أحزان جميلة
2008-05-07
1- عبور الساحرة
في شارع محني الظهر
كعصا مكسورة من الوسط
كث الملامح
مثل عجوز مشرد ،
مرت كأغنية فيروزية
تأتي مرة في العام
تمشي كامراة عادية
على مخدة هوائية
تحت قدميها
كفراشة ترف على الماء .
لا تحمل شيئا في يدها
ولا تتمتم بشيء
أو تكلم أحدا .
تنظر بابتسامتها
فلا نفيق
قبل أن تختفي .
لم تدَعْنا مرة واحدة
نرى لون ملابسها
فقط بعد أن تمر
تبهرنا وضاءة الشارع .
النوافذ أكثر اتساعا
والأبواب المنخفضة
أعلى مما كانت البارحة .
والوجوه خلعت الضجر
واستعادت شباب حزنها القديم .
بائع السمك القديم
يبدو الآن مثل هنيبال
وزوجته
تشبه الموناليزا .
أما الشارع المجعد
فيصبح جادة رشيقة
على بردى
تطير فيها عصافير
أخذها السكر .
كل مرة
بعد انصرافها
أسأل بائع السمك :
ألا تقول لي !
- دعك من هذا
كم مرة قلت لك
إنها شبح امراة أعرفها
قتلتها الجن على الشاطيء
قبل ستين عاما .
2- مراسم التأبين
أيتها الحسناء الترابية
أنت أجمل حتى من الموت
لذلك أحبك الموتى .
سيدة العصور كنتِ
حلم االشواطيء البعيدة
ولهفة السفن
على أزمنة الإبحار .
كم مرة زارتك السماء
بصهيلها الأزرق !
أي معبد
لم يسجد فيه الملوك
وتجار التوابل
على عتبات أنوثتك المقدسة
ويتناولوا فيه دمك بالخبز ؟
أنت وجنة الحزن
أي بلد غيرك
فيه مبكي
تأتي إليه قوارير الدمع
من كل بقاع العالم ؟
أعرف الآن
أن اشجارك لم تكن أشجارا
وأنهارك لم تكن أنهارا
صبايا القمح
وحاملات الجرار
والمواويل وأجراس الماعز
لم تكن
سوى رؤى احتضارك الجميل .
كل شيء كان تميمة لموتك
الأيدي التي سقت أنهارك
والعيون التي رعت لياليك المقمرة
والأطفال الذين تسلقوا وهم أشجارك
كانوا كلهم ميتين .
ماتت العروس
ليكتمل العرس
وتلتقي بعريسها الميت
كيف أنت يا "أندروماك" ؟
أنت لا تعرفينني
أنا القدم الثانية
للراقصة الغجريةالتي رثت " هكتور"
على باب طروادة .
2- المرأة الأخرى
أعرف أنك اليوم
تحبين رجلا آخر
لكنك لن تستطيعي
أن تصبحي امرأة أخرى
فأنا نسيتك كما أنت .
حينما غادرت الغصن
شَغلتِني بالغابة .
أي بحر أخضر
وجزر مسحورة
وناس ينتظرون موانئ الغرق
في سفينة السندباد .
كم مشينا في الشوارع المقعرة
مثل عصافير بأجنحة مقلوبة
نصطدم بالنوافذ المنخفضة
ونحلق تحت رؤؤسنا الفارغة .
في جزر الغرقى
لا شارع سوى النشوة الغامضة
ونداءات العطر
كأنك أمسية عذبة
على شاطيء مجهول .
يقول الهمس :
حلق بمشيتك المهملة
كما تشاء
ليس هناك سوى الأعلى
وقدميك .
ماذا تريد سوي الفرح ؟
نحن هنا يصنعنا الحب
تقول لك الوجوه :
نولد مع الحبور
في الصدف المفروشة بالفرح .
أتينا عبر الغرق
لنفرح وحدنا بالحب .
ألفرح الحقيقي
سباحة نهرية مفردة
تكون عاريا تماما كالماء
تغتسل بأفراح الذاكرة
بين ضفتي امرأة منسية .
نسيتك كما أنت
لا أحد سيحبك مرة أخرى
كما احببتك أنا .
عبثا سيغرقونك بهدايا الجسد
ومجاملات العشق الأنيقة
فأنت تعرفين
أن الفرح ليس هناك
ولن تصبحي امرأة أخرى .
ألموناليزا
صورة عظيمة
لامرأة عادية
يسكنها فرح ليوناردو .
08-أيار-2021
07-أيار-2008 | |
02-أيار-2008 | |
29-نيسان-2008 | |
26-نيسان-2008 | |
18-نيسان-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |