في الخارج
على أشدها العواصف هائجة،
الأشجار تمارس طقوس الانحناء للريح
خوفاً أن تقتلعها من جذورها.
و في الداخل
قلبي ساكن بلا نبض،
يخشى أن أقتلعَه من صمته.
*
طيور تحلق عالياً،
مواسم الهجرة و العودة
لا تنتهي،
و الورد لا ينفك يفتّح بتلاته،
يبث عطره بالأجواء دون ملل،
و حارسه الأبدي
شوكٌ
ما زال يدمينا..!
*
لأنني شجرة منذ البدء
يسألني ذاك النهر عن مائه،
حيرى أنا،
ما زلت أبحث عن مجراه
و الضفتين.
*
هناك
على مرأى من كل الأشجار
معلّقة على شفير غصن،
ساقطة تلك الورقة
ساقطة.
*
تتزاحم الغيوم في السماء
ها هو جرس الماء يعلن التوقيت الملائم
لنرقص أنا و حروفي
سيولاً غزيرة الحب.
*
و الحب يأتي بكل أشكال الزهر،
كلّما مرّ بي
أو مررت به
أسرق منه بخفة،
كيلا يبهت لوني أو يموت عطري.
*
لكثرة الأسرار المدفونة فيها
حملها ثقيل،
و مذاقها غريب
مياه الآبار.
*
تغار مني الشمس،
تنسحب متجهمة كلّما سبقتها
و أشرقت على الغابة
بكل ليموني و برتقالي.
*
لم أعرف أنني شجرة
قبل أن يخبروني،
دون ماء يُذكر كبرتُ،
امتدت جذوري عميقاً في الأرض،
وزينتْ أغصاني حواف السماء
بقصائد الحب.
*
تمرّدي،
دعي الريح تأخذك في إعصار
ثوري على هواكِ،
لا تبقِ طوال الفصول عليلة
يا نسمة.
*
كل الأوراق صفراء مبعثرة،
و قلبي معلق هناك
لا يخشى الخريف.