قهوةُ آخر الليل

----------------

ليلٌ، ووحدَكَ، والشتاءْ

قاسٍ، فلا تبدِ الأسى،

وانهضْ وحضِّرْ قهوةً للأصدقاءْ

البيتُ محتشِدٌ بأوجه من فقدتَ

كما ترى، همْ صامتون، وأنت توحشُهم إذا أيضًا صمتَّ

اقرأْ عليهم بعضَ شعرٍ في غيابهمُ كتبتَ

فبعضهمْ طُوِيَتْ لهم أرضٌ لكي يأتوا إليكَ،

وبعضُهم طُوِيَتْ سماءْ.

عطش

---------

هو لم تغادرْه الحبيبةُ

كل ما في الأمر أن الأمرَ صار أشفَّ أعماقًا وأنقى

كانوا إذا ما مرّ قالوا عنه: يَسقي الوردَ

صار يُقالُ: هذا الوردُ يُسقى.

أقصى الشوق

----------------

- هل تعرفُ يا ولدي أقصى الشوقْ؟

- أقصاهُ أنْ أشتاقَ إليكْ

- لا... (دمعتْ عينُ الشيخِ) ستعرفُهُ في ما بعدْ

سوف يغادرُ من أحببتَ، وسوف تغادرُ أنتَ،

وسوف تفتِّشُ عنهم حين تُفتِّشُ عنكَ،

فلا تلقاكَ،

وتعرفُ أقصى الشوقِ،

فأقصاه أنْ تشتاق إليكْ!

رفيف

--------

تمرّين بالقلب مـرّ الطيورِ تـذكِّـرُهُ: أنـتَ كنـتَ سـماءْ!

وكنّـا نهـاجـرُ منـكَ إلـيكَ رفـيفـًا بنبـضٍ إلى لا انـتهاءْ

يقول الربيعُ لنا والخريفُ هنا أنتَ صيفٌ، هناك شتاءْ

وردةٌ كبيرة

-----------

كأنَّ وردتين تحلمانْ

أنْ تخلعا ملابسَ الألوانْ

أن تستعيدا وردتينِ كانتا من قبلُ في سريرة الزمانْ

من قبلِ أنْ تناما

من قبلِ أن تُفيقا

من قبلِ أنْ يخبرنا الرواةُ عن كانَ ويا ما كانْ

في جسد المكانْ

كأنَّ وردتين ثابتا إلى شذاهما

ورأتا ما تركَ الجمالُ من صوَرْ

مُستنفَدَ الخطوطِ والألوان في صحائفِ البصرْ

فلاذتا بمصحف البصيرةْ

ومثلما الأوَّلُ والآخرُ،

في الوردةِ أيضاً قد تكونُ وردةٌ أوَّلةٌ أخيرةْ

وربّما، هذا الوجودُ وردةٌ كبيرةْ

من وصايا أمّي

-----------------

لتعرِفَ كيف ربيعٌ إلى الصَّيفِ قد مرَّ من كرمِها

نادِ سيّدةً باسمِها

حنين

-------

حنينٌ إلى ما مضى

من الناس والوقت والأمكنةْ

وشوقٌ ينحّي الذي كان من شوكها

ويبقي له سوسنةْ.