لم يعد مهمّاً …
لا تأتِ.
متسمرةً أنا في حضن قصائدي،
أتسلى بمسح الاستفهام و التعجب
عن الحب الذي أطفأ شمسي
و موّت قمري،
الحب الذي دفع خطاي باتجاه الذهول،
الحب الذي لفه قلبي
بأصابع من حرير الشعر...
*
لا تأتِ
ما عاد هناك وقت لنتعانق
ونكتب القصائد و نحن نتراشق الكلمات،
و نختلف على
من يضع القبلة في مكانها الصحيح.
*
لن أعض أصابعي و لا أصابعك ندماً،
ما دمت قادرة أن أطرّز فنون الخيبة
بألمي الرفيع،
و أسقي نبتاتها بغزير الماء
الذي خلّفته وراءك…
فلا تأتِ.
*
أراقب عري البشر،
لابد أنهم يرونني عارية مثلهم،
ما عاد شيء يسترني مذ خلعت بردتك عني،
فلا تأتِ.
*
أنقذتني حين كان الفضول يقتلني،
علّمتني أن الموت شعراً
وجهاً آخرَ للحياة،
فلا تأتِ.
*
لا تأتِ..
حيرى أنا،
ما عدت أعرف
إذا الغابة جارتنا ماتت،
أم أنها ضيعت خطاي
في الوحل!
*
يعدّون الولائم،
يأكلون .. ينامون ..
يهرولون في عين المكان،
ما دام الجميع لا يعرفون ماذا بعدُ
و نحن مثلهم،
لا تأتِ.
*
لن أمشي صراطاً
سأثابر لتظل الفوضى تقودني
إلى حيث أنتمي،
فلا تأتِ
*
جيوبي ملأى بالمدن،،
و قلبي بجنون الحب و الحلم،
لا يهم إن اقتربتُ من نفسي أو بعدتُ عنها،
هي الحياة،
فلا تأتِ
*
ما عدت أهرب منها،
ما زالت أحزاني تتلقفني كلما سقطتُ
تعيدني إلى
صواب الألم،
فلا تأتِ .
*
الطرق كثيرة لا تملُّ من غوايتي بالسفر،
و أنا بقدمين متعثرتين،
و قلب بثقوب كثيرة،
لكن آثار الحلم باقية
فلا تأتِ.
*
ما زلت أشعل كل يوم شمعة
في روحي
و أختنق
فلا تأتِ.
*
لا تخشى عليّ من الضياع،
فالكلمات تعثر عليّ كل حين
تلملم شتاتي،
و تظهر قلبي المستتر بالقهر.
*
لا توقعات تًذكر،
أنا بلا روح،
الطقس جاف كقلبي،
والحب في كل العالم ركن و نام في جحره
فلا تأتِ.
*
لا تأتِ
فأنا أدخل القصيدة و أخرج منها
بخفي حنينيكَ
المعلق بوهمي.
*
أول الغيث أنت و آخره،
فإن لم تشدّ من أزر الغيم
وتمطر سخياً
لا تأتِ
*
ما زالت خطواتي تهرع متلهفةً
تعلّم الطرقَ
كيلا تضل سبيلك إلى قلبي
فلا تأت.
*
يرهقني أنني مذ التقيتك
تربّع قلبي عرش القصيدة
و صار ملكاً
فلا تأتِ.
*
لم تكن قصة مختلفة ،
ربما هي وهم لزبد الشعر،
فلا تحمّل نفسك وسعها
و تأتِي.