أنا لست بريئاً
أنا بريءٌ منكم.

* * *

قصائد الوقت
-1-
جثة الوقت بدأت بالتفسخ
الطبيب الشرعيّ (لا أعرف من أعطاه الشرعية) يقول:
إنّ الوفاة طبيعية
وإننا تأخرنا في دفنه كثيراً
لا وقت نضيّعه إذاً
يجب أن ندفن الوقت بأسرع وقتٍ ممكن.

-2-
الوقت كالسيف
لن تجده إلا في المتاحف
مذ حلّت محلّه البندقية.

-3-
حتى لو كان عمر الكون إثني عشر مليون سنة
ورغم أنه لا يوجد زمنٌ كما يقول أينشتاين
حتى لو كانت أوقات فراغنا طويلةً
وكانت حياتنا مليئةً بالتفاهات والروتين
حتى مع ذلك كله
هذا لا يبرر لك أن تتأخري عشرين دقيقة.

-4-
لا أريد مئة عام من العزلة
ولا ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم
لا أحتاج الى سبع سنوات في التيبت
ولا ستة أيام ثم استوى على العرش
جلّ ما أريد
دقيقة واحدة من البث الحي والمباشر
دقيقة واحدةLive
بلا مونتاج أو رقيب
أصرخ فيها بحريةٍ
من دون أن يقطع البث
أو تُقطع الكهرباء
أو يُقطع رأسي.

* * *

قصائد الحزن
-1-
الفرح في بلادي مصابٌ بالاكتئاب.

-2-
باسمي وباسم هذا الشعب المسكين
أرفع أسمى آيات الحزن والتنصل من المسؤولية.

-3-
سآخذ عيّنةً من دم الحزن
إلى جميع المختبرات والأطباء
وسأطالب فروع المخابرات
بإعطائي أدقّ التفاصيل
من أضابيره الورقية
علّني أعرف من الذي يتسلل ليلاً
ويذيب الحزن في خزّانات مياهنا.
-4-
لو كان الحزن امرأةً لضاجعتها
.
* * *

لستُ أبا موسى الأشعري لأخون صاحبي

لستَ علياً لتسامحني.

* * *

طوبى لمن يسرقون الخبز
ويلٌ للمتسولين.

* * *

لا أريد لفلسطين أن تعود حالياً
أو في المدى القريب على الأقل
وإلا
ماذا أورث أبنائي
من تركة جدّهم
.
* * *

كم هو رائعٌ هذا الولد الذي يسرق بيض اللعب
غير عابئ بصياح الدجاجات الحزين
الذي يلحق المدخّنين
حارةً
حارةً
لينتشي بأعقاب سجائرهم
والذي يكسر شباك الدنيا...
في كل مباراة
بالركلة الملتفّة الدوارة
والذي لا يزال مقتنعاً
بأن هنالك ركلةً متلفة دوارة
كم هو رائع
هذا الذي صدّق في طفولته
أن الفلاح نشيط
وأن الشرطة في خدمة الشعب
وأن فلسطين ستعود
كم هو رائعٌ
هذا الولد الذي
عشته.

* * *

أيها الأنبياء
ارحموا عزيز قومٍ
مل.

* * *

أصابع فلسطين
تشبه أصابع أمي.

* * *

أبي يريد أن أصبح أبي.

* * *

السلالم ليست للنزول فقط
للصعود أيضاً، السلالم.

* * *

لما جسدٌ أنت به
يمرّ أمامي فلا أنتبه.

* * *

حتى المقابر
تموت.

* شاعر فاسطيني مقيم في دمشق
[email protected]

نُشرت في النهار اللبنانية
الأحد 13 تموز 2008