Alef Logo
ابداعات
              

أحزان جميلة

أحمد حسين

2008-05-07

1- عبور الساحرة

في شارع محني الظهر
كعصا مكسورة من الوسط
كث الملامح
مثل عجوز مشرد ،
مرت كأغنية فيروزية

تأتي مرة في العام
تمشي كامراة عادية
على مخدة هوائية
تحت قدميها


كفراشة ترف على الماء .

لا تحمل شيئا في يدها
ولا تتمتم بشيء
أو تكلم أحدا .
تنظر بابتسامتها
فلا نفيق
قبل أن تختفي .

لم تدَعْنا مرة واحدة
نرى لون ملابسها
فقط بعد أن تمر
تبهرنا وضاءة الشارع .
النوافذ أكثر اتساعا
والأبواب المنخفضة
أعلى مما كانت البارحة .
والوجوه خلعت الضجر
واستعادت شباب حزنها القديم .
بائع السمك القديم
يبدو الآن مثل هنيبال
وزوجته
تشبه الموناليزا .
أما الشارع المجعد
فيصبح جادة رشيقة
على بردى
تطير فيها عصافير
أخذها السكر .
كل مرة
بعد انصرافها
أسأل بائع السمك :
ألا تقول لي !
- دعك من هذا
كم مرة قلت لك
إنها شبح امراة أعرفها
قتلتها الجن على الشاطيء
قبل ستين عاما .

2- مراسم التأبين
أيتها الحسناء الترابية
أنت أجمل حتى من الموت
لذلك أحبك الموتى .
سيدة العصور كنتِ
حلم االشواطيء البعيدة
ولهفة السفن
على أزمنة الإبحار .
كم مرة زارتك السماء
بصهيلها الأزرق !
أي معبد
لم يسجد فيه الملوك
وتجار التوابل
على عتبات أنوثتك المقدسة
ويتناولوا فيه دمك بالخبز ؟

أنت وجنة الحزن
أي بلد غيرك
فيه مبكي
تأتي إليه قوارير الدمع
من كل بقاع العالم ؟

أعرف الآن
أن اشجارك لم تكن أشجارا
وأنهارك لم تكن أنهارا
صبايا القمح
وحاملات الجرار
والمواويل وأجراس الماعز
لم تكن
سوى رؤى احتضارك الجميل .

كل شيء كان تميمة لموتك
الأيدي التي سقت أنهارك
والعيون التي رعت لياليك المقمرة
والأطفال الذين تسلقوا وهم أشجارك
كانوا كلهم ميتين .

ماتت العروس
ليكتمل العرس
وتلتقي بعريسها الميت

كيف أنت يا "أندروماك" ؟
أنت لا تعرفينني
أنا القدم الثانية
للراقصة الغجريةالتي رثت " هكتور"
على باب طروادة .

2- المرأة الأخرى

أعرف أنك اليوم
تحبين رجلا آخر
لكنك لن تستطيعي
أن تصبحي امرأة أخرى
فأنا نسيتك كما أنت .

حينما غادرت الغصن
شَغلتِني بالغابة .
أي بحر أخضر
وجزر مسحورة
وناس ينتظرون موانئ الغرق
في سفينة السندباد .

كم مشينا في الشوارع المقعرة
مثل عصافير بأجنحة مقلوبة
نصطدم بالنوافذ المنخفضة
ونحلق تحت رؤؤسنا الفارغة .

في جزر الغرقى
لا شارع سوى النشوة الغامضة
ونداءات العطر
كأنك أمسية عذبة
على شاطيء مجهول .

يقول الهمس :
حلق بمشيتك المهملة
كما تشاء
ليس هناك سوى الأعلى
وقدميك .
ماذا تريد سوي الفرح ؟

نحن هنا يصنعنا الحب
تقول لك الوجوه :
نولد مع الحبور
في الصدف المفروشة بالفرح .
أتينا عبر الغرق
لنفرح وحدنا بالحب .

ألفرح الحقيقي
سباحة نهرية مفردة
تكون عاريا تماما كالماء
تغتسل بأفراح الذاكرة
بين ضفتي امرأة منسية .

نسيتك كما أنت
لا أحد سيحبك مرة أخرى
كما احببتك أنا .
عبثا سيغرقونك بهدايا الجسد
ومجاملات العشق الأنيقة
فأنت تعرفين
أن الفرح ليس هناك
ولن تصبحي امرأة أخرى .
ألموناليزا
صورة عظيمة
لامرأة عادية
يسكنها فرح ليوناردو .













تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أحزان جميلة

07-أيار-2008

دروشات يسارية

02-أيار-2008

دفاتر

29-نيسان-2008

مفكرات الشيوخ

26-نيسان-2008

أرجوحة السرير

18-نيسان-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow