Alef Logo
ابداعات
              

هل نكتب بحد السيف

ثورة الرزوق

2007-10-30

ذهبت إلى بيروت منذ فترة ، مع زوجي و ابني الصغير الذي صعد إلى الحافلة بالمجان.
كان توقيت السفر ليليا، و في هذه الأوقات ، و بالرحلات البعيدة نسبيا ، يميل المرء إلى إغماض عينيه ، ثم اتفقنا أن نقتني عدة كتب و نحن ننحدر في الدرب الذي يقودنا إلى البحر.
كنا نسير في شارع الحمراء باتجاه الروشة و عيناي على الشاطئ الذي أراه.و كانت فوقه غمامة ناصعة منخفضة. من يعلم كيف تتشكل السحب في الصيف، و بهذا القدر من الكثافة و الانخفاض.
أمام نادي القلم الدولي رأينا عسكريا ببذة حربية و معه بارودة. لذلك اقترحت على زوجي أن نذهب إلى مكان آخر . أنا لا أود قراءة كتب عن حرب مجهولة لم تشتعل نيرانها بعد.
بعد عدة دقائق من المسير ، و كان طفلنا يمشي بيننا و هو يبتسم لأفكار من بنات خياله، رأينا مكتبة نادي أصدقاء الكتاب. و كان هناك أمامها أيضا عدة أفراد برؤوس حليقة ، و أبواط سوداء تلمع ، و بذات عسكرية و من غير رتب واضحة.
بالطبع لم يكن هذا وقت حرب يدق نفيرها. و لا أعتقد أن المجندين مولعون بالقراءة. لقد كانوا يلتهمون بشراهة أطنانا من البزر و الموالح و يرمون القشور على الرصيف ليدفعها الهواء في شتى الاتجاهات. نحو وسط المدينة و إلى البحر و ربما إلى قلب هذه القارة الدامعة الحزينة التي تخيم فيها على أفكار الناس أشباح حروب محتملة.
اقترحت أن نواصل المسير إلى مكتبة الجامعة الأمريكية . و كنت أظن أن الجو هناك سوف يكون كريستاليا و من غير مظاهر عسكرية.
نحن الثلاثة.
زوج مصاب بعاهة دائمة ، انتقلت لي بالعدوى ، و هي البحث عن كتاب جديد. و طفل بثياب ملونة تصلح أن تسافر بها إلى المكسيك، و لا يكف عن بث رسائل شفهية إلى عرائس غير موجودات و لا أستطيع أن أتكهن كيف يبدون في خياله. و أنا التي أسعى وراء إجازة قصيرة أستسلم فيها لأحضان الطبيعة لأداوي جروح ذكريات من سنوات أفلت...
كنت أخطط بالاستلقاء على الأعشاب في حديقة عامة ، تحت نور الشمس الدافئ ، كما هي عادتي قبل مدة حينما كنت أذهب إلى الهايدبارك في لندن...
عبث ، قبض الريح.
هناك. على عتبات مكتبة الجامعة الأميركية. رأينا الجنود التقليديين الذين يشبهون بواريد مهملة بحاجة إلى صيانة ، و من ورائهم أصحاب القبعات الزرقاء. قوات الفصل الدولية. و قد توجهوا إلينا بنظراتهم . و لكن لم أحزر بم كانوا يفكرون...


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هل نكتب بحد السيف

30-تشرين الأول-2007

قصة / البيت المريح

17-آب-2007

قصائد للشاعرة الرومانية هاريكليا ميرونيسكو ـ ترجمة

31-تموز-2007

قصة / مديري الجديد

20-آذار-2007

إيروتيك / هواجس غير أمومي

18-تشرين الثاني-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow