل المثال لا الحصر, أعلى مراحل الاشتراكية العلمية. إلى التمزق الذي تعيشه شعوبنا بين أنظمة استبدادية وبدائل أفضع استبداداً وتخلفاً. إلى الأوضاع المعيشية والقتل الذي يرتكب باسماء الدين والعرق والفرقة الناجية, إلى صراع الإرادات الداعية لنبذ التعايش بالتراضي والدعوة لفتح ملفات داحس والغبراء والحروب الأهلية والمجازر السابقة. لكي يقتص علي من عمر وزيد من سراقة.

الدرس الثالث: "هناك دائماً يأس مع الحياة" فعليك اغتنام اليأس والدخول إلى سوق تجارته من أوسع أبوابها. فأن تجعل من إنسان ما يائساً. يعني أنك تستطيع استثماره وتوجيهه الوجهة التي تريد. بما فيها التطوع في الأعمال الانتحارية. بتعبير آخر ترسله "إلى جنة القرود" بأسرع وقت ممكن, تلك الجنة التي يحلم بها المتصحّرون قلباً وقالباً.

الدرس الرابع: "ومن العلم ما قتل". فعليك بالجهل, إنعم به صاحباً وخديناً, ثم الاسترخاء الدائم, ليس للعضلات فقط بل للمخ والقلب والعواطف, "فرب نافعة ضارة" ثم إن تعلم اطلاق النار لا يحتاج إلى علماء أو فنانين أو أدباء بل إلى أصابع مستهترة بالحياة تضغط على الزناد فتعجّل بالضحية إلى النار أو الجنة. أما الجاني فأنه مجتهد, رغم أن عقله في إجازة طويلة, والمجتهد كما هو معروف يصيب ويخطأ فإن أصاب في قتلنا فله حسنتان وإن أخطأ فحسنة واحدة, "والله ولي التوفيق".

الدرس الخامس: ليكن مثلك الأعلى وقولك المأثور الذي تردده بمناسبة وبدون مناسبة, ما كتبه دانتي على بوابة الجحيم (لا أمل لكم أيها الداخلون إلى هنا) وبإمكانك أن تحوله إلى (لا أمل لكم في الحرية والديمقراطية والعلمانية أيها الداخلون إلى هذه الصحراء الممتدة دينياً وطائفياً). لأن الحياة هنا تحولتْ إلى جحيم بسبب الأهوال التي تجري على الناس حتى صدق القول المأثور "باطن الأرض خير لكم من ظاهرها". رغم إني أظن "وليس كل الظن إثم" أن قائله خبير نفطي له علاقة بـ "أوبك" وأستثني هنا الخبراء الفنزوليين بالطبع!! . وليس ولياً أو مستشرفاً للغيب.

الدرس السادس: "كن في الإعلام ومتابعة القنوات الفضائية كإبن لبون لا ظهر فيُركبْ ولا ضرع فيُحلب". ثم, قل لي أي قناة تتابع أقول لك من أنتْ. إياك إياك أن تكون من جماهير القنوات الموسيقية. فهل رأيتْ أو سمعتْ عن موسيقي فخخ نفسه وانتحر بالآخرين. فأين "الأكشن" في الأهتمام في الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز وموسيقى الشعوب شرقية كانت أو غربية ؟!! فالمهتم بالشأن الموسيقي بالضرورة لا يهتم لشؤون الأمة "القطيعية" التي تتابع بشغف مسلسلات لا تنتهي أحداثها ولا يموت أبطالها لأن مؤلفها أو كاتب السيناريو والحوار لا بد وأن يكون سابقاً "معلم اسمنت" فاشل لا يستطيع أن يلصق طينته بالحائط.

الدرس السابع: "تعلّم النفاق واعمل به" ولا تنسى أهمية المنافقين التي أفرد لها القرآن سورة كاملة, فهم في كل زمان ومكان. ولكي تلقي المزيد من ضوء الاكتشاف على النفاق وأهله عليك أن تسير بتمهل بين طريق أشواكهم, و كما قال الخليفة المنصور في المعتزلي يوماً:

كلهم يمشي رويد

كلهم طالب صيد

إلا عمر بن عبيد

ثم عليك أن تسير عبر فهم وتفكيك وتركيب وإعادة بناء الأبيات التالية التي قالها الشاعر البغدادي حافظ جميل متهكماً.

تعلّم كيف تنحدرُ النفوسُ وتلثمُ موطىء القدم الرؤوسُ

ونافق لا يفُتكَ عزيز قدرٍ تجامله ولا رذلٌ خسيسُ

فحالات النفاقِ لديك شتى فلا يندى محيّاك اليبيـسُ















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

منْ يُخرج الناس من دين الله أفواجاً؟ بقلم:

21-تشرين الثاني-2013

الحقائق ثوابت أم متغيرات؟

16-تشرين الثاني-2013

عندما يتحول اللونُ إلى إله "كهوف هايدراهوداهوس"

05-تشرين الثاني-2013

أخطاء إملائية

26-تشرين الأول-2013

هل أصبح الكذب ملح الحياة؟

15-تشرين الأول-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow