Alef Logo
مقالات ألف
              

منْ يُخرج الناس من دين الله أفواجاً؟ بقلم:

حربي محسن عبدالله

خاص ألف

2013-11-21

أيها الأسوَد يامن ليس لك طول موجي, يامن لستْ بلون, لماذا صبغتْ أيامنا بلون الليل البهيم؟ أيها الداخلون أفواجاً تحت الرايات المكللة بالسواد التي رُفعتْ على رؤوس العباد وصبتْ نارها على رؤوس الأشهاد, على حين غرة, صفويون كنتم أم وهابيون, دونكم صحراء العربان ومواطن البوم والغربان فهي من يوصلكم إلى جنتكم أسرع وهي لصورة جحيكم أصدق, فلما لا ترحلون للجهاد والاقتتال فيما بينكم وطلب الجنة بالشهادة هناك. حيث مرابع القبائل والأعراب وأطلال داعش أو داحس والغبراء وعطش الطف الى الماء. هناك حيث يتماهى المرء منكم مع ذاته الصحراوية الجافة فينتقم من غريمه تحت أنظار السماء. دعوا العراق لأهل الشقاق والوفاق والشام لهواءها العليل ولغوطتها التي تصحّرتْ بفضلكم ولبنان لضيعه وألوانه وسيّاحه. غادروا جبال الكروم غادروا جنان الله على الأرض, غادروا بلادنا نحو أسلافكم من قاطعي الرؤوس طلباً للرفعة في جنة البدو. بجنونكم الطائفي أدخلتم راء الرب إلى قلب الحب فترملتْ فينوس بالحرب. كان الرب أقرب إلينا من حبل الوريد, فصار سيفه بأيديكم يقطعنا من الوريد إلى الوريد, ويساوي بين الشيخ والوليد. تكفيراً وحقداً ويا "لثارات الحسين", ممن تأثرون يامن ستُخرجون الناس من دين الله أفواجاً بعقائدكم المريضة وطقوسكم المسرطنة وبغض بعضكم لبعض حد التقطيع والتفتيت والحرق والإبادة. كيف يصدّقكم من له ذرة من عقل أو قلب أو وجدان وهو يرى بأم عينه وجوهكم التي تتقطر سمّاً زعافاً وأنتم تتحدثون عن أنهار عسل جنتكم, بأنكم من يحمل دعوة السلام والرحمة للعالمين. يامن غاب عن وجوهكم نور الله أيها العبيد, ذلك النور الذي يُظهره "سبحانه" هالة تشع قداسة وجلالاً حول طلاب الحقيقة من "عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما". أولئك الذين يسعون لراحة الخلق طلباً لرضى الخالق وينظروا كيف كانت العاقبة للسابقين من أوابدهم وأطلالهم التي تحطمونها جهالةً وحماقة.

غاب عقلكم منذ زمن بعيد لصالح النقل, وتحولتْ ذاكرتكم مجرد أرشيف يغطيه غبار البلادة والتكرار الذي لا يعلّم الحمار, ودخلتم نفق الطائفية التي هي انتماء قبلي عصبي وليس ولاءاً دينياً, وانشقّ جمع قطيعكم إلى متطرف متشدد- وطائفي يبكي شهداءه إلى الأبد. كانت الحياة هبة من الوهّاب الذي قال في حديثٍ قدسي "كنتُ كنزاً مخفياً فأحببتُ أن أُعرف فخلقتُ الخلق". فأصبحتْ على أيديكم -أشلّها الله- ورطة دخلناها مرغمين ولبسنا ثوبها مجبرين لا مخيّرين. ومنشدنا يردد مقهوراً "ونهيتَ عن قتل النفوس تعمداً... وبعثتَ أنتَ لقتلها ملكينِ... ووعدتها من بعد ذلك محشراً... ما كان أغناها عن الحالينِ". ضاعتْ المعاني وراء المباني المزيّفة, التي لا تحوي بين جنباتها سوى سذاجة الأفكار الخاوية لعقول مقفرة. فكان جنونكم هو الصوت والصورة, هو القول والفعل وتحولتْ الأحقاد إلى زاد واتسع الشر بأفعالكم من ساقية إلى بحر, وأمستْ مرابع الصبا "كتلٌ من الترب المهين بخربةٍ ...سكر الذبابُ بها فراح يعربدُ". كان الحسين ألحاناً سماويةً ترددها حناجر الثائرين على الظلم. صارتْ ذكراه أياماً عصيبةً على المُحب المغالي وعلى المبغض القالي على حدٍ سواء. يقتل الآخر الأول دفاعاً عن بيضة الاسلام وراية التوحيد وحرباً على البدعة ويستصرخ الأول الله وثاراته, فيثأر من الجميع. سواد هنا سواد هناك, تتحول معه الحياة إلى عبء والصبر على بلواها بلوى أخرى. كان الحسين عِبرة ودروس فحوّلُه التشيّع الصفوي إلى عَبرة وطقوس. فتحول شعار "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء" من دعوة لمقارعة الظلم والوقوف بوجه الظالم إلى بكاء وعويل دائم. ولا أدري منْ المفروض أن يبكي على منْ؟. السعيد وهو شهيد بل سيد شهداء أهل الجنة على التعيس المنكود الغارق في مياه الأمطار والمجاري الطافحة أم العكس؟ لماذا تلطم الصدر على الحسين وهو في الجنة بضيافة مليك مقتدر, له ملك السموات والأرض ولا يُظلم عنده أحدا. أليس الأولى بك أن تلطم على نفسك وعلى البؤس الذي جرّته عليك العمائم المتاجرة بالحسين وأنت تعطيها صوتك في الانتخابات لتنجحها في دنياها ولدنياها وتذهب أنت أدراج الرياح والمفخخات والقتل العبثي وغضب السيول التي تغرق بيتك والأوحال التي تغمر دربك أينما ذهبتْ؟. وأنتم يامن وضعتم أنفسكم بمنزلة المفتي والقاضي والمحامي والجلاد وأدعيتم بأنكم يد الله -جلّ وعلى عن ترهاتكم- على عباده, أسائلكم هل تُنقص من ملك الله معصية أم هل تُزيد من ملكوته طاعة, وهو الغني عن العالمين؟ أم إن وهابيتكم البترودولارية ملكية أكثر من الملك؟

اللهم قد بلّغتْ اللهم فاشهد....


تعليق



صفاء الزفتاوي

2013-11-22

قصيدة ( الحب والألم)تعليقًا على قصيدة الشاعرة الصديقة – ( ربا شعبان)- ولكل شاعر قال كلمة طيبة (كلمة حق)___________________________________________________________الحب والشعر والإحساس والقلم... والألم... فيض من مشاعرنا... وشاعرنا... وشاعرنا تألق يوم أن قال... وقال اليوم أشعارا... ترف بطرفها المكسور من عل... تزف إلينا أفراحا بنشوته... بصحبته... وتنزف من مآقي القلب أزهارا. .. لعلها يوما تلامس كف أحرار فتلقفها، وتصنع من بتلات الفؤاد دواءنا المسحور. .. فتسقينا وتشفي كلمنا الغائر في مدى الأرواح... وترقينا فنسمو فوق كوننا المنظور... نخرج من دوائره. .. ونربو فوق رابية الربا. .. وربا شعبان تصحبنا... تغرد ... تبكي وتضحك... تبكينا وتضحكنا... ونحن نطوف في ملكوت كوننا الفعلي. .. بعيدا عن سفسطات القوم تصدعنا وتلهينا... بعيدا عن سخافات الرويبضة الذي تكاثر كالبغاث بأرضنا ... فعاث الفقر في الأرواح. .. وصار القزم عملاقا. .. مللنا... مللنا من دموع ذرفناها بلا ثمن... مللنا من ابتسامات نوزعها... وهي غالية... على من يلوك لحومنا كورده اليومي بلا كلل... مللنا من عروبتنا وأمجاد زعمناها. ... وهي غائبة في صفحة التاريخ كالوثن... فهل نؤمن... فهل نؤمن بأننا جيل من الأخطاء. ..نعترف.ونغترف من استغفارنا نتلوه ليل نهار. . لعلنا يوما نجد السبيل لباب غرفتنا المحجوزة في أعالى جنان رحمان السموات... فتصحبنا ربا شعبان تسقينا من عباب الحب والروح والريحان يلفنا تحت ظل العرش نبتسم. .. ونبتهل وتسبح أرواحنا جزلة... وتغترف من رضا الرحمن ترتشف من نور الحبيب الأعظم العلوي ترتسم على الشفاه علامات الفرحة الكبرى أن قد وصلنا... فيا طائري المكسور جناحه فلتستريح الآن.. قد آن لنا أن تجبر كل أجنحة كسرناها وكسرتنا ... ولنتلوا حكايتنا من ها هنا... تحت ظل العرش موطننا... ولن نقبل بديلا عنه موئلنا... فيا شاعرا تبكي على الأطلال ليست منازل العشاق في دار الفنا وطنا... فقم وانفض غبار سرابك المصنوع من عدم ... توضأ باسمك اللهم ... واقرأ تبارك الذي أسرى... واترك المخدوع والخداع يلهون بلعبتهم... تعال الآن واسبح... وقل سبحان من سواك من عدم وأسجد لك الملك.. والملكوت سخره. فيا أنت.. هل تدرك لما أنت؟ وهذا سؤالك المفتوح لا مفتاح لا قفل.. فأنت القفل والمفتاح والمزلاج والباب والبواب والحرس .. فانظر بعين القلب تنفذ. .. انفذ. .. انفذ واخرج من ثقبك الدودي وانفذ.. هداك الله أتعبت الفؤاد يا إنسان لا يعلم... فاعلم... اعلم... اعلم... هداك الله وتعلم. صفاء الزفتاوي 19-11-2013

رياض الفؤاد

2013-11-23

حربي انا فخور بك انت تترجم الوجع وتنسجه كلمات وتشخص الخلل والشلل الذي اصابنا ونحن لاذنب لنا و تمنياتي ايها العملاق بالتوفيق

محمد السبيعي

2013-11-23

كلمات قوية لدرجة أن عيوني لم تطرف ،شكرا على كلماتك التي تحمل في طياتها نور، واتمنى من كل قلبي أن يهاجر جميع المتشددين إلى الصحراء 'هناك يصفون حساباتهم تحت السماء ويتركون العالم بأسره، لأن وجودهم في مكان ما يعني تصحر أو قل قضاء على حياة بأسرها محمد السبيعي

كريم طه

2013-11-24

لم تأخذ من اسمك نصيبه حتى وانت تجابه ماتمقته دوما فجادلتهم بالتي هي احسن فقد بلغت ببلاغتك وليشهد من كانت شاهدة قبره قيد الانتظار.

أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

منْ يُخرج الناس من دين الله أفواجاً؟ بقلم:

21-تشرين الثاني-2013

الحقائق ثوابت أم متغيرات؟

16-تشرين الثاني-2013

عندما يتحول اللونُ إلى إله "كهوف هايدراهوداهوس"

05-تشرين الثاني-2013

أخطاء إملائية

26-تشرين الأول-2013

هل أصبح الكذب ملح الحياة؟

15-تشرين الأول-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow