Alef Logo
الغرفة 13
              

تحطيم القيم ونفي الآخر

أحمد برقاوي

خاص ألف

2019-08-31

تعطي التجربة الفلسفية لصاحبها قدرة على الفهم حتى للظواهر الفردية والجزئية. ولهذا لا يقوم الفيلسوف الذي صارت الفلسفة حياته بردود فعل تجاه الخصوم شبيهة بفعل الخصوم وإلا خان ذاته النبيلة.
إنه يسأل لماذا?
فيبحث عن علة سلوك هذا أو ذاك ،فيكتشف مثلا إن وراء شتيمة أحدهم لك موقفا طائفيا واضحا، ولأن المشتوم متحرر من الطائفية فلا يمكن أن يصدر عنه ردا شبيها ذا رائحة طائفية كريهة.
وقد يحصل أن يتطاول على على آخر شخص يعانى عقدة الخصاء والشعور بالدونية المكبوته لسنوات طويلة فانفجرت عقدته في وقت رآه مناسبا عبر اتهامه بما ليس فيه .وليس من يعني عقد الخصاء خصماً نبيلاً .
والحق إن عقدة الخصاء، فرويديا، تكمن في أن الطفلة الصغيرة تصاب بعقدة الخصاء عندما ترى قضيب الطفل، وهي تفتقد إليه.وإذا عممتَ هذه التحليل الفرويدي في العلاقة بين الأنوات الوضيعة و الضيقة مع الأنوات النبيلة ،فإن هذه الأنوات الوضيعة مصابة بعقدة الخصاء.فهي تفتقد ما لدى الأنا النبيل و المبدع من حضور وكبرياء،لأنه تنعدم الهوة عنده بين الأنا الظاهر و الأنا الباطن ،الذي تحدثت عنه في كتابي الأنا ،فترى هذه المصابة بعقدة الخصاء نفسها في مكان أدني،وهؤلاء من أطلقت عليهم العربية التحوت.فلكي تبرر وعيها الدنيء بذاتها تتهم الوعي النبيل بتضخم الأنا ،فالأنا النبيل يذكرها بوضاعتها.
فالفلسفة عبر الفهم تسمح للعقل أن يظل مترفعاً اخلاصاً لماهية الفلسفة.إنه- أي الفيلسوف- لا يبرر بل يفهم.والوصول إلى نبل الفلسفة أمر صعب المنال عند الأشباه والأنوات الوضيعة.
ولقد تحول بعض المتعلمين الذين لم يكتبوا في حياتهم كلها مقالا في الشأن العام،أو بحثا ذا قيمة نظرية في نقد الواقع،ولم يخطوا زاوية في جريدة يومية أو في مجلة أسبوعية أو شهرية في فهم الواقع وتحليله، ولم يتخذوا موقفا من شأنه يعبر عن وجهة نظر يجر عليهم نقمة السلطة ،أي إنهم ،لم يتحولوا إلى مثقفين بأي صورة من الصور، وظلوا هامشيين في الحياة الثقافية ،وأمضوا عمرهم يستظهرون ما قاله علماء الغرب، تحولوا بقدرة قادر الآن على صفحات التواصل الاجتماعي إلى مخاتير جدد يمنحون وثائق حسن سلوك للمثقفين أو وثائق لا حكم عليه .
تقوم الدكتاتوريات بتحطيم شعور الناس الجمالي و الأخلاقي بالعالم و بالطبيعة و بالفن و بالأدب و بالحب فتعيد الانسان شيئاً فشيئاً إلى حاله البيولوجية؛
و حين تظهر اأﻷصولية العنفية رداً شبيهاً عليها، تزيد من هذا التحطيم فتتدمر قيم الجمال و الأخلاق التي تسمو باﻷنسان و تزوده بحب الحياة؛
فينبعث إذ ذاك العنف الهمجي البدائي لدى الطرفين اللذيّن دمرا القيم الجمالية و الأخلاقية تدميراً كليا..
و يتحول الجسد من رمز للحياة و الجمال إلى موضوع للقتل و التعذيب و التدمير و العنف و التمثيل.
تتنوع طرق حضور "الذات" وتعبيراتها عن نفسها ، فمنها من تحضر عبر الثروة، ومنها من تحضر عبر السلطة بكل أنواعها الإجتماعية والسياسية، ومنها من يحضر عبر الوهم، ومنه من يحضر عبر المهنة ،ومنه من يحضر عبر الأسرة ،ومنه يحضر عبر أشكال خرق القيم كالكذب أو الدجل إلخ.
ولقد احتكرت النخبة الثقافية الكتابة بوصفها أداة للحضور، فحضر الشاعر والقاص والأديب والروائي والناقد والصحفي والمفكر والفيلسوف .
وهو حضور يحوز في الغالب على الإعتراف من جمهور يقدر الشهرة الناتجة عن القلم.
أما الآن فقد أنهت وسائل الاتصال الجديدة ،الفيسبوك والتويتر والمواقع الألكتونية الأخرى هذا الاحتكار،فأتاحت الكتابة للكائن العربي ،الذي يجيد الكتابة والقراءة، أن يظهر وأن يُرى. إذ لأول مرة يحضر الأنا بكل ما ينطوي عليه من حالة ثقافية وموقف سياسي ومستوى أخلاقي ودرجة معرفة وبنية نفسية.
وأهداف صغيرة وأهداف كبيرة، ورغبات وأوهام .ولقد أصبحت الكتابة على الفيسبوك والتويتر متاحة لمن هب ودب . لم يعد ضرورياً أن يكون الإنسان كاتباً كي يظهر عبر الكتابة، فالجميع الآن، ممن يجيد الكتابة أولم ،وممن يحترف الكتابة ومن لم باستطاعته أن يظهر على الناس ويقول: «لهم هو ذا أنا».
لقد أتاحت هذه الميزة لحضور الذات على مواقع التواصل الإجتماعي للمتأمل في الوعي، أن يتعرف على تنوع أهواء الناس ومشاعرهم وتفكيرهم ومواقفهم وقيمهم وحياتهم النفسية، بحيث أن المكتوب قد يغني علماء النفس وعلماء الاجتماع عن إجراء استبيانات علمية - أكاديمية لمعرفة اتجاهات الرأي وميول البشر.
فلقد انتبهت إلى أمرٍ خطير،وأنا أتأمل ردود الأفعال على ما يُكتب ، ،وعلى (بوستات) وتعليقات الآخرين حول المكتوب ، ضعف قيمة الآخر على صفحات الفيسبوك، إن لم أقل غيابه غياباً كلياً. فَلَو تركنا الأصدقاء المفترضين والحوار المعقول بينهم، سنجد أن الحوار مع المختلف معدوم جداً.وقبل أن أشرح أسباب أخلاق نفي الآخر دعوني أنظر في أشكال النفي هذه.
كيف تتبدى صورة نفي الآخر وتحطيم القيم على صفحات الفيسبوك والتويتر ؟
أولاً: الشتيمة. والشتيمة نوع من العنف المعنوي الممارس على الآخر قصد إيذائه. وكانت تتم في الغالب عبر النميمة ،والنميمة تخلق طقوس النفي والإثبات والشهود .أو تكون الشتيمة وجهاً لوجه بين المتخاصمين المتشاجرين الذين يعرفون بعضهم بعضاً في الغالب، ولأنها كانت تتم وجهاً لوجه كانت محدودة الألفاظ بسبب الخوف من تحولها إلى شجار بالأيدي. أما الآن، فإنها تتم على صفحات فيسبوك وبين المختلفين مسافات طويلة ، فالمختلفون لا يرى أحدهم الآخر بل لا يعرفه.
لقد أتاحت المسافة البعيدة لهذه للنفوس، وبشكل خاص لمن هم من صنف الرعاديد ،أن تتزايد في الشتيمة شكلاً ومضموناً، من دون شعور بالخوف من الآخر، وكيف يخاف من الآخر وهو لا يعرفه، وتفصله المسافات الطويلة عنه؟
والملفت للنظر ،أن الشتيمة تتم على الفيسبوك والتويتر دون أي إحساس بالخجل من جهة ،وتطلق من قبل نخب كانت لفترة تتميز بالأدب الظاهر بوصفها نخبة.فالكلمات المرذولة التي تٌقال بحق الآخر صارت من طقوس التعبير حتى لو كان المشتوم صديقاً للشاتم.
فالثورة السورية قد كشفت عن سلوك أناس من المثقفين لم يخطر على بال أبداً.فالإختلاف حول الحدث الثوري السوري بين المثقفين السوريين، ومن هم في حكمهم من الفلسطينيين أمر طبيعي.لكن التعبير عن الإختلاف بلغة المثقف يجب أن يختلف عن التعبير عن الإختلاف بلغة الرعاع.
لقد ربطته بشاعر متشائم بكاء نقدي صداقة عبرت عن نفسها بطقوس كثيرة، منها الإستنجاد في مواجهة أزمة حياتية،لقد راح البكاء المتشائم ،بسبب موقف صديقه من الثورة والمنتمي إلى ثورة المضطهدين السوريين في شتم صديقة بطريقة لم تخطر على بال.
وكذلك فعل كاتب قصة فلسطيني كان يناديه ب(كبيرنا)،والسلوك نفسه صدر عن شخص منتمٍ إلى الثورة ولا أدري سبباً وجيهاً لشتمه.
والسؤال كيف انخرطت النخبة بخطاب الشتيمة؟
ثانياً الاتهام: فإنك لترى شخصاً يتهم آخر يعاديه أو لا يستحسنه بارتكاب أمور من شأنها أن تسيء له أمام الهيئة الاجتماعية، من دون أن يكون لذلك الاتهام سند أو سبب. بل قد يؤدي هذا الاتهام إلى نوع من إفساد الحياة إذا ما جرى تصديقه.
ثالثاً: التدخل في الأمور الشخصية وسرد الحكايات التي يجب أن تبقى محدودة بين الأصدقاء، لأنها من طبيعة عفوية جرت في وسط محدود ممن كانوا مقربين.

رابعاً : فإنه من أغرب الغرائب أن تجد شخصاً لا تعرف عنه شيئاً، ينال من شخصية معروفة ذات حضور معنوي واسع وله مكانته في علم من العلوم بلغ في مسيرة البحث مبلغاً واسعاً، فضلاً عن بلوغه من العمر عِتيّاً، ويستخدم معه لغة خالية من الاحترام.
إن صورة القيم المحطمة التي تظهرها الكتابة ،لا تختلف في الجوهر عن تحطيم القيم عن طريق السلوك العملي العنفي الذي يصل حد القتل.
أعود الآن للسؤال :كيف نفسر هذا الواقع من تحطيم القيم المعَبر خطاباً وسلوكاً؟
يكون تغير عالم القيم ،عادةً،مرتبطاً بتغير الشروط الإجتماعية والسياسية والإقتصادية.فانتقال القرية إلى حالة المدينة سيزيل شيئاً فشيئاً قيم القرية المتعلقة بالحياة المعشرية ،وتنتصر في النهاية القيم الفردية ،ولكن عملية كهذه طويلة ومعقدة .
لكن ما حصل لدينا في الوطن العربي عموماً وسوريا على وجه الخصوص هو التالي:
لقد جاء إلى السلطة فئات حاكمة ذات عقلية عسكرتارية -أمنية فاسدة ،خالية من معاني الإنتماء الوطني، ومتمركزة حول هدف واحد وحيد ألا وهو البقاء في السلطة، والإحتفاظ بالقوة الكفيلة بإبقاء السلطة.وتأسيساً على هذا الهدف الوضيع وتحقيقه ،صار كل شيء مباحاً.
فالسلطة ذات الخراب الأخلاقي القائم على القتل والسجن واستخدام الإهانات الجسدية واللفظية والفساد في وضح النهار قد صدرت كل انحطاطها إلى المجتمع ،ولَم ينج من هذا الإنحطاط إلى النذر اليسير من البشر.
فالسلطة ذات الخراب الأخلاقي لا تستطيع العيش إلا إذا عممت الخراب الأخلاقي في كل أنحاء الحياة ،المؤسساتية والإجتماعية.حتى يصير خرابها الأخلاقي أمراً طبيعياً ،لا يدعو إلى الدهشة،وإلفة أنماط السلوك المنحط أخلاقياً. تحول الإنحطاط هذا إلى عالم مألوف وعادات عيش.وشيئاً فشيئاً تتسرب أخلاق الإنحطاط إلى الأكثرية لتغدو نمط عيش.والأخطر من ذلك تحطيم أخلاق النخبة.
فرجال السياسة العاملون في الأحزاب وجهاز الدولة من الرئيس ورئيس الوزراء ومعاونيهم والمدراء ،والنواب والقضاة وأساتذة الجامعات والمدرسون والمعلمون والضباط ومعلمو المهن الحرفية المبدعون وغير المبدعين ،التجار والصناعيون والمخاتير والوجهاء ،وقادة المجتمع المدني ،والكتاب والشعراء والصحفيون، جميع هؤلاء ينتمون إلى النخبة الفاعلة ،فهم فاعلون بوصفهم يخلقون المعايير.أجل النخبة هي الخالقة للمعايير التي تتحول إلى قيم عامة.وهذه النخبة تحوز في العادة على الإعتراف والإحترام من قبل الهيئة الإجتماعية.
إن الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها النظم الحاكمة،وخاصة الجماعة الحاكمة في سوريا ، هي جريمة تدمير ماهية النخبة بوصفها خالقة للمعايير القيمية و الجمالية والمعرفية ،وبالتالي فقدانها الوظيفة التي حازت على أساسها حق الإعتراف والإحترام،مع بقاء نخب إستثنائية نجت من خناجر المجرمين.
فرجال السياسة من الرئيس وما شابه ذلك إلى أدنى موظف هم مجموعة من اللصوص ورموز الفساد،وحولهم جهاز أمني وعسكري يتصرف خارج سلطة القانون وهكذا..
خذ الآن صور الضابط وأستاذ الجامعة والقاضي والشيخ والوجيه والقائد
النقابي،والمختار والممثل والشاعر والمدير الذين صاروا جزءً من روح النظام الحاكمإنها الآن صور قبيحة جداً،بوصفها انعكاساً لصورة الجماعة الحاكمة الأكثر قبحاً .
لقد تم تحطيم عقل المجتمع بتحطيم النخبة وأخلاقها ،ومع انتشار عنف السلطة المادي واللغوي دون حدود،صار العنف وعياً يحدد علاقة الذات بالآخر.
وتحول المخبر إلى جزءٍ من حياة الناس اليومية ،الذي راح يفسد العلاقات المشرية حتى داخل القرية الوادعة ،ناهيك عن إفساد عالم المؤسسات.
وأخلاق السلطة المنحطة ،التي أصبحت أخلاق أكثر النخب وكثير من اللعوام ترافقت مع ظاهرة خطيرة هي الأخرى ،ألا وهي انتشار الأخلاق الأيديولوجية.
لما كانت الأيديولوجيا ،بكل أنواعها ذات ماهية دينية تعصبية ،فإن الأخلاق المنعكسة عنها هي أخلاق نفي الآخر المختلف.
الأيديولوجي يؤمن بسردية لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من بين يديها.ولهذا فهو يرفض كل السرديات الأخرى من جهة ويعمل على نفي المؤمنين بسردية غير سرديته.ولهذا لا تختلف الأصولية الدينية عن الأصولية القومية، ولا عن الأصولية الشيوعية .في الأخلاق الأيديولوجية.
يضع المتعصب الأيديولوجي الآخر المختلف في حقل الصفات المرذولة المتفق عليها ،إجتماعياً،على أنها انتقاص من الموصوف.فالنقاش بين المختلفين أيديولوجيا مستحيل ،والحوار يحتاج إلى اعتراف متبادل بالحق والتفكير والحرية.ولهذا تقود الأخلاق الأيديولوجية إلى الشجار.والشجار الأيديولوجي معركة وقودها الحقد والكلام النابي.
وعندما اتحد الإنحطاط السلطوي وتعميم انحطاطه،مع الإنحطاط الأيديولوجي ،انتظم تدمير القيم البلاد و العباد.
أما بعد :كان التاريخ وسيظل- والبشر هم التاريخ - مرجل الصراعات الحميدة وغير الحميدة ،وخالق أصناف التعبيرات كلها ،من اللغة السوقية النافية إلى اللغة الفاهمة .والتاريخ عندما يدق أبواب البشر النائمين ،والحريصين على نومهم ،والمدافعين عنه بكل السبل،فأنه يوقظ فيهم كل ما تراكم من وسخ تاريخي في نفوسهم .وفي كل الأحوال فالتاريخ يدق الأبواب مرة ومرتين وثلاثة ،وعندما يدرك أن من في الداخل يسمعون طرقاته العادية أو القوية أحيانا، ولا يفتحون له الباب ليدخل بكل وقار ،يخلع ،بكل غضب، الأبواب التي ظن المتحصنون خلفها أن لا قوة قادرة على خلعها، ويدخل بكل ما ينطوي عليه من قوة التدمير والهدم ولن يتوقف إﻻ بعد أن ينجز مهمته .
وسعادة التاريخ بالهدم عذابات، لكنه لا يعرف إلا هذا الطريق بعد صبره الطويل.
و تحتشد كل قوى الهدم ومن كل الانواع لتمارس فعلها بكل عقلانيتها وﻻعقلانيتها، ولن يبقى منها بعد إنجاز عملية الهدم، إﻻ تلك القادرة على بناء العالم الجديد.
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أي يسار نريد في عصر موت الإنسان ؟ من وحي ناقوس الكورونا

18-نيسان-2020

رؤية مقدمة إلى الشعب السوري و النخبة السورية الفاعلة :

17-كانون الثاني-2020

الفلسطيني وسوريا.

07-أيلول-2019

تحطيم القيم ونفي الآخر

31-آب-2019

قول في الوجود والماهية / عن موت جميلة بوحيرد

17-آب-2019

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow